جمع الحافظ البوصيري زوائد عشرة مسانيد على الكتب الستة، وهي: مسند الطيالسي، ومسدّد، والحميدي، وإسحاق بن راهويه، وابن أبي شيبة، والعدني، وعبد بن حميد، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن منيع، ومسند أبي يعلى الكبير. ورتب أحاديثها على كتب الأحكام.
وكان البوصيري يعتني بالحكم على الأحاديث، وبتقويم الرجال جرحاً وتعديلاً، وقدّم لكتابه بتراجم لأصحاب المسانيد التي اعتمد عليها في كتابه.
ويوجد للكتاب نسختان:
الأولى: مسندة، أتمها سنة 823 هـ.
والثانية: مجرّدة من الأسانيد، أتمها سنة 832 هـ.
وتوجد النسخة المسندة مخطوطة في دار الكتب المصرية، وقد حُقق بعضها في رسائل علمية في الجامعة الإسلامية، وتقوم الجامعة بالتعاون مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف على طبعه، وقد تيسر بحمد الله ـ تعالى ـ طبع بعض أجزائه.
ومنها المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت:852هـ):
جمع فيه ابن حجر زوائد ثمانية مسانيد، وهي: مسند الطيالسي، ومسدّد، والحميدي، وابن أبي شيبة، والعدني، وعبد بن حميد، وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة.
كما أنّه تتبع ما فات الهيثمي في مجمع الزوائد من مسند أبي يعلى الكبير، لكون الهيثمي اقتصر على المسند الصغير، ووقع لابن حجر قدر النصف من مسند إسحاق بن راهويه، فتتبع ما فيه من الزوائد فصار مجموع ما تتبعه من ذلك: عشرة دواوين. ووقف ابن حجر على قطع من عدة مسانيد مثل: مسند الحسن بن سفيان، ومسند الرّوياني .. وغيرهما، ولم يُكتب منها شيء؛ لأنه كان ينوي أن يرجع إليها ويتتبع زوائدها بعد أن يُنهي تبييض كتابه.
ورتب ابن حجر كتابه على كتب الأحكام قريباً من ترتيب إتحاف الخيرة ومجمع الزوائد، ويوجد لهذا الكتاب نسختان هما:
الأولى: مجرّدة من الأسانيد، نشرها الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي.
الثانية: مسندة، طبعها أخيراً غنيم بن عباس وياسر بن إبراهيم، كما جرى تحقيقها في عدة رسائل علمية في جامعة الإمام محمد بن سعود، ثم جمعها ونسقها الدكتور سعد الشثري، وبدأ بطباعتها في سنة 1419هـ، ونشر منه حتى الآن عشر مجلدات، ويتوقع أن يطبع ـ بإذن الله ـ في ثمانية عشر مجلداً، خصّص المجلد الأول منها لمقدمة تفصيلية.
ويختلف كتاب المطالب العالية عن إتحاف الخيرة المهرة بأمور، منها:
الأول: أن البوصيري تتبع الزوائد على الكتب الستة فقط، بينما ابن حجر تتبع الزوائد على الكتب الستة ومسند أحمد، ولهذا فإن كتاب البوصيري أغزر مادة وأكبر حجماً.
الثاني: أن البوصيري كان يعتني ببيان درجة الحديث وحال الرواة، بينما ابن حجر لم يحكم إلا على عدد قليل جداً من الأحاديث.
وتظهر أهمية المطالب العالية وإتحاف الخيرة أنهما حفظا لنا عدداً من كتب الحديث المسندة التي فقدت، مثل مسند العدني وأحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة.
وبالجملة: فإن كتاب المطالب العالية كتاب حافل جامع، غزير الفائدة، وإذا ضُمّ إلى الكتب الستة تحصل من ذلك موسوعة حديثية ضخمة وافية لا يفوتها من المرويات المرفوعة، إلا القليل.
المشيخات ومعاجم الشيوخ والبرامج والفهارس والأثبات
المشيخة جمع شيخ؛ ثم أطلقوها على الكراريس التي يجمع فيها الانسان أسماء شيوخه (34) وتراجمهم ومروياته عنهم، ونحو ذلك؛ ثم صاروا يطلقون على المشيخة بعد ذلك اسم (المعجم)، أي معجم الشيوخ مع أن معاجيم الشيوخ قسم من المشيخات؛ فهي المشيخات المرتبة أسماء المترجمين فيها بحسب حروف المعجم؛ وإنما حصل ذلك التجوز لأن أكثر المشيخات صارت تكتب على طريقة المعاجم أي مرتبة ترتيباً معجمياً، وهو من باب تسمية الكل بأهم وأكثر أنواعه؛ كما يطلق بعضهم على كل كتب الرجال اسم (كتب الجرح والتعديل) لأن كتب الجرح والتعديل أهم وأكثر كتب الرجال.
وأهل الأندلس كانوا يسمون الكتاب من هذا النوع (البرنامج)، أما في القرون الأخيرة فأهل المشرق يسمونه (الثبَت)، وأهل المغرب يسمونه (الفهرسة).
وتختلف المشيخات في ترتيب محتوياتها كما تختلف في تفاصيل شروطها، وأهم أنواع ترتيبها: ترتيب أسماء الشيوخ على حسب الحروف وهي معاجيم الشيوخ كما تقدم، أو على حسب تاريخ وفيات الشيوخ، وهو ضرب من كتب الوفيات، أو على حسب البلدان التي دخلها صاحب المشيخة؛ أو على حسب تاريخ التحمل من الشيخ.
¥