ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 11 - 05, 04:58 م]ـ
فمثلاً الطالب الذي يكون معدله (جيد) فهل معنى ذلك أنه جيد في كل علم من العلم التي اختبر فيها؟ الجواب كما هو معلوم: لا؛ فالجيد معناه أن حصل على درجة.
يصحح إلى ما يأتي:
(فمثلاً الطالب الذي يكون معدله (جيد) فهل معنى ذلك أنه جيد في كل علم من العلوم التي اختُبِر فيها؟ الجواب كما هو معلوم: لا؛ فوصفه بأنه جيد معناه أنه حصل على درجة)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 11 - 05, 05:07 م]ـ
ولكن له – أو لمن ينصره – أن يسألنا متعجباً:
(كيف قبلتم أحد قوليَّ فيه ورددتم قولي الآخر؛ قبلتم تضعيفي له ورددتم استثائي من هذا الحكم العام حديثاً بعينه أنا علمت أنه أخطأ فيه أثناء استقراء أحاديثه من أجل أن أتوصل إلى الحكم عليه – أي على الرجل – بكلمة مجملة
تصحح هذه العبارة إلى ما يلي، مع الاعتذار إلى القارئ:
(كيف قبلتم واحداً من قوليَّ ورددتم الآخر؛ قبلتم تضعيفي للراوي - وهو حكم عام مجمل أغلبي - ورددتم استثائي من هذا الحكم العام حديثاً بعينه أنا علمت أنه ما أخطأ فيه؛ علمت ذلك أثناء مصاحبتي له أو أثناء استقرائي لأحواله وأحاديثه من أجل أن أتوصل إلى تفاصيل أحوال مروياته من جهة، وإلى الحكم عليه – أي على الرجل – بكلمة مجملة من جهة أخرى)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 11 - 05, 06:58 م]ـ
الفرق الثاني:
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
تقدم الكلام على الفرق الأول؛ وفي هذه المرة أتكلم على الفرق والثاني؛ وهو في الحقيقة يكاد يكون فرعاً عن الفرق الأول المتقدم؛ يعلم ذلك من يتدبر معناه؛ فأقول:
إن كثيراً من أهل الطائفة الثانية مقلدون في القواعد والضوابط؛ وأنا لست بصدد مناقشة هذه المسألة؛ بل أنا أقصد إلى مناقشة بعض أصولهم وقواعدهم التي يمشون عليها؛ سواء كانوا مجتهدين فيها أو مقلدين؛ ثم إنها في الأصل كانت - ولا بد - من إنشاء أو تقرير أناس مجتهدين.
إن الخطأ الذي وقعت فيه الطائفة الثانية لم يقف عند ما سبق ذكره، وهو كثرة الجمود على القواعد والأصول حتى عند عدم الحاجة إليها؛ وتقديمها على التفاصيل المغنية عنها والمتفوقة عليها حتى عند وضوح تلك التفاصيل؛ بل تعداه إلى أمر آخر؛ هو أن بعض تلك القواعد والأصول التي إليها يستندون وعليها يجمدون تبين أنها مرجوحة أو فيها خلل، فلا تسلم أمام النقد والتحقيق؛ وهذه أمثلة لما هو منتقد من أصولهم وقواعدهم.
المثال الأول:
حصْر معنى النكارة في النكارة الشديدة الواقعة في المعنى؛ وبهذا لم يعد عندهم أي معنى نقدي لنكارة السند ولا للغرابة والتفرد؛ وإنما صار مصطلحا (الفرد) و (الغريب) وصفين إحصائيين لا مقصد لهما؛ ولقد ذكر الشيخ المحقق إبراهيم اللاحم حفظه الله أن من أهم الأبواب التي دخل منها الضعف إلى تصحيح الأحاديث وتضعيفها قضية الأسانيد المفردة، والحكم عليها؛ وذكر أنه قد حُكم الآن على أسانيد كثيرة جداً بالصحة لم تكن معروفة، فلا فرق عند كثير من الباحثين بين إسناد تداوله الأئمة في عصرهم وأخرجوه في كتبهم، وبين إسناد عثر عليه الباحث في أحد (معاجم الطبراني) أو في (الكامل) لابن عدي أو في بعض كتب الغرائب، بل حُكم على أسانيد بالصحة قد ضعفها الأئمة، وفرغوا منها، قال: وكأننا ننشئ علماً جديداً. انظر كتابه (الاتصال والانقطاع) (ص455).
المثال الثاني:
حملهم – في الغالب – مصطلحات كل العلماء على معان موحدة مشتركة؛ ويجمدون عليها أيضاً؛ وهي تلك المعاني الشائعة عند المتأخرين؛ وهذا غير صحيح؛ وقد ذكرت في غير هذا المبحث كلام عدد من العلماء ممن نبه إلى خطأ هذا الفهم وخطر هذا المسلك.
المثال الثالث:
المبالغة في وصف بعض الأئمة بالتشدد؛ ومن ثَمَّ راحوا يعاملون أحكامهم النقدية على هذا الأساس؛ أي معتبرين ذلك الوصف عند الترجيح بين أقوال العلماء؛ ومن أولئك الذين وصفوهم بالتشدد هؤلاء الأئمة الكبار: شعبة وتلميذاه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، وابن معين وأبو حاتم والنسائي.
المثال الرابع:
¥