"َأَمَّا كَلِمَتَيْ الْإِقَامَةِ: فَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ {أَنَّ بِلَالًا أَخَذَ فِي الْإِقَامَةِ، فَلَمَّا بَلَغَ قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ؛ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقَامَهَا اللَّهُ وَأَدَامَهَا} وَهُوَ ضَعِيفٌ وَالزِّيَادَةُ فِيهِ لَا أَصْلَ لَهَا، وَكَذَا لَا أَصْلَ لِمَا ذَكَرَهُ فِي " الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ " "
- وقال الإمام النووي رحمه الله في المجموع (ج3 ص122 الشاملة): " هذا الحديث رواه أبو داود باسناده عن محمد بن ثابت العبدى عن رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبى امامة أو بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث ضعيف لان الرجل مجهول ومحمد بن ثابت العبدى ضعيف بالاتفاق وشهر مختلف في عدالته "
إذن فهذه اللفظة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هل يُعمل بها؟
- قال الإمام النووي بعدما بين ضعف الحديث: " وكيف كان فهو حديث ضعيف لكن الضعيف يعمل به في فضائل الاعمال باتفاق العلماء وهذا من ذاك "
وخالف الإمامَ النووي اّخرون فرأوا عدم مشروعية هذا القول، وأن المستمع يقول: " قد قامت الصلاة " لا سيما والحديث ضعفه ليس باليسير ولا نخرج عن الأصل وهو أن نقول كما يقول المؤذن إلا بدليل صحيح ولعل الرأي الثاني هو الأقرب والله أعلم، ولو قالها المرء أحيانا دون مواظبة فلا بأس إن شاء الله، وعليه أن يجمع بينها وبين قول " قد قامت الصلاة " حتى لا يترك السنة.
مسألة:- هل ينكر على من قالها؟
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: " قوله عند إقامة الصلاة "أقامها الله وأدامها" قد ورد فيه حديث، ولكن في صحته نظر، فمن قالها لا ينكر عليه، ومن تركها لا ينكر عليه."
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=9156
مسألة: الدعاء عند الإقامة
من أوقات إجابة الدعاء بإذن الله وقت إقامة الصلاة، فقد جاء في حديث مرسل أخرجه الإمام الشافعي رضي الله عنه في الأم (ج1 ص289 الشاملة) عن مكحول رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، و إقامة الصلاة و نزول المطر "
وقال الإمام الشافعي: " وقد حفظت عن غير واحد طلب الاجابة عند نزول الغيث وإقامة الصلاة "
وجاء في الفتاوى الهندية (ج2 ص237 الشاملة): " وَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَشْتَغِلَ بِالدُّعَاءِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ كَذَا فِي الْخُلَاصَةِ "
والحديث الذي أخرجه الإمام الشافعي ضعيف لجهالة شيخ الشافعي الذي حدثه به، وللإرسال ولكن يُتسامح في الضعيف في باب الفضائل، لا سيما والحديث قد حسنه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم 1469 لشواهد له.
- وقد وردت بعض الأدعية التي تقال عند إقامة الصلاة بعضها مرفوعة وبعضها اّثار عن السلف، نذكرها جميعا مع التنبيه إلى أن ما كان من أقوال السلف فإنه لا يواظب عليه بل يفعل أحيانا ولا يعتقد سنيته عند فعله:
1 - قال ابن السني رحمه الله في عمل اليوم والليلة (ج1 ص199 الشاملة): "أخبرنا أبو يعلى، حدثنا غسان بن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة، يحدث عن أبي هريرة، رضي الله عنه أنه كان يقول إذا سمع المؤذن يقيم: «اللهم رب هذه الدعوة التامة، وهذه الصلاة القائمة، صل على محمد، وآته سؤله يوم القيامة»
وفي إسناده بعض الضعف لوجود غسان بن الربيع (انظر ميزان الاعتدال ج3 ص334 الشاملة) وعبد الرحمن بن ثابت (انظر تهذيب التهذيب ج6 ص136 - 137 الشاملة)
2 - قال عبد الرزاق رحمه في مصنفه (ج1 ص496): " عن أيوب وجابر الجعفي قالا: من قال عند الاقامة: اللهم! رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، أعط سيدنا محمدا الوسيلة، وارفع له الدرجات، حقت له الشفاعة على النسبي صلى الله عليه وسلم "
قال محققه حبيب الرحمن الأعظمي: " سقط من الاصل شيخ عبد الرزاق وهو عندي معمر."
3 - قال الإمام ابن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام (ص195 طبعة مكتبة نزار مصطفى الباز): " الموطن السادس من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: بعد إجابة المؤذن وعند الإقامة "
¥