تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبناء على ذلك من لم يصل مكة إلا يوم التروية فعليه أن يحرم بالحج ثم يعتمر كأمنا عائشة رضي الله عنها, أو يقرن بين الحج والعمرة، والأول أفضل.

مناسك الحج

8 - ذي الحجة (يوم التروية)

تبدأ مناسك الحج يوم التروية ضحى (الثامن من ذي الحجة) فيحرم الحاج ويفعل كما فعل بالميقات أول مرة إذا احتيج لذلك ويغتسل ويتطيب (وذلك في سكنه بمكة) ويتوجه إلى منى ملبياً (ويستمر في التلبية حتى يرمي جمرة العقبة الكبرى في اليوم العاشر) ويصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كل صلاة في وقتها قصراً بلا جمع ولو صلى في مسجد الخيف كان حسناً.

9 - ذي الحجة (الوقفة)

فإذا دخل اليوم التاسع من ذي الحجة (وهو ما زال في منى) يتوجه بعد شروق الشمس من منى إلى عرفة ويسن أن ينزل في نمرة (حيث المسجد) - وهي ليست من عرفات - فيصلي فيه مع الإمام الظهر والعصر جمعاً وقصراً بعد أن يستمع إلى الخطبة.

ثم يتوجه إلى (عرفة) - المحاذي لنمرة- فيقف فيه إلى الغروب ويسن أن يقف عند جبل الرحمة فيجعله بينه وبين مكة (ويجزئ الوقوف في أي مكان من عرفة).

وللحاج في هذا الموقف أن يجتهد بالذكر والدعاء وإن شاء تلا ما تيسر من القرآن وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيين قبلي عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وقال:" أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر". ويستحضر الحاج هبوط الرب عشية عرفة ودنوه من أهل الموقف, ليجتهد أكثر وأكثر بخضوعٍ وخشوعٍ وتذللٍ وانكسارٍ وبكاءٍ.

فإذا غربت الشمس دفع (توجه) إلى مزدلفة بسكينةٍ ووقارٍ ملبياً. فمن تأخر لعذر وأدرك ليلة عرفة قبل طلوع الفجر من ليلة جمع (المزدلفة) فقد أجزأه.

فإذا وصل الحاج إلى مزدلفة صلى المغرب والعشاء جمعاً وقصراً بأذان واحدٍ وإقامتين.

فيبيت هذه الليلة في المزدلفة ولا بأس إن بات في مسجد المشعر الحرام، ثم يصبح فيصلي الفجر في مسجد المشعر الحرام، ثم يقف بعدها عند المشعر الحرام مستقبلاً القبلة ذاكراً داعياً رافعاً يديه, فإذا أسفر الصبح وقبل أن تشرق الشمس إنطلق إلى منى ملبياً. فإذا وصل مُحَسِّراً أسرع قليلا ً.

10 - ذي الحجة (يوم العيد أو يوم النحر)

وفي هذا اليوم للحاج أربع نسك عليه أن يفعلها بالترتيب التالي: رمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق، والطواف والسعي. ولا حرج إن قدم وأخر فيها والأسن ترتيبها كما أسلفنا. فيلتقط سبع حصيات من منى، فإذا وصل جمرة العقبة قطع التلبية ووقف عند الجمرة جاعلاً الكعبة عن يساره ومنى عن يمينه (إن استطاع) ويرمي سبع حصيات يكبر مع كل رمية، ثم ينحر الهدي (إن لم يوكل) قائلاً: بسم الله و الله أكبر اللهم هذا منك ولك ويأكل ويهدي ويتصدق, فمن لم يجد الهدي صام عشراً ثلاثةً في الحج (متفرقات أو متتابعات ورُخص صيامهن أيام التشريق) وسبعةً في بلده, ثم يحلق مبتدءاً بيمن رأسه. (إلى هنا يحل للحاج كل شيء إلا النساء).

ثم يتوجه إلى مكة متطيباً إن تيسر ليطوف طواف الإفاضة، ويسعى بين الصفا والمروة كما فعل بالعمرة غير أنه لا يضطبع ولا يرمل، ثم يعود الحاج هذا اليوم إلى منى فيبيت بها ليالي (11, 12, 13) الثلاث، يرمي كل يوم بعد الزوال - (ويجوز تأخيره حتى الليل، أو التوكيل عن العاجز والضعيف) - سبع حصيات عند الأولى أو الدنيا (التي تلي مسجد الخيف) وسبع عند الوسطى وسبع عند الجمرة الكبرى (العقبة) , وإن اقتصر على ليلتين أجزأه، والأسن ثلاث.

عند رمي الجمرة الأولى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ثم يتقدم أمامها مستقبلاً القبلة ويدعو طويلاً رافعاً يديه متضرعاً, ويفعل كذلك عند الجمرة الثانية إلا أنه ينحدر ذات اليسار ثم يدعو كما دعا في الأولى لكن دون إطالة، وعند الثالثة يرمي السبع ولا يقف بعدها ولا يدعو.

وبذلك أتم الحاج نسكه، وحل له كل شيء, ويبقى عليه طواف الوداع قُبيل السفر ليكون آخرَ عهدِه بالبيت (الطواف).

ويسقط عن النساء طواف الوداع للعذر.

وكتب أبو الحارث: ماجد بن عبد الكريم السبع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير