تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تنبيه الحائر إلى حكم الصلاة في و إلى المقابر]

ـ[ابو عبد الله غريب الاثري]ــــــــ[30 - 10 - 08, 07:55 م]ـ

[تنبيه الحائر إلى حكم الصلاة في و إلى المقابر]

كتبه

أبو عبد الله غريب بن عبد الله الأثري الجزائري

كان الله له

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمّام)) حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده والإمام الدارمي في سننه والإمام ابن حبان في صحيحه والإمام ابن ماجة في سننه والإمام الترمذي في سننه والإمام أبو داود في سننه والإمام الحاكم في مستدركه والإمام البيهقي في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو عند بعضهم على شرط الشيخين (البخاري ومسلم) وصحّحه محدّث هذا العصر بلا منازع الإمام الرباني محمّد ناصر الدين الألباني عليه رحمة الله.

وقال الإمام سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله تعالى: ((وبسبب الرافضة (أي الشيعة) حدث الشرك وعبادة القبور، وهم أول من بنى عليها المساجد قاتلهم الله .. )) (تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص273 المكتب الإسلامي الأولى 1423هـ تحقيق زهير الشاويش)

وقال الإمام ابن باديس رحمه الله: (نحن مالكية ما وافق الدليل فإذا مال الدليل ملنا معه)

وقال السبكي في الفتاوى (1/ 148): ((فإنّ، أهمّ أمور المسلمين الصلاة، يجب على كلّ مسلم الإهتمام بها، والمحافظة على أدائها، وإقامة شعائرها، وفيها أمور مجمع عليها لا مندوحة عن الإتيان بها، وأمور اختلف العلماء في وجوبها، وطريق الرشاد في ذلك أمران:

إمّا أن يتحرّى الخروج من الخلاف إن أمكن, وإمّا ينظر ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلّم فيتمسّك به، فإن فعل ذلك، كانت صلاته صوابا صالحة داخلة في قوله تعالى: ((فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا)) اهـ (من صفة الصلاة للألباني ص43 مكتبة المعارف، الرياض)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((وكثير من منازعات الناس في مسائل الإيمان ومسائل الأسماء والأحكام هي منازعات لفظية، فإذا فصل الخطاب زال الارتياب. والله سبحانه أعلم بالصواب)) ا. هـ مجموع الفتاوى (18/ 279)

الحمد لله وبعد:

فقد كثر الكلام واللغط حول حكم بناء مسجد في المقبرة وحكم الصلاة فيه حيث زعم بعض أنصار عبادة القبور والمشاهد أنّ الصلاة فيه جائزة صحيحة بناءا على أنّ الأصل جواز الصلاة في المقابر!!

وهذا خطأ عظيم لا يسعني السكوت عنه أو المرور عليه دون التنبيه عليه، خاصة وقد جمع بعضهم وريقات خالية من الأدلّة الشرعية وفقيرة إلى الأصول العلمية حاول فيها صاحبها التدليس على عوامّ النّاس المساكين الذين لا ناقة لهم في مجال العلم الشرعي ولا جمل.

والحقّ أنّ كاتب تلك الوريقات قد خلّط وخبط ولم يذكر دليلا واحدا على صحّة ما يدّعيه من جواز الصلاة في وإلى المقابر، وغاية ما ذكره هذا الأخ غفر الله لنا وله في وريقاته تلك لا يعدو أن يكون نقلا عن بعض الصوفية القبورية عبّاد الأوثان من أمثال المدعو أحمد بن صدّيق الغماري المغربي الذي وصفه هذا الأخ بالحافظ الحجّة تدليسا على النّاس وقلبا للحقائق!!

ويكفي في الرّد على هذه الوريقات أنّها حملت بين طياتها كلاما لرجل صوفي قبوري رافضي من غلاة الأشاعرة المحرفين لصفات الله تعالى بل يكفي في الردّ على صاحب الوريقات وعلى حافظه المزعوم أنّ لهذا الأخير –أعني الغماري- رسالة بعنوان: ((إحياء المقبور في أدلّة استحباب بناء المساجد والقباب على القبور)) وعنوان هذه الرسالة ينبّؤك على مضمونها!!

فالرجل يدعو وبكل جرأة وصراحة إلى اتخاذ القبور مساجد!! وهذا عين المحادّة لله ولرسوله!

وصدق الإمام عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ عليه رحمة الله حين قال عن أمثال هذا الغماري: ((والعجب أنّ أكثر من يدّعي العلم ممن هو من هذه الأمّة لا ينكرون ذلك، بل ربّما استحسنوه ورغبّوا في فعله. فلقد اشتدّت غربة الإسلام، وعاد المعروف منكرا والمنكر معروفا، والسنّة بدعة والبدعة سنّة، نشأ على هذا الصغير، وهرم عليه الكبير)) (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص229 مكتبة الصفا الطبعة الأولى سنة 1424 هـ)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير