[حول قولهم ((هذا تنظير لا تمثيل))]
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 - 03 - 04, 06:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فيكثر في بعض الكتب الفقهية قولهم: (و هذا تنظير لا تمثيل)
و قولهم في تعليل مثلا: (و قضيته كذا و كذا)
فما هو الشرح الدقيق و الضابط الثابت لهذه الكلمات،، حيث إني كلما ضبط لها ضابطا أراه يختلف بحسب محل الورود ...
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:07 ص]ـ
الذي أفهمه من قول الفقهاء والشراح: " وقضيَّته كذا وكذا ": أي نتيجةُ الدليل، أو الحكم، أو الاستدلال، وثمرته، ومؤدَّاه.
فالقضية هنا: فعيلة، بمعنى مفعولة، كأنه قال: مقتضاه كذا وكذا. هذا من حيث اللغة.
كما أنه جارٍ على عرف المناطقة، من إطلاق القضية على نتيجة الدليل والبرهان.
وقولهم: " هذا نظير ما لو قال كذا، أو فعل كذا ... "
التنظير أوسع من القياس، لأن القياس له شروطه المعتبرة، أما التنظير فهو دخول الصورتين تحت قاعدة عامة، أو دليل كلي، ونحو ذلك.
ولذا تجدهم ينظِّرون في مسائل العبادات، لكن يتحرجون من القياس فيها.
والذي أعرفه أنهم يجعلون التنظير بإزاء القياس، ويقابلونه به، فإن كان مرادكم بالتمثيل: القياس، فكما تقدَّم، وإلا فإن باب التمثيل ـ بمعناه العام أي ذكر المثال للشيء ـ أوسع من القياس كذلك، ويتوسعون فيه كما يتوسعون في التنظير. وقد قيل: والشأنُ لا يُعترضُ المثالُ ... الخ
هذا ما بدا لأقصرهم باعاً، والله تعالى وحده المستعان ...
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:06 م]ـ
ذكر ابن القاسم رحمه الله في حاشيته على الروض (1/ 57):
الفرق بين الكاف التمثيلية والتنظيرية: " أنه إذا لم يدخل ما بعد الكاف فيما قبلها فهي تنظيرية كقولك زيد كعمرو.
وإن دخل ما بعدها فيما قبلها فهي تمثيلية ولايمثل لشىء إلا لنكتة من رفع إيهام أو تحذير من هفوة أو إشارة إلى خلاف أو تعيين مشهور أو تنبيه بالأدنى على الأعلى أو عكسه أو محاذاة نص كتاب أو غير ذلك لما سيظهر لمن فتح الله عليه.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 04:29 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي النجدي
و في الحقيقة هناك كلمة أخرى تقال: (و هذا تنظير لا قياس)،،،، و هي واضحة المعنى لا إشكال فيها ... فإنها توضح أنه أتى بالصورة لتكون مناظرة لما هو بصدده ولكن يكون تصور المورودة أسهل من تصور المعهودة فإن تصور المورودة و على تناظرها مع المعهودة سهل عليه تصور المعهودة،،،
ــــــــــــ
و لكن الإشكال هنا (هذا تنظير لا تمثيل)،،، حيث إني لا أفهم التنظير إلا تمثيلا،، فما الفرق بين قولي / نظيره كذا ... و بين قولي / مثاله كذا ... ؟
ـــــــــــــ
و كلام الأخ حامد الذي نقله عن حاشية الروض واضح،،،
و لكن الإشكال فيه أنه ضيّق صورة التمثيل .. لماذا؟
أنا أقول / فلان نظير فلان ... فهما متباينان و لا يدخل أحدهما في الآخر
و لكن يمكنني أيضا أن أقول / فلان مثل فلان .... و لا يشترط استخدام مادة التمثيل في إيراد ما يوضح قاعدة عامة تحتاج لإخراج أحد صورها ليكون تمثيلا ...
لأنني من الممكن أن أمثل للقاعدة، و من الممكن أن امثل لأحد فروع القاعدة بفرع آخر أسهل تصورا ...
مثال الأول / كتب الأصول تنمي العقل .. كالمحصول للرازي
مثال الثاني / كتاب المستصفى رائع جدا، كالمحصول للرازي
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 07:11 م]ـ
بارك الله فيكما ...
الحقيقة أن كلام ابن قاسم متين، وهو يتحدث عن لغة الفقهاء، أما ما تفضلت به فهو جائز بحسب الوضع اللغوي، ولا يخفى أن لغة الفقهاء أخص من اللغة العربية المرسلة، إذ هي اصطلاحية لا وضعية.
وعليه: فقولهم: هذا نظير ذاك: لا تقال إلا بين فرعين، كما لو قلت: ينتقض التيمم بأكل لحم الجزور، نظيره: انتقاض الوضوء به.
ولا يقال في مثل هذا: مثاله: انتقاض الوضوء به.
وقولهم: مثاله كذا: يقال في التمثيل للقاعدة بأحد فروعها، كما لو قلت: اليقين لا يزول بالشك، مثاله: الحكم بطهارة من تيقن الطهارة وشك في الحدث.
ولا يقال في مثل هذا: نظيره: الحكم بطهارة من تيقن الطهارة وشك في الحدث.
فالتنظير بين فرعٍ وفرع، والتمثيل: بين أصلٍ وفرع.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 03 - 04, 12:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله
و كلامك صواب و في محله
فاصطلاح الفقهاء أخص من عموم الاستعمال
و بهذا تتفق الوجوه
جزاك الله تعالى خير الجزاء