[تلخيص (الجنائز) من (البلوغ) للشيخ عبدالله الفوزان]
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[24 - 03 - 04, 04:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أٍشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا تلخيص لكتاب الجنائز من شرح بلوغ المرام لشيخنا الشيخ عبد الله الفوزان قد كنت جعلته لنفسي ثم بدا لي ان أطلع إخواني عليه شحذا لهمتهم لكي يستفيدوا من الشيخ سواء بقراءة كتبه أو سماع أشرطته أو حتى بالرحلة إليه وهذا من بعض حق شيخنا علينا.
علما أن طريقة الشيخ في الشرح أن يذكر الحديث من البلوغ ثم يقول: والكلام على الحديث من وجوه فيذكر في الوجه الأول من أخرج الحديث محيلا إلى الأبواب ولو كان الحديث في الصحيحين ثم يذكر مخرج الحديث وبعد ذلك إن كان في الحديث كلام لأهل العلم ذكره فإن كان في الحديث علل ذكرها ......
ومما يميز تخريج الشيخ هو أنه يوقفك على مثار الإشكال في السند أو المتن فيتبين للطالب مأخذ أهل العلم في تصحيح وإعلال الحديث
أضف إلى هذا ورع الشيخ فإنه يقف كثيرا في الحكم على الحديث خصوصا إذا اختلف الكبار (أحمد وابن المديني والبخاري والنسائي ...... )
فما ظنك برجل من أهل الحيث اجتمع له العلم والورع
ناهيك عن أسلوبه في الدرس فإنه للعلم فالشبخ مرتب في كلامه أنيق في أسلوبه ......
اللهم احفظ لنا شيخنا وانفعنا بعلمه
كتاب الجنائز
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ٍ: (أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموتٌٍٍٍََُُّْْْ)
التخريج: الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان كلهم من طريق الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ٍأبي هريرة.
والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:
درجة الحديث: قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قال الشيخ: والسبب أنه حسن لأن محمد بن عمرو بن علقمه متكلم فيه. وأحسن ما قيل فيه كلام الذهبي: شيخ مشهور حسن الحديث مكثر عن أبي سلمة قد أخرج له الشيخان متابعة) وقال الحافظ: صدوق له أوهام.
فالحيث حسن وله شاهد عند الطبراني في الأوسط من حديث أنس وحسنه المنذري.
الوجه الثاني:
هاذم: قاطع ومن ألفاظ الحديث: هادم (من هدم البناء) وهازم (من القهر والغلبة)
الوجه الثالث:
الموت: بالجر عطف بيان من (هاذم) ولك أن تقرأه بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف وبالنصب مقدرا (أعني)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
2 - عن أنس رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي) متفق عليه
والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:
(لابد) لا: نافية للجنس , بد: اسمها والخبر المحذوف تقديره موجود , أما (متمنيا) فهو خبر كان
الوجه الثاني:
النهي عن الموت لأمرين:
1 - لأن ذلك يدل على الجزع
2 - أنه ليس في الدعاء بالوت مصلحة بل فيه مصلحة ظاهرة وهي طلب إزالة نعمة الحياء ففي البخاري: لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب) وفي رواية لمسلم: (إنه إذا مات انقطع عمله وأنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا.)
الوجه الثالث:
ظاهر الحديث أن الضر عام الدنيوي والأ خروي مثل الفتنة في الدين لكن حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي وورد عند ابن حبان من طريق آخر (لضر نزل به في الدنيا) فإن قلنا كما قال الحافظ أن (في) سببية فإنه يتعلق النهي بالضر الدنيوي , وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا:
لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني كنت مكانه) فإنه قد يدل على الجواز في فتنة الدين وفي حديث معاذ: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات ..... وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح وسألت عنه البخاري فقال: حسن صحيح.
¥