ما رأيكم في كلام الذهبي هذا!! أليس عجيباً منه.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[18 - 03 - 04, 06:41 ص]ـ
# وقد روى ابن عائذ قصة ابن حذافة فقال حدثنا الوليد بن محمد أن ابن حذافة أسر فذكر القصة مطولة وفيها أطلق له ثلاث مئة أسير وأجازه بثلاثين ألف دينار وثلاثين وصيفة وثلاثين وصيفا ولعل هذا الملك قد أسلم سرا ويدل على (ذلك) مبالغته في إكرام ابن حذافة
وكذا القول في هرقل إذ عرض على قومه الدخول في الدين فلما خافهم قال إنما كنت اختبر شدتكم في دينكم
فمن أسلم في باطنه هكذا فيرجى له الخلاص من خلود النار إذ قد حصل في باطنه إيمانا ما وإنما يخاف أن يكون قد خضع للإسلام وللرسول واعتقد أنهما حق مع كون أنه على دين صحيح فتراه يعظم للدينين كما قد فعله كثير من المسلمانية الدواوين فهذا لا ينفعه
الإسلام حتى يتبرأ من الشرك
(سير أعلام النبلاء 2/ 15)
فما رأيكم؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:37 ص]ـ
مثل هذا الكلام قد قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
لعلي أنشط في نقله بعدُ إن شاء الله تعالى.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 - 03 - 04, 11:33 ص]ـ
لعله تأثر بالأشاعرة!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:27 م]ـ
- قال شيخ الإسلام العلاَّمة الإمام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله في المنهاج (5/ 110 - 122) في معرض ردّه على الجهمية الموجبين لعذاب الله لمن لم يذنب والأشاعرة غيرهم = قال رحمه الله:
" وأيضاً فالنصوص قد أخبرت بالميزان بالقسط، وأن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تلك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً.
فدل هذا على أن مثقال ذرة إذا زيد في السيئات أو نقص من الحسنات كان ظلماً ينزه الله عنه.
ودل على أنه يزن الأعمال بالقسط؛ الذي هو العدل.
فدل على أن خلاف ذلك ليس قسطاً؛ بل ظلم تنزه الله عنه، ولو لم يكن هنا عدل لم يحتج إلى الموازنة.
فإنه إذا كان التعذيب والتنعيم بلا قانون عدلي بل بمحض المشيئة لم يحتج إلى الموازنة.
وقال تعالى: ((تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين)) [آل عمران: 108].
قال الزجاج وغيره: قد أعلمنا أنه يعذب من عذبه لاستحقاقه.
وقال آخر: معناه أنه لا يعاقبهم بلا جرم، فسمَّى هذا ظلماً.
وأيضاً .. فإن الله تعالى قد أخبر في غير موضع: أنه لا يكلف نفساً إلا وسعها.
كقوله تعالى: ((والذين أمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها)) [الأعراف: 42].
وقوله: ((لا تكلف نفس إلا وسعها)) [البقرة: 233].
وقوله: ((لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها)) " [الطلاق: 7].
وأمر بتقواه بقدر الإستطاعة؛ فقال: ((فاتقوا الله ما استطعتم)) [التغابن: 16].
وقد دعاه المؤمنون بقولهم: ((ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)) [البقرة: 286].
فقال: قد فعلت.
فدلت هذه النصوص على أنه لا يكلف نفساً ما تعجز عنه خلافاً للجهمية المجبرة.
ودلت على أنه لا يؤاخذ المخطىء، والناسي؛ خلافا للقدرية والمعتزلة وهذا فصل الخطاب في هذا الباب.
فالمجتهد المستدل؛ من إمام، وحاكم، وعالم، وناظر، ومناظر، ومفت، وغير ذلك = إذا اجتهد، واستدل؛ فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلفه الله إياه.
وهو مطيع لله، مستحق للثواب إذا اتقاه ما استطاع، ولا يعاقبه الله ألبتة خلافا للجهمية المجبرة.
وهو مصيب؛ بمعنى أنه مطيع لله، لكن قد يعلم الحق في نفس الأمر وقد لا يعلمه خلافاً؛ للقدرية والمعتزلة في قولهم كل من استفرغ وسعه علم الحق.
فإن هذا باطل كما تقدم بل كل من استفرغ وسعه استحق الثواب.
وكذلك الكفار من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم أنه رسول الله؛ فآمن به، وآمن بما أنزل عليه، واتقى الله ما استطاع - كما فعل النجاشي وغيره - ولم يمكنه الهجرة إلى دار الإسلام، ولا التزام جميع شرائع الإسلام؛ لكونه ممنوعاً من الهجرة، وممنوعاً من إظهار دينه، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام = فهذا مؤمن من أهل الجنة.
كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون، وكما كانت إمرأة فرعون، بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر.
¥