وقد ذكروا أن العبادلة وهم: عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص أخذوا عن أخبار بني إسرائيل من كعب الأحبار أو غيره.
الثاني: فعل الصحابي إذا لم يكن أن يكون من قبيل الرأي ومثلوا لذلك بصلاة علي رضي الله عنه في الكسوف أكثر من ركوعين في كل ركعة.
الثالث: أن يضيف الصحابي شيئا إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أنه علم به كقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: ذبحنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرسا ونحن في المدينة فأكلناه.
الرابع: أن يقول الصحابي عن شيء بأنه من السنة كقول ابن مسعود رضي الله عنه: من السنة أن يخفي التشهد يعني في الصلاة.
فإن قاله تابعي فقيل مرفوع وقيل موقوف كقول عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: السنة أن يخطب الإمام في العيدين خطبتين يفصل بينهما بجلوس.
الخامس: قول الصحابي: أمرنا أو نهينا أو أمر الناس ونحوه,-كقول أم عطية رضي الله عنها: أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق- وقولها: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا- وقول ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت- وقول أنس رضي الله عنه: وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك فوق أربعين ليلة.
السادس: أن يحكم الصحابي على شيء بأنه معصية كقول أبي هريرة رضي الله عنه فيمن خرج من المسجد بعد الأذان: أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.
وكذا لو حكم الصحابي على شيء بأنه طاعة إذا لا يكون الشيء معصية أو طاعة إلا بنص من الشارع ولا يجزم الصحابي بذلك إلا وعنده علم منه.
السابع: قولهم عن الصحابي رفع الحديث أو رواية:
كقول سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الشفاء في ثلاث: شربة عسل وشرطة مجحم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي, رفع الحديث – وقول سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه رواية: الفطرة خمس أو خمس من الفطرة: الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب.
وكذلك قالوا عن الصحابي: يأثر الحديث أو ينميه أو يبلغ به ونحوه فإن مثل هذه العبارات لها حكم المرفوع صريحا وإن لم تكن صريحة في إضافتها إلى النبي صلى الله عليه وسم لكنها مشعرة بذلك.
ب -والموقوف: ما أضيف إلى الصحابي ولم يثبت له حكم الرفع.
مثاله: قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يهدم الإسلام زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين.
ت -والمقطوع: ما أضيف إلى التابعي فمن بعده.
مثاله: قول ابن سيرين: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
وقول مالك: اترك من أعمال السر ما لا يحسن بك أن تعمله في العلانية.
الصحابي:
أ -تعريف الصحابي. ب- حال الصحابة. ج- آخرهم موتا وفائدة معرفته. د- المكثرون من التحديث.
أ -الصحابي: من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم أو رآه مؤمنا به ومات على ذلك.
فيدخل فيه من ارتد ثم رجع إلى الإسلام كالأشعث بن قيس فإنه كان ممن ارتد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فجيء به أسيرا إلى أبي بكر فتاب وقبل منه أبو بكر رضي الله عنه.
ويخرج منه من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ولم يجتمع به كالنجاشي, ومن ارتد ومات على ردته كعبد الله بن خطل قتل يوم الفتح وربيعة بن أمية بن خلف ارتد في زمن عمر ومات على الردة.
ومن الصحابة عدد كثير ولا يمكن الجزم بحصرهم على وجه التحديد لكن قيل على وجه التقريب: أنهم يبلغون مئة وأربعة عشر ألفا.
ب -والصحابة كلهم ثقات ذوو عدل تقبل رواية الواحد منهم وإن كان مجهولا ولذلك قالو جهالة الصحابي لا تضر.
والدليل على ما وصفناه من حال الصحابة أن الله أثنى عليهم ورسوله في عدة نصوص, وأن النبي صلى الله عليه وسلم يقبل قول الواحد منهم إذا علم إسلامه ولا يسأل عن حاله فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال يعني رمضان فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم قال: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم قال: يابلال أذن في الناس فليصوموا غدا. أخرجه الخمسة وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
¥