فإن كان المجاز به مبهما لم تصح الرواية بها مثل: أجزت لك أن تروي عني بعض صحيح البخاري أو بعض مروياتي, لأنه لا يعلم المجاز به.
الثاني: أن يكون المجاز له موجودا فلا تصح الإجازة لمعدوم لا تبعا ولا استقلالا.
فلو قال: أجزت لك ولمن سيولد لك أو أجزت لمن سيولد لفلان لم تصح الإجازة.
الثالث: أن يكون المجاز له معينا بشخصه أو بوصفه مثل: أجزت لك ولفلان رواية مروياتي عن أو أجزت لطالبي علم الحديث رواية مروياتي عني.
فإن كان عاما لم تصح الإجازة مثل: أجزت لجميع المسلمين ان يرووا عني.
وقيل تصح للمعدوم وغير المعين والله أعلم.
أداء الحديث:
أ -تعريفه. ب- شروط قبوله. ج- صيغه.
أ -اداء الحديث: إبلاغه إلى الغير.
ويؤدي الحديث كما سمعه حتى في صيغ الأداء فلا يبدل حدثني بأخبرني أو سمعت أو نحوها لاختلاف معناها في الاصطلاح, نقل عن الإمام أحمد أنه قال: اتبع لفظ الشيخ وفي قوله حدثني وحدثنا وسمعت وأخبرنا ولا تعده اهـ.
ب -ولقبول الأداء شروط فمنها:
1.العقل: فلا يقبل من مجنون ولا معتوه ولا ممن ذهب تمييزه لكبر أو غيره.
2.البلوغ: فلا يقبل من صغير وقيل يقبل من مراهق يوثق به.
3.الإسلام: فلا يقبل من كافر ولو تحمل وهو مسلم.
4.العدالة: فلا تقبل من فاسق ولو تحمل وهو عدل.
5.السلامة مع الموانع: فلا يقبل مع غلبة نعاس أو شاغل يقلق فكره.
ت -وصيغ الأداء: ما يؤدي بها الحديث ولها مراتب:
الأولى: سمعت- حدثني-إذا سمع وحده من الشيخ فإن كان معه غيره قال: سمعنا وحدثنا.
الثانية: قرأت عليه-اخبرني قراءة عليه- أخبرني, إذا قرأ على الشيخ.
الثالثة: قرئ عليه وأنا أسمع- قرأنا عليه- أخبرنا- إذا قرئ على الشيخ وهو يسمع.
الرابعة: أخبرني إجازة- حدثني إجازة- أنبأني- عن فلان- إذا روي عنه بالإجازة.
وهذا عند المتأخرين, أما المتقدمين فيرون أن حدثني وأخبرني وأنبأني بمعنى واحد يؤدي بها من سمع من الشيخ.
وبقي صيغ أخرى تركناها حيث لم نتعرض لأنواع التحمل بها.
كتابة الحديث:
أ -تعريفها. ب- كتابتها. ث- صفتها.
أ -كتابة الحديث: نقله عن طريق الكتابة.
ب -والأصل فيها الحل لأنها وسيلة وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن عمرو أن يكتب ما سمعه منه رواه أحمد بإسناد حسن, فإن خيف منها محذور شرعي منعت وعلى هذا يحمل النهي في قوله صلى الله عليه وسلم: لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه. رواه مسلم وأحمد واللفظ له.
وإذا توقف عليها حفظ السنة وإبلاغ الشريعة كانت واجبة وعليه تحمل كتابة النبي صلى الله عليه وسلم بحديثه إلى الناس يدعوهم إلى الله عز وجل ويبلغهم شريعته وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عام الفتح فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال: اكتبوا لي يارسول الله فقال: اكتبوا لأبي شاة يعني الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ت -وتجب العناية بكتابة الحديث لأنها إحدى وسيلتي نقله فوجبت العناية بها كنقله عن طريق اللفظ ولكتابته صفتان: واجبة ومستحسنة:
فالواجبة: أن يكتب الحديث بخط واضح بين لا يوقع في الإشكال والالتباس.
والمستحسنة: أن يراعي ما يأتي:
1.إذا مر بذكر اسم الله كتب: تعالى أو عز وجل أو سبحانه أو غيرها من كلمات الثناء الصريحة بدون رمز وإذا مر بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم كتب: صلى الله عليه وسلم أو عليه الصلاة والسلام صريحة بدون رمز, قال العراقي في شرح ألفيته في المصطلح: ويكره أن يرمز للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الخط بأن يقتصر على حرفين ونحو ذلك وقال أيضا: ويكره حذف واحد من الصلاة أو التسليم والاقتصار على أحدهما اهـ وإذا مر بذكر صحابي كتب: رضي الله عنه ولا يخص أحدا من الصحابة بثناء أو دعاء معين يجعله شعارا له كلما ذكره كما يفعل الرافضة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قولهم عند ذكره: عليه السلام أو كرم الله وجهه, قال بن كثير: فإن هذا من باب التعظيم والتكريم فالشيخان (يعني أبا بكر وعمر) وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه اهـ فأما إن أضاف الصلاة إلى السلام عند ذكر علي رضي الله عنه دون غيره فهو ممنوع لا سيما إذا اتخذه شعارا لا يخل به فتركه حينئذمتعين قاله ابن القيم في كتاب (جلاء الأفهام) ..
¥