تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقل لذوي البصائر حيث كانوا ** أجيبوا الله ويحكموا أجيبوا

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 04 - 03, 10:40 م]ـ

الفائدة 19: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 183ـ:

وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها: ـ وهو أنه يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب وقوعه و يستندر ـ والثاني: ضحك الفرح وهو أن يرى ما يسره أو يباشره، والثالث: ضحك الغضب وهو كثيرا ما يعتري الغضبان إذا اشتد غضبه وسببه تعجب الغضبان مما أورد عليه الغضب وشعور نفسه بالقدرة على خصمه وأنه في قبضته وقد يكون ضحكه لملكه نفسه عند الغضب وإعراضه عمن أغضبه وعدم اكتراثه به، وأما بكاؤه، فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفا على أمته وشفقه عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو: بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية، ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمه له وقال: تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون، وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) النساء (41) وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول: رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته، وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل، والبكاء أنواع: أحدها: بكاء الرحمة والرقة، والثاني: بكاء الخوف والخشية، والثالث: بكاء المحبة والشوق، والرابع: بكاء الفرح والسرور، والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله، والسادس: بكاء الحزن، والفرق بينه وبين بكاء الخوف: أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب، وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك، والفرق بين بكاء السرور والفرح، وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يفرح به هو قرة عين وأقر الله به عينه ولما يحزن سخينة العين وأسخن الله عينه به، والسابع: بكاء الخور والضعف، والثامن: بكاء النفاق، وهو: أن تدمع العين والقلب قاس فيظهر صاحبه الخشوع وهو من أقسى الناس قلبا، والتاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال عمر بن الخطاب: تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها، والعاشر: بكاء الموافقة وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون، ولكن يراهم يبكون فيبكي. وما كان من ذلك دمعا بلا صوت فهو بكى مقصور وما كان معه صوت فهو بكاء ممدود على بناء الأصوات، وقال الشاعر:

بكت عيني وحق لها بكاها * * وما يغني البكاء ولا العويل

وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي وهو نوعان: محمود ومذموم فالمحمود: أن يستجلب لرقة القلب ولخشية الله لا للرياء والسمعة، والمذموم: أن يجتلب لأجل الخلق وقد قال عمر بن الخطاب: للنبي وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر أخبرني ما يبكيك يا رسول الله فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ولم ينكر عليه، وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا.

الفائدة 20: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 186ـ:

وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله وأما قول كثير من الفقهاء إنه يفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار، وخطبة العيدين بالتكبير؛ فليس معهم فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم البتة، وسنته تقتضي خلافه، وهو افتتاح جميع الخطب بالحمد لله وهو أحد الوجوه الثلاثة لأصحاب أحمد وهو اختيار شيخنا قدس الله سره. قلت: انظر كلام شيخ الإسلام الفتاوى1/ 447و22/ 393و394.

الفائدة 21: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 188ـ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير