ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 04 - 03, 06:59 م]ـ
الفائدة 28: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 199ـ:
ولم يكن يتكلف ضد حاله التي عليها قدماه بل إن كانتا في الخف مسح عليهما ولم ينزعهما وإن كانتا مكشوفتين غسل القدمين ولم يلبس الخف ليمسح عليه وهذا أعدل الأقوال في مسألة الأفضل من المسح والغسل قاله شيخنا والله أعلم.
الفائدة 29: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 206و248و272ـ:
وكان يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم تارة ويخفيها أكثر مما يجهر بها ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائما في كل يوم وليلة خمس مرات أبدا حضرا وسفرا ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين وعلى جمهور أصحابه وأهل بلده في الأعصار الفاضلة هذا من أمحل المحال حتى يحتاج إلى التشبث فيه بألفاظ مجملة وأحاديث واهية فصحيح تلك الأحاديث غير صريح وصريحها غير صحيح وهذا موضع يستدعي مجلدا ضخما.
الفائدة 30: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 209ـ:
وكان يصليها ـ الفجر ـ يوم الجمعة ب (ألم تنزيل السجدة) وسورة، (هل أتى على الإنسان) كاملتين ولم يفعل ما يفعله كثير من الناس اليوم من قراءة بعض هذه وبعض هذه في الركعتين وقراءة السجدة وحدها في الركعتين وهو خلاف السنة وأما ما يظنه كثير من الجهال أن صبح يوم الجمعة فضل بسجدة فجهل عظيم ولهذا كره بعض الأئمة قراءة سورة السجدة لأجل هذا الظن وإنما كان يقرأ هاتين السورتين لما اشتملتا عليه من ذكر المبدإ والمعاد وخلق آدم ودخول الجنة والنار وذلك مما كان ويكون في يوم الجمعة فكان يقرأ في فجرها ما كان ويكون في ذلك اليوم تذكيرا للأمة بحوادث هذا اليوم كما كان يقرأ في المجامع العظام كالأعياد والجمعة بسورة ق واقتربت وسبح والغاشية.
==================
إذا لم يكن عون من الله للفتى ** فأول مايجني عليه اجتهاده
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 04 - 03, 06:57 م]ـ
الفائدة 31: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 210ـ:
وأما المغرب فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم فإنه صلاها مرة ب الأعراف فرقها في الركعتين ومرة ب الطور ومرة ب المرسلات، قال أبو عمر بن عبد البر: روي عن النبي أنه قرأ في المغرب ب المص، وأنه قرأ فيها ب الصافات وأنه قرأ فيها ب حم الدخان وأنه قرأ فيها ب سبح اسم ربك الأعلى وأنه قرأ فيها بالتين والزيتون، وأنه قرأ فيها ب المعوذتين وأنه قرأ فيها ب المرسلات وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل قال وهي كلها آثار صحاح مشهورة انتهى، وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائما فهو فعل مروان بن الحكم ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت، وقال: مالك تقرأ في المغرب بقصار المفصل وقد رأيت رسول الله يقرأ في المغرب بطولى الطوليين قال قلت وما طولى الطوليين قال الأعراف وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن (ورواه البخاري رقم 730) وذكر النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قرأ في المغرب بسورة الأعراف فرقها في الركعتين فالمحافظة فيها على الآية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السنة وهو فعل مروان ابن الحكم.
الفائدة 32: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 212ـ:
وقرأ بهم بالبقرة ولهذا قال له أفتان أنت يا معاذ فتعلق النقارون وبهذه الكلمة ولم يلتفتوا إلى ما قبلها ولا ما بعدها ... وكان عمر رضي الله عنه يقرأ فيها ب يوسف والنحل وبهود وبني إسرائيل ونحوها من السور ولو كان تطويله منسوخا لم يخف على خلفائه الراشدين ويطلع عليه النقارون ... وأما قوله: أيكم أم الناس فليخفف وقول أنس رضي الله عنه كان رسول الله أخف الناس صلاة في تمام فالتخفيف أمر نسبي يرجع إلى ما فعله النبي وواظب عليه لا إلى الشهوة المأمومين فإنه لم يكن يأمرهم بأمر ثم يخالفه وقد علم أن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة فالذي فعله هو التخفيف الذي أمر به فإنه كان يمكن أن تكون صلاته أطول من ذلك بأضعاف مضاعفة فهي خفيفة بالنسبة إلى أطول منها وهديه الذي كان واظب عليه هو الحاكم على كل ما تنازع فيه المتنازعون ويدل عليه ما رواه النسائي وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات فالقراء بالصافات من التخفيف الذي كان يأمر به والله أعلم.
الفائدة 33: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 215ـ:
وكان يطيل الركعة الأولى على الثانية من صلاة الصبح ومن كل صلاة وربما كان يطيلها حتى لا يسمع وقع قدم وكان يطيل صلاة الصبح أكثر من سائر الصلوات، وهذا لأن قرآن الفجر مشهود يشهده الله تعالى
وملائكته، وقيل يشهده ملائكة الليل والنهار والقولان مبنيان على أن النزول الإلهي هل يدوم إلى انقضاء صلاة الصبح أو إلى طلوع الفجر وقد ورد فيه هذا وهذا، وأيضا فإنا لما نقص عدد ركعاتها جعل تطويلها عوضا عما نقصته من العدد، وأيضا فإنها تكون عقيب النوم والناس مستريحون، وأيضا فإنهم لم يأخذوا بعد في استقبال المعاش وأسباب الدنيا، وأيضا فإنها تكون في وقت تواطأ فيه السمع واللسان والقلب لفراغه وعدم تمكن الاشتغال فيه فيفهم القرآن ويتدبره، وأيضا فإنها أساس العمل وأوله فأعطيت فضلا من الاهتمام بها وتطويلها وهذه أسرار إنما يعرفها من له التفات إلى أسرار الشريعة ومقاصدها وحكمها والله المستعان.
==================
إن الرجال الناظرين إلى النساء ** مثل الكلاب تطوف باللحمان
إلّم تصن تلك الأسود لحومها ** أكلت بلا عوض ولا أثمان
¥