ـ[التلميذ]ــــــــ[19 - 02 - 03, 10:38 م]ـ
أنا لازلتُ موجوداً، ولازلتُ أنتظر الأخ الفاضل (العزيز بالله) لنستكمل هذا الحوار المفيد لي على الأقل .... ولا أنكر أني قليل الدخول على الشبكة ((مع أني كنت السابق إلى النداء دون أن أتلقى جواباً!))، لكن أرجو أن لا يتعطّل الحوار، ولو تأخرت بعض حلقاته ... وأنا أنتظر ما وعد به الأخ الكريم في رده الأخير ... بارك الله فيكم جميعاً ...
ـ[المنتظم]ــــــــ[22 - 02 - 03, 08:19 ص]ـ
يرفع ليستمر النقاش
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[23 - 02 - 03, 02:54 ص]ـ
قلت بارك الله فيك: (إن ما قلتَه صحيح ولا شك، وينطبق على عامة العلوم، لكن الاختلاف هو في تنزيل هذا التصور على الواقع، فلقد ثبت عندي - من خلال استقراء لتواريخ الاصطلاحات الحديثية أن ما قلتَه من تطور كان من أواخر عهد الصحابة الكرام - رضي الله تعالى عنهم - إلى أوائل القرن الثالث، وأنه في القرن الثالث استقرت عامة الاصطلاحات، وتمايزت الاطلاقات، ودوّنت عامة السنن والآثار، واستقرت قواعد نقد الراوي والمروي، وكتبت السؤالات والعلل (كعلل ابن المديني، الذهلي ... الخ).
فهذا العصر هو عصر النضج لعامة المصطلحات، والتثبيت لعامة القواعد والضوابط، ولم يبق بعد نهاية القرنين الثالث والرابع كبير شيء يحتاج إلى نظر و ضبط ... إلا إذا أعملنا علوما أجنبية عن هذا الفن، وحكّمناها فيه، وفي كلام الأئمة السابقين، فهنا نخرج بنتيجة مغلوطة مفادها أن علم الحديث لازال - من جهة الدراية - ضعيفا واهناً، لم تثبت له ساق، ولا تفرعت له أفنان ... الخ، وهذه سقطة كبيرة من قائلها) انتهى.
قال العزيز بالله: ما قلته حق وإجدني وإيّاك وصلنا إلى مفترق طريق مهم يتبيّن بما بعده.
قلت: (وتقول بارك الله فيك: وبعد اتفاق أصحاب علم معين على اصطلاحاتهم يصبح من الخطأ محاولة التجديد فيها أو التشكيك كذلك لأنّ في ذلك إحداث بلبلة علمية خطيرة قد تسبب التشكيك في العلم المعين جملة)
وأقول: كلامك هذا حق أيضاً، لكنك ستدرك مَن المعنيّ به إذا سلمتَ بما أكدتُه في الفقرة السابقة) انتهى.
قال العزيز بالله: ومن كلامك فهمت أنّك تعني أنّ المتأخّرين تصرّفوا في المصطلحات والقواعد بعد أن تواضع عليها أهل القرن الثّالث: وبناء عليه يضبح لزاماً على من أثبت أن يثبت بالمثال العملي المطّرد أو الغالب (على الأقل) أنّ المتأخّرين تصرّفوا مثل هذا التّصرّف.
بمعنى (كمثال فقط): الصّحيح بتعريفه في كتب المتأخّرين أو الحسن: هل هو نفس الصحيح والحسن عند المتقدّمين أم لا؟
مثال آخر: أسباب الطّعن في الرواة أو الأسانيد هل هي مختلفة عند المتأخرين عما هي عليه عند المتقدمين؟
فإذا ثبت أنّ المتأخّرين غيّروا ما كان عليه المتقدمون فحينئذ يمكن القول بوجود منهج متميّز للمتأخّ مباين للمتقدّم، ويبقى النظر بعد ذلك في أمور أخرى في هذا المنهج ووجوه المغايرة وهل يمكن أن تُعتبر في سياق التطوّر أم في سياق التحريف والتبديل.
قلت: (وتقول بارك الله فيك: (نعم إذا كان الاصطلاح يذهب بالمعنى بعيداً عن مقاصد الأقدمين ويسبب تحريفاً في الشريعة فهذا مرفوض وهذا ما لا أتصور أحداً يدعيه في حق علماء الحديث حتى المتأخرين منهم.)))
وأقول: أما أنا فأدعي هذا بدرجة ملحوظة، ولعلك - بارك الله فيك - تراجع ما سبق من أمثلة، فإن اقتنعتَ بها فهذا هو المطلوب، وإلا فلن تغني عنا كثرة الأمثلة شيئا، لكنها ستشتت الموضوع). انتهى.
قال العزيز بالله: دعواك هذه فيها نظر كبير عندي: وقد قلت لك إنّ التمثيل ليس شيئاً ثانوياً في مسألتنا هنا لتقول: راجع ما سبقك وإلا فلن تغني كثرة الأمثلة شيئاً: لأنّ المخالف لك يحتاج ليقتنع بصحة دعواك إلى أحد أمرين:
إمّا تصريح المتأخرين بأن منهج المتقدمين فيه خلل أو أنه يجب سلوك غيره أو على الأقل أنّه مغاير لما نحن عليه.
أو التدليل بالأمثلة الكثيرة الّتي تثبت الاطراد.
¥