تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 12 - 02, 12:05 ص]ـ

و هاك تفصيل ما فاتك:

قال الذهبي في ترجمة كثير المذكور أعلاه.\

و قال في ترجمة محمد بن الحسن الهمداني (حسنه الترمذي فلم يحسن)

و قال أيضا في ترجمة يحيى بن يمان (حسنه الترمذي مع ضعف ثلاثة فيه فلا يغتر بتحسين الترمذي فعند المحاققة غالبها ضعاف)

و الرد سيأتي تباعا حسب الوقت، و أرجو ترك مجال لهذه الصفحة حتى أنهي ردي و لكم جزيل الشكر ..

يتبع بإذن الله (الحلقة الثانية)

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 12 - 02, 01:11 ص]ـ

أخي الكريم أبو تيمية وفقه الله

بعيداً عن المقدمات الإنشائية أذكر بعض النقاط التي ذكرتها في مقدمة ردك علي لأوضحها.

فقد ذكرت قضية الأحاديث الضعيفة في الصحيحين، وهو أمرٌ لست أنا أول من ذهب إليه بل إن الشيخان لما كتبا صحيحيهما لم تكن تلك الأحاديث التي فيه مجمع على صحتها ولم يحصل الإجماع من بعدهما. بل تجد عدداً من تلك الأحاديث ضعفها من أتى من بعدهم كأبي حاتم والدارقطني والعقيلي بل حتى الترمذي! وربما من قبلهم كأحمد وابن المديني. والأحاديث الضعيفة التي في الصحيحين لا تعدو أن تكون نقطة في بحر (خاصة في صحيح البخاري) لكن الأمر مشهور لا يخفى عليك.

وأما تقسيم الأحاديث إلى صحيح و موضوع، فهو من ناحية أصولية لا حديثية. والمقصود أن الحديث في الأحكام إما صحيحٌ يجب العمل به، وإما غير صحيح لا يجب العمل به أي حكمه حكم الموضوع.

وننتقل إلى صدر الحلقة الأولى:

1 - يا أخي حديثي في هذه القضية (وفي كثير غيرها) هو نتيجة لاستقراء وتحرير. وإن كنت تريد النص على ذلك فنصيحتك مقبولة وجزاك الله خيراً.

2 - تقول !! أقول:

يا أيها الرجلُ المعلمُ غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليمُ؟

فهلاّ فَعَلتَ ذلك لمّا تكلَّمتَ عن الحافظِ الذهبي؟! وهل ردّي عليك إلا لعظيم انتقاصك له؟

ثم تقول: . أقول: عندما لا يكون للراوي إلا بضعة أحاديث تفرد بها، ويكون الموثق بعيداً عن عصره لا يكون التوثيق إلا بأنه لم يستنكر حديث الرواي. وإذا هو لم يستنكر فغيره يمكن أن يستنكر هذا الحديث فيعود الراوي إلى الأصل (وهو الجهالة) بل إلى الضعف (منكر الحديث).

وقد ضربت مثالاً لذلك بالعالية التي روت خبراً عن أمنا عائشة في الربا. والخبر استنكره الإمام الشافعي لأنه مخالف لمذهبه فطلب من مناظره أن يأتيه بما يثبت توثيق العالية (يعني لم يقبل برواية الثقات عنها). والدراقطني (الشافعي) رغم أن منهجه توثيق المستور الذي روى عنه ثقتان، فإنه استنكر الخبر وجهّلها غير مكترثٍ بما ذكره العجلي وابن سعد عنها، ولا إخراج مالك لها في الموطأ. ولو أحد فعل فعلة الشافعي هذه الأيام لأقمتم عليه الدنيا ولم تقعدوها.

وليس الأمر مقتصراً على الأحكام الفقهية، بل حتى في الفضائل! مثلاً راوٍ روى حديثاً أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد، وصححه ابن خزيمة وابن حبان. لكن لما كان في الحديث فضيلة لمعاوية فإن ابن عبد البر (وفيه تشيع خفيف كما ذكر أن شيخ الإسلام قال عنه) قال: مجهول، و حديثه منكر. أي استنكر كثيراً أن يكون لمعاوية فضيلة فضعف الراوي (أو لنقل جهّله). أما غيره فلم يجد نكارة فصحح الحديث.

3 - لم أستنكر أبداً أن غيري لا يقبل باجتهادي فأنا لست معصوماً ولا أزعم أن رأيي صواب لا يقبل الخطأ. لكن ردي كان على انتقاصك للإمام الذهبي. والواجب احترام أئمة الإسلام الكبار ولو كانوا قد أخطؤوا.

4 - أما أنك لم تقصدني شخصياً فنعم. ولو كنت قد قصدتني (كما في مواضيع أخرى) لأهملت الرد ولم أضيع وقتي في الجدال. لكن كلامك كان على الإمام الذهبي.

ونقلت أقوالي وهي:

(فالإمام الذهبي ينقل عن جمهور العلماء وليس رأياً شخصياً خاصاً به. ثم يأتي أحد الناشئين ويتحدث عن تحسين الترمذي. وهذا يدل على أنه لم يقرأ كلام الذهبي أصلاً، لأن الذهبي يتحدث على التصحيح وليس التحسين. وإذا كان صاحبنا لا يدرك الفرق بينهما فسلام على العلم)

(فإنه يخلط بين الوصف بالتساهل وبين الوصف بالغفلة والتناقض.)

(ولعله لم يقرأ ما كتبه الحافظ الذهبي في ذلك الكتاب. وآفة هذا العصر هي العجلة.)

(وهذه عجيبة لا تحتاج لتعليق مني، فهو لا يميز بين المنهج في توثيق الرجال وبين المنهج في علل الحديث!)

نعم هذه أقوالي، وإليك أقوالك لتقارنها معها:

"و هذا جهل"

"صبيان الحديث اليوم"

"أنتم تلاميذ الكتب"

"سينكشف عنك سوء الفهم الذي قد غشي عقلك! "

"تدل على قلة الفهم"

فمن الذي يسيئ إلى الأئمة؟ أترك الجواب للقارئ.

5 - قد عرفت كلام الذهبي عن تحسين الترمذي وهو محفوظٌ عندي منذ زمن. قال الذهبي ميزان الاعتدال (7\ 231): «فلا يُغتَرّ بتحسين الترمذي. فعند المحاقَقَةِ غالبُها ضعاف». وفي نصب الراية (2\ 217): قال ابنُ دِحْيَة في "العَلَم المشهور": «وكم حَسّن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة وأسانيد واهية!».

وكلام الذهبي وابن ديحة صحيحٌ لا غبار عليه. بل إن من علامات ضعف الحديث تحسين الترمذي له (وليس ذلك على إطلاقه طبعاً). ولا تثريب على الترمذي فإن مصطلحه في الحديث الحسن هو غير مصطلح المتأخرين.

لكن كلام الذهبي في ميزان الاعتدال (5\ 493): «لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي» هو عن تصحيح الترمذي وليس التحسين. وبينهما فرق كبير كما أوضحناه.

وبالله تعالى التوفيق لا رب سواه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير