تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إليك تعليقاتي المختصرة على كلامكم الذي تفضلتم به

"هذا الحديث صححه مسلم "

هذا غير مُسَلّم، فظاهر صنيعه أنه أخرجه في آخر الباب للإشارة إلى علته. وهذا يفعله الإمام مسلم كثيراً. وقد تكلم العلماء كثيرا عن هذا العمل. وللشيخ العلامة المليباري كتاب عن هذا الأمر.

"وروى لعدي بن ثابت البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم حديثا في مناقب الحسن (اللهم إني أحبه فأحبه) وقال الترمذي حسن صحيح. وهو مما ينصر بدعته أيضا."

أخرج له البخاري ومسلم هذا الحديث في الشواهد، وإلا فقد أخرجوه من طريق أصح عن غيره. بل إن مسلماً قد صدر الباب برواية غيره، فهي عنده أصح من رواية عدي.

"كيف عرفت أن الأعمش دلس هذا الحديث "

الأعمش كوفي مدلس مشهور به، يكثر التدليس عن الكذابين والمتروكين. فهذه علة. فإذا اجتمعت مع نكارة الحديث صارت قادحة بلا شك.

"أيخفى أمر عدي بن ثابت على مسلم "

ممكن جداً. وكتب الرجال فيها الكثير من هذا. فكم من راو يوثقه جماعة ويكذبه جماعة. بل عامر بن صالح وثقه أحمد رغم أنه كذاب حتى قال ابن معين عن أحمد: ما له جن؟! وقال الدارقطني: لم يتبين أمره عند أحمد. وأحمد فوق مسلم بمرات. ومع ذلك لم يتبين له حال شيخه.

مع أني لا أسلم بتصحيح مسلم فتنبه.

"أين تحري مسلم في الرواة إذن "

هذا ليس سؤال. فإن مسلماً قد أخرج عمن أجمعوا على ضعفه، واحتج بأحاديث تفرد بها. فهذا حاله أسوء بكثير من عدي هذا.

"هل تقول كان صادقا هناك وكاذبا هنا؟ أو تقول كان ضابطا هناك وغير ضابط هنا؟ أرى أن هذا محال، إما القبول مطلقا وإما الرد مطلقا "

هذا منهج الظاهرية. وابن حزم رفض علم علل الحديث كله بنفس هذا التعليل الذي ذكرته وفقك الله. وكفا بهذا القول أنه على نقيض إجماع أهل الحديث.

ووجه التفريق بين الداعية وغير الداعية –كما أشار ابن حجر في الميزان– أن المبتدع إذا كان داعية، كان عنده باعث على رواية ما يشيد به بدعته. وتعليل ذكر الداعية خاصة لحرصه على الاحتجاج لمذهبه والدعوة إليه، أي لوجود سبب قوي عنده يدعوه لوضع الحديث، أو التدليس عن وَضَّاع، أو ما يشابه ذلك. فإن قيل إذا كان المبتدع الداعية معروفاً بالصدق، فلِمَ ترفضون الأخذ عنه فيما وافق بدعته؟ نقول: إن الداعية –وإن كان صادقاً غير متعمد الكذب– فإن في نفْسهِ هوىً لما يدعوا إليه قَلَّما يَسلمُ منه مخلوق. فقد يحصل له ميلٌ إلى ما يدعو إليه، فيدخُلُ عليه الخطأ من حيث لا يَعلم، من جهة أنهُ قد يميلُ إلى لفظةٍ وردت فيه ما يَحتجّ به، رغم أن غيرها أصح. وهذا ميلٌ غير مُتَعَمَّد. وقد يكون متعمّداً وهو صالحٌ في نظر نفسه، لكنه يظنّ أنه ينال الثواب بكذبه في سبيل نشر بدعته. قال الخطيب البغدادي: «إنما مَنَعوا أن يُكتَبَ عن الدُّعاة خوفاً من أن تحملهم الدعوة إلى البدعة والترغيب فيها، على وَضعِ ما يُحَسّنُها. كما حَكَينا عن الخارِجِيّ التائبِ قوله: "كُنّا إذا هَوَينا أمراً، صَيَّرناهُ حديثاً"».

"وقد تقول في بعض ما ذكرته من الأمثلة أخرجوه من وجوه أخرى، وأقول هذا لنا لا علينا، إذ متابعتهم له فيما ينصر بدعته دلت على صدق لهجته وأمانته فاحتمل تفرده حتى فيما ينصر بدعته "

هذا يقال في الكذابين كذلك. فلو سبرنا حديث الحافظ الشاذكوني مثلاً، لوجدنا أن غالبيته العظمى صحيح موافق للثقات. لكن هذا لا يدل على صدقه، بل هو كذاب. لكنه كان حاذقاً بالكذب مُقٍلاً منه. فهذا لا حجة فيه.

"قلت: عدي بن ثابت رافضي. ولعلك تراجع نفسك في هذا الاختيار وإلا فالدليل على الرفض."

ليس هذا قولي بل قول الحافظ الدراقطني. مع أن الدارقطني متهم بالتشيع (وهو عندي بريء منه)، وليس ممن يشدد القول فيهم.

"نقرت على تفرد الأعمش "

تفرد الأعمش بالعنعنة لحديث منكر يثير الشك.

"لوحت بتدليس عدي لهذا الحديث بلا دليل، أما أهل الكوفة فكما نقلتَ التدليسُ فيهم كثير، أما أن نحكم على كل كوفي من خلال هذا العموم فلا يصح ألبتة. ولطالما كان طريق أهل الحديث إثبات الوسائط ليقولوا دلس عن فلان، أما هكذا فلا"

بل أهل الحديث كثيراً ما يعلون الحديث بعلل غير قادحة مثل التدليس إن كان في الحديث نكارة. فكيف إن كانت العلل في الأصل قادحة؟

وذكر التدليس هنا لأعطي مثالاً كيف أن الدعوة القوية إلى البدعة قد تدفع إلى مثل هذا، وهو ليس جرحاً عند أحد، بل هو تصرف عادي جداً عند الكوفيين.

"لم أفهم كيف يتم تعليل هذا الحديث بحديث الأنصار"

الحديث أصله في الأنصار. لكن الشيعة لهم عادة أن يسرقوا فضائل الصحابة ويجعلوها لعلي. ومن غاص في كتب الشيعة كالكافي ومفاتيح الجنان وبحار الأنور وغيرها، لعرف هذا. فلا أكاد أجد حديثاً في فضل صحابي، إلا وقد تمت سرقته (بألفاظه نفسها غالباً) لكن مع تحويله إلى علي وأهل بيته. ولذلك فإن الإمام مسلم قد صدر حديث الأنصار في أول الباب، ثم ذكر حديث عدي ليبين مخالفته للأصل الذي تمت السرقة منه.

" قال إن المقصود عموم البشر حتى تدخلَ غير المسلمين في مقتضى الحديث ... "

الحديث واضح: لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. فأي شخص يحب علياً فهو مؤمن، بغض النظر عن عمله. وأي شخص يبغضه فهو منافق، بغض النظر عن عمله واعتقاده.

"ولا يعترض الحديث بأنه قد أحبه غير المسلمين إذ الإسلام شرط النجاة"

الحديث ينص على إيمان من يحبه. والعمل مهمل هنا. فحتى لو كان في غاية الفسوق والإجرام من أمثال "أبي مسلم الخراساني" فهو مؤمن لأنه يحب علي. ودين النصارى كله -منذ تأسيسه إلى اليوم- مرتكز على هذا الاعتقاد الكفري. فهم يقولون من أحب المسيح فقد نجا، بغض النظر عن عمله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير