تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[12 - 01 - 03, 02:52 ص]ـ

لي رد وباختصار على ما قيل، بعدما وجدت أن ابن حجر يقر أنه مسند الطيالسي؛ ولكن إجحاف بحق الموضوع أن أرد على ذلك فقط فرأيت أن آخذ الموضوع برمته وبنقاط سريعة فأقول:

ـ إن الذي بين أيدينا هو ما وصلنا من مسند الطيالسي برواية يونس بن حبيب. ويونس بن حبيب هو المحدث الحجة أبو بشر العجلي مولاهم الأصبهاني، وأبو داود الطيالسي حدث بأصبهان أربعين ألف حديث وليس معه كتاب، ويونس بن حبيب سمع عدة مجالس مفرقة، فهي المسند الذي وقع لنا. والذي كان بيده مسند الطيالسي هو ابن حبيب.

ـ وإن كان جمعه ابن حبيب عن الطيالسي، فإنه جاء به مختصر. وهذا لا يقلل من قوة قول: إنه للطيالسي بل يزيده تأكيداً، وأن الذي وصلنا ليس هو مسند الطيالسي بكامله. وهذا بالضبط كالذي وقع في مسند أبي يعلى، فالذي بين أيدينا منه هو مختصر برواية غير الموجودة عند الأصبهانية، وعند أصبهان أكبر بكثير كما قال الذهبي. كما يؤكد ذلك قول الذهبي في تاريخ الإسلام: روى ـ أي يونس بن حبيب ـ عن أبي داود الطيالسي جملة كثيرة من المسند. وفي السير قال: مسنداً في مجلد كبير. بل وساق الذهبي بإسناده في ترجمة الطيالسي حديثاً ليست من رواية يونس بن حبيب عنه، وكذا إشارة إلى زوائد ابن حبيب عن المسند. هذا وقد كتب على الصفحة الأولى من المسند، ما يلي: فيه 2767 حديث، وقد ضاع الباقي وهو أكثر من 25 ألف حيث كان ثلاثين ألفاً.

ـ ابن حبيب عرف بصاحبه أبي داود الطيالسي وليس العكس، بل لو قلت وقتذاك صاحب المسند، فإنك تعني أي صاحب مسند أبي داود الطيالسي. ولهذا لا اختلاف في قول ابن حبان أنه صاحب مسند أبي داود الطيالسي. فابن حبيب هو وحده الذي يرويه عنه المسند. بل هذا تأكيد من ابن حبان أن لا مسند عن أبي الطيالسي يذكر غير رواية ابن حبيب عنه. هذا ولو كان يعتمد ابن حبان قوله على ابن أبي حاتم.

ـ أما ابن أبي حاتم فإنه حدث عن أبي داود الطيالسي بواسطة ابن حبيب. وذلك أنه كتب عنه بأصبهان قال: وهو ثقة. فابن حبيب شيخ ابن أبي حاتم، ولذلك لا يقول هو في كتبه رواه أبو داود بل يسبقه بقوله رواه يونس بن حبيب عن أبي داود الطيالسي، وذلك تأكيداً على رواية ابن حبيب للمسند لا نفياً أنه ليس من مسند الطيالسي. أما القول في العلل: أدخله يونس بن حبيب في كتاب مسند. وهذا لا يخالف أيضاً لأنه هو صاحب مسند وقته، المسند الأول: مسند الطيالسي. وعندي أنه تلقاه منه ابن فارس وعنه أبو نعيم الذي قال: صنف أبو مسعود الرازي ليونس بن حبيب مسند أبي داود. وهذا يؤكد الكلام أن يونس بن حبيب ليس له أن يصنف ذا المسند، فاستعان بغيره لكبر حجم مسند الطيالسي، وسبق ذكر أن الطيالسي حدث بأصبهان نحو أربعين ألف حديث.

ـ أهل الحديث بما فيهم الذهبي الذي وضعته ضمن من يذكر أن ذا المسند لابن حبيب أو من تصنيفه!!، وهو الذهبي، نجده يخرج الحديث وينسبه للطيالسي في مسنده ولا يذكر ابن حبيب كما في كتبه، وكذا سائر أهل تخريج الأحاديث حتى يومنا. بل إن الذهبي قال في تاريخ الإسلام: وقد سمعنا مسند أبي داود من أصحاب ابن خليل الآدمي الحافظ.

ـ المقارنة بينه وبين مسند الشافعي لا تستقيم بل بعيدة كل البعد، حيث إن شاهد كلام ابن حجر في تعجيل المنفعة يقصد أن لكل مذهب من المذاهب الأربعة مسند يحتج به في مذهبهم وما صح عندهم من الأحاديث ما يعتمد عليها في مذهب كل واحد منهم، وكان الحديث عن مسند الشافعي بروايته تلك. فابن حجر ـ ولا يخفى عليك ـ يعي ذلك، والعزو للشافعي يكون في الأم أو المختصر وأنه عند تخريجه لحديث في مسند الطيالسي يعزوه له ويقول: رواه الطيالسي في مسنده أما الآخر فلا. إن لم يقل وقع لنا بعلو فيه. حيث إن مسند الطيالسي من مرويات ابن حجر، وقد تكلم في عدة روايات من مسند الطيالسي تحدث عنها تخريجاً، بل وعمل كتاباً مستقلاً في ترتيب مسند الطيالسي، وراجع إن شئت ما كتبه تلميذه السخاوي في ترجمة ابن حجر. فعلامة كالحافظ ابن حجر خدم كتاب مسند الطيالسي وقرأه على مشايخه واستخرج زوائده بل وعمل له ترتيباً مستقلاً … أشك أنه فاته ذلك، حتى إنه يستشهد بذلك قوله: ورويناه في مسند الطيالسي. أو كما يقول: وقع لنا بعلو في مسند

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير