تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن معين]ــــــــ[17 - 01 - 03, 04:32 م]ـ

أخي الفاضل ( alnash) ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

أشكر لك أخي الكريم حسن مداخلتك، وجميل تعقيبك. وقد أجدت وأفدت.

والذي يظهر لي هو ما ذكرت من أن أصحاب المرتبة الخامسة هم ممن يحسن حديثهم عند ابن حجر، والأدلة على ذلك كثيرة، وقد نبهت أخي الكريم إلى أهمها، وأنبه إلى أدلة أخرى _ قد يدخل بعضها فيما سبق لكن أزيده وضوحاً _، فمن ذلك:

_ قوله في بيان هذه المرتبة: (من قصر عن الرابعة قليلاً).

فأصحاب المرتبة الرابعة هم ممن يحسن حديثهم عند ابن حجر.

ولاشك أننا حينما نقول في الحديث الصحيح إن منه درجة عالية ومنه درجة دنيا، فكذلك في الحديث الحسن فإن منه ما يكون في أعلاه، ومنه ما يكون في أدنى درجاته.

ولهذا بعدما بين الحافظ الذهبي تعريف الحديث الحسن في كتابه الموقظة، وأراد أن يبين أمثلة له، قال: (فأعلى مراتب الحسن: ... الخ).

ولما عرف السخاوي الحديث الحسن في كتابه فتح المغيث قال: (وأما مطلق الحسن فهو الذي اتصل سنده بالصدوق الضابط المتقن غير تامهما .. الخ).

فهذا يدل على أن الحسن قد يقيد بأنه في درجة أعلى أو في درجة أدنى.

فأراد الحافظ ابن حجر أن يبين أن أصحاب هذه المرتبة الخامسة هم ممن يحسن حديثهم إلا أنهم أقل من سابقيهم، فهم قصروا عن سابقيهم قليلاً.

فهل من يقول إن أصحاب المرتبة الخامسة يضعف حديثهم يكون قصورهم عن المرتبة الرابعة قليلاً أو كثيراً؟!

_ ومما يبين لك بوضوح ويؤكد أن مراد ابن حجر هو نزول أصحاب هذه المرتبة قليلاً عن سابقيهم، وأنهم ما زالوا في درجة الاحتجاج:

هو تفسير ابن حجر نفسه لألفاظ (سيء الحفظ وله أوهام .. ) وأن هذه الألفاظ تعني عنده قلة الغلط لا كثرته!!

فإنه قد بين هذا المعنى في كتابه (هدي الساري) في موطن لم أقف على من نبه عليه!، والحمد لله على فضله، قال الحافظ:

(وأما الغلط فتارة يكثر من الراوي، وتارة يقل ..

فحيث يوصف بقلة الغلط كما يقال: سيئ الحفظ، أو له أوهام، أو له مناكير، وغير ذلك .. ).

_ أن المتأمل في تراجم أصحاب هذه المرتبة يجد أنهم ممن اختلف المحدثون فيهم بين التوثيق والتضعيف.

ومن قرائن الترجيح عند بعض الأئمة في حال أمثال هؤلاء الرواة هو تحسين حديث من اختلف فيه، لأن راوي الحسن عندهم هو الراوي الذي اختلف فيه.

ومن أمثلة ذلك من كلام ابن حجر:

_قال في الفتح (13/ 187) لما بين خلاف الأئمة في حال عبدالرحمن بن أبي الزناد: (فيكون غاية أمره أنه (مختلف فيه) فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به، بل غايته أن يكون حسناً).

_ وقال في النكت (1/ 464): (ورواته ثقات إلا أن هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه، وأخرج له مسلم، فحديثه في رتبة الحسن .. ).

فانظر كيف جعل حديثه حسناً لما تعارض عنده تضعيف بعض الأئمة له مع إخراج مسلم له في صحيحه.

وقد قال عن هشام بن سعد في التقريب (صدوق له أوهام).

_ أن الاستقراء لأصحاب هذه التراجم يدل على أنهم في مرتبة من يحسن حديثهم.

وقد قام باستقراء أحوال هؤلاء الرواة فضيلة الدكتور عبدالعزيز التخيفي، وخلص إلى نفس النتيجة، ومما قاله بخصوص هذه المسألة:

(وقد تبين لي من خلال دراسة أحوال الرواة الذين وصفهم ابن حجر بذلك أن معظمهم محتج بحديثهم.

وقد سمعت فضيلة والدنا وشيخنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز _ حفظه الله ونفعنا بعلمه _ وقد سئل عمن قال عن ابن حجر: (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم) فذكر ما حاصله أن حديث هؤلاء محتج به.

أقول: لذلك فالظاهر لدي أن القيد في قوله (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم) قيد يستعمله ابن حجر في مواضيع كثيرة لبيان الواقع، وهو أنه ما من راو موثق إلا وله بعض الأوهام.

وقد يستفاد من وصف الراوي الصدوق بأنه (يهم) أن له أوهاماً متعددة، كما تشعر بذلك صيغة الفعل المضارع (يهم)، لكن هذه الأوهام ليست غالبة على حديثه وإلا لانحط الراوي إلى رتبة دون هذه مثل ضعيف أو سيء الحفظ).

وممن رأيته قرر هذا الفهم الذي ذكرته: الدكتور وليد بن حسن العاني رحمه الله في كتابه (منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها): (87_125).

وهو كتاب فيه فوائد، إلا أن له بعض الآراء لم يسبق إليها!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير