تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدراوردي فيه ضعف ـ.

أخي أبا الوليد أعلم أن عندي الكثير عن الدراوردي غير أنني أخشى إذا نشرت ما عندي يسطوا عليه بعض ممن لا يخاف الله ويقوم بنشره في موقع آخر كما حصل لي قبل ذلك، ولك مني جزيل الشكر وبارك الله فيك وفي علمك أنت وكل من يريد الحق ويتقصده في هذا الملتقى وإن أنسى فلن أنسى أخي الغالي أبا نايف فجزاه الله عنا خير الجزاء وبارك الله في علمه وعمره ووقته.

(ملاحظة): يا أبا وليد قصدي من ذكر المثال أن أبا حاتم الإمام قال: هذا حديث لا يشبه حديث عبيدالله، فقلت: بل هو موجود في صحيح مسلم من طريق عبيدالله. فهذا يعني أنه متأثر أو متبني كلام الإمام أحمد يدل على ذلك قوله: بان مصداق ما قال أحمد ... هذا الذي أردته وليس الحديث عن الدراوردي.

أما قولك بارك فيك أن الألباني يخالف منهج المتقدمين هذه دعوى تحتاج إلى دليل وبرهان بل هو مع المتقدمين قلباً وقالبا وكل ما يصححه الشيخ فهو مسبوق من أهل العلم سواء ارتضيتهم أو لم ترتضيهم المهم أنه مسبوق وهذا هو المهم، وأحد الفضلاء ممن ينادي بالتفريق يرد على الشيخ الألباني عندما ضعف حديثاً ما بأن العراقي وفلان وفلان قالوا بتحسينه وتجده في أشرطته يصفهم بأنهم على خلاف المتقدمين.ثم الخلاف مع الشيخ في الأحاديث التي يحسنه ولا يخفاك أخي الكريم هو من النوع الذي يعسر ضبط قاعدة فيه، لدقته، وعلو كعب الناقد فيه. قال الإمام الذهبي في كتابه الماتع " الموقظة " (28 ـ 29):

" ... ثم لا تطمع بأن للحسن قاعدةً تندرج كل الأحاديث الحسان فيها، فأنا على إياس من ذلك، فكم من حديث تردد فيه الحفاظ، هل هو حسن أو ضعيف أو صحيح؟ بل الحافظ الواحد يتغير اجتهاده في الحديث الواحد، فيوماً يصفه بالصحة، ويوماً يصفه بالحسن، ولربما استضعفه! وهذا حق، فإن الحديث الحسن يستضعفه الحافظ عن أن يرقيه إلى رتبة الصحيح، فبهذا الاعتبار فيه ضعف ما، إذ الحسن لا ينفك عن ضعف ما، ولو انفك عن ذلك لصح باتفاق " أه.

وما أجمل ما قاله شيخنا محدث العصر ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في " الإرواء " (3/ 363):

" إن الحديث الحسن لغيره، وكذا الحسن لذاته من أدق علوم الحديث وأصعبها، لأن مدارهما على من اختلف العلماء في رواته، مابين موثق ومضعف، فلا يتمكن من التوثيق بينها أو ترجيح قولٍ على الأقوال الأخرى إلا من كان على علمٍ بأصول الحديث وقواعده، ومعرفةٍ قويةٍ بعلم الجرح والتعديل، ومارس ذلك عملياً مدةً طويلةً من عمره، مستفيداً من كتب التخريجات ونقد الأئمة النقاد، عارفاً بالمتشددين منهم والمتساهلين، ومن هم وسط بينهم، حتى لا يقع في الإفراط والتفريط، وهذا أمر صعب، قل من يصير له، وينال ثمرته، فلا جرم أن صار هذا العلم غريباً بين العلماء، والله يختص بفضله من يشاء " أه.

أخي الفاضل وهذا المثال بين يديك فأنت ترى الاقتصاد في تعديل الدراوردي ينتج عنه تحسين روايته أو تضعيفها بينما أراه أنه ثقة ينتج عن ذلك تصحيح روايته.

ــــــــــــــــــ

الهوامش:

1ـ التنكيل (44).

2ـ ميزان الاعتدال (3/ 140).

ـ[أبو نايف]ــــــــ[07 - 03 - 03, 12:53 ص]ـ

وأنت يا أخي الغالي مبارك جزاك الله خير الجزاء علي ما تتحفنا به من فوائد ودرر في غاية النفاسة

فجزاك الله يا أخي خير الجزاء

وبارك الله فيك يا أخي وفي علمك

ـ[بو الوليد]ــــــــ[07 - 03 - 03, 05:40 م]ـ

الأخ الكريم مبارك .. بارك الله فيه ..

أولاً: أشكر لك أخي الفاضل أدبك، وحسن عبارتك، وبحثك عن الحق.

ثانياً: لا أوفقك على النهج المتكلف الذي انتهجته في رد عبارات الأئمة، وإن كان كل منها على حدة يحتمل ما قلت، أما كلها مجتمعة فلا أظن.

وذلك يندرج على كثير من كلامهم، ولو تتبعت تجريحهم لرأيت أن كثيراً منه بنحو العبارات التي أولتها أنت، وظاهرها احتمال الجرح.

ثالثاً: كلامك في أبي طالب جيد، وإن كان يحتاج لمزيد من التحرير، خصوصاً أن الأئمة قبلوا روايته هذه ولم يتعرضوا لها بالرد، وهو لم يخالف بذلك ما جاء عن الأئمة في الدراوردي، وإلا كان لنا مع روايته شأن آخر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير