تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويمكن أن يقال: لعل الدراوردي أخذها من عبيدالله بن عمر مناولة وهو أن يناول الشيخ الطالب كتاباً من سماعه، ويقول له " أروِ عني " ويملكها إياه، أو يعيره بنسخه ثم يعيده إليه. وبعض أهل الحديث جعلها ـ أي: هذه المناولة ـ أرفع من السماع؛ لأن الثقة بكتاب الشيخ مع إذنه، فوق الثقة بالسماع منه واثبت؛ لما يدخل من الوهم على السامع والمستمع، وهذه الطريقة مشهورة عند علماء المدينة والدراوردي منهم.

2 ـ أقصد بالمخالفة وهي كون الرواية منافية لرواية من هو أوثق ... التي يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى.

أما تفرد الثقة أو الصدوق بالحديث لا يلزم منه تطرق السهو والغفلة إلى غيره من الثقات إذ لا مخالفة في روايته لهم ...

3ـ عقب الإمام البغوي على كلام شيخه الإمام أحمد بقوله: كأنه أنكرها.

قلت: فهذا ظن لا يستلزم منه القدح، وفي ترجمة الحسن بن موسى الأشيب من " مقدمة الفتح " (417) مثل هذه الكلمة " كأنه ضعيف " فدفعها الحافظ بقوله: " هذا ظن لا تقوم به حجة ". ومثلها في ترجمة أشهل بن حاتم البصري في كتاب " البيان والتوضيح " (60): "كأنه كان يخطىء " فدفعها العراقي بقوله: " أنه غير محقق لما قاله،فإنه قال: كأنه ".

(أنظر: التنكيل 723).

بينت فيما مضى بأن كلام الأئمة الآخرين في الدراوردي يفيد التعديل لا التجريح.

4ـ أخي الفاضل أريد منك أن تأتيني بالأحاديث المنكرة التي هي من طريق الدراوردي عن عبيدالله والسند فيها إلى الدراوردي صحيح فلم يبقى من ترد الرواية به إلا هو، ويتحقق ذلك بمخالفته لمن هم أوثق منه أو أوثق منه، أو وجود نكارة في المتن.

5ـ الحديث الذي قال عنه أبو حاتم الإمام لا يشبه حديث عبيدالله، وظاهر كلامه يعني المتن وهو بعينه في " صحيح الإمام مسلم " ومن طريق عبيدالله.

6ـ لماذا قلدت الإمام أحمد ومن معه على الرغم أن عباراتهم ليست صريحة في التضعيف وتركت كلام غيرهم الصريح في التوثيق ومنهم من هو قريب العهد بعصر الإمام أحمد بل نقل كلام الإمام أحمد ومع ذلك صحح رواية الدراوردي عن عبيدالله فكأنه لم ير قول الإمام أحمد كافٍ في سقوط رواية الدراوردي.

والعجيب أن هذا الإمام الذي صحح رواية الدراوردي عن عبيدالله قد أحتج بقوله بعض الفضلاء في تسليك عنعنة أبي إسحاق السبيعي مع كلام الحافظ فيه في " طبقات المدلسين ": " مشهور بالتدليس وهو تابعي ثقة، وصفه النسائي وغيره بذلك ".

وكلام الإمام الفسوي هو: " وحديث سفيان، وأبي إسحاق، والأعمش، مالم يُعْلَم أنه مدلس يقوم مقام الحجة " (المعرفة والتاريخ له 2/ 637).

6ـ أخي الكريم سلمنا لك أن طريقة الإمام الكبير ابن معين تختلف عن طريقتي لكن خالفه ـ أيضاً ـ إمام كبير خريج مدرسة الإمام البخاري ألا وهو الترمذي فقد صحح الحديث بل نقل عن ابن معين تضعيف هذا الحديث من أصله.

7ـ بينت لك فيما سبق أن كلام أبا زرعة لا يعني الضعف وإنما يعني نفي الدرجة الكاملة من الضبط، فهو في جملة الثقات إلا أن غيره أوثق منه، ويظهر أثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه (راجع ما تقدم من مناقشة كلام أبي زرعة).

ـ[مبارك]ــــــــ[14 - 03 - 03, 04:16 م]ـ

, حديث " من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته. حلَّت له شفاعتي يوم القيامة ".

· شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم، واسم أبيه دينار،

أبو بشر الحمصي.

قال الإمام الجليل أبو حاتم الرازي ـ رحمه الله تعالى ـ في

" العلل " (3/ 203 ـ 204) رقم (2011) بعد أن أورد له حديثاً: أما حديث جابر فرواه شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر، عن جابر، وقد طعن فيها، وكان عرضَ شعيبٌ على ابن المنكدر كتاباً فأمر بقراءته عليه فعرف بعضاً وأنكر بعضاً، وقال لابنه أو لابن أخيه: أكتب هذه الأحاديث فدوَّنَ شعيب ذلك الكتاب، ولم يثبت رواية شعيب تلك الأحاديث على الناس، وعرض علىَّ بعض تلك الأحاديث فرأيتها مشابهة لحديث إسحاق ابن أبي فروة، وهذا الحديث من تلك الأحاديث.

قال أبو عبدالرحمن: إسحاق بن أبي فروة هو إسحاق بن عبدالله بن أبي فرْوة الأموي مولاهم المدني ُّ، وهو متروك كما في " التقريب ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير