ـ[أبو سليمان 1]ــــــــ[05 - 04 - 03, 05:44 ص]ـ
هناك بعض الأدلة الأخرى التي تؤكد صحة نسبة التفسير للإمام أحمد غير ما سبق ذكره في كلام الإخوان , منها:
1 - إسناد آخر للتفسير:
قال الروداني في "صلة الخلف بموصول السلف" (ص:170):
(التفسير للإمام أحمد بن محمد بن حنبل:
به - أي إسناد المؤلف - إلى الفخر ابن البخاري عن أبي علي حنبل بن عبد الله البغدادي عن أبي القاسم هبة الله بن الحصين عن الحسن بن علي بن المذهب عن أحمد بن جعفر القطيعي عن عبد الله بن الإمام عن الإمام) ا. هـ.
2 - نقل عن التفسير للإمام أحمد:
قال ابن قدامة في "المغني" (10/ 509): (روى الإمام أحمد في كتاب التفسير بإسناده عن ابن عمر: (من أوسط ما تطعمون أهليكم) قال: الخبز واللبن) ا. هـ ثم أورد جملة من الآثار في تفسير الآية عن جمع من التابعين , لا أدري هل هي من تفسير أحمد أم من غيره؟ فإن كانت من تفسيره وكان سائر الكتاب على هذا المنوال أيد ذلك صحة ما ذكر عن كبر هذا الكتاب , والله أعلم.
3 - وصف بعض العلماء للكتاب بأوصاف لا يمكن أن تصدر إلا من مطلع على الكتاب:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مقدمة التفسير" (ص:76): (وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد أكثر من غيره) ا. هـ
وقال في موضع آخر – كما في "الفتاوى" (16/ 540) -: (ولهذا كان المصنفون في التفسير من أهل النقل لا يذكرون عن واحد منهما – أي مقاتل والكلبي - شيئا , كمحمد بن جرير وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبي بكر بن المنذر , فضلا عن مثل أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه) ا. هـ
وقال أيضا في "منهاج السنة" (7/ 97): (وهذا "مسند أحمد" و"كتاب الزهد" له و"كتاب الناسخ والمنسوخ" و"كتاب التفسير" وغير ذلك من كتبه يقول: حدثنا وكيع، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الرزاق، فهذا أحمد.
وتارة يقول: حدثنا أبو معمر القطيعي , حدثنا علي بن الجعد , حدثنا أبو نصر التمار، فهذا عبد الله) ا. هـ.
وانظر أيضا: "الفتاوى" (6/ 389) , "منهاج السنة" (7/ 13، 178 - 179)، "درء التعارض" (2/ 22) , "مختصر الرد على البكري" (ص:18)
وقال ابن رجب في " الرد على من أجاز اتباع غير المذاهب الأربعة" (ص:): (وقد جمع – أي الإمام أحمد - في القرآن كثيرا من الكتب , من ذلك: كتاب "الناسخ والمنسوخ" و"المقدم والمؤخر" وجمع "التفسير الكبير" وهو محتو على كلام الصحابة والتابعين في التفسير، وتفسيره من جنس التفاسير المنقولة عن السلف من تفاسير شيوخه كعبد الرزاق ووكيع وآدم بن أبي إياس وغيرهم , ومن تفاسير أقرانه كإسحاق وغيره , وممن بعده ممن هو على منواله كالنسائي وابن ماجه وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وغيرهم من أهل الحديث , وكل هؤلاء جمعوا الآثار المروية عن السلف في التفسير من غير زيادة كلام من عندهم) ا. هـ.
(تنبيه) هناك جملة من أقوال الإمام أحمد في التفسير جمعها القاضي أبو يعلى , ونقلها العلامة ابن القيم في "بدائع الفوائد" (3/ 108)، وهذه الأقوال يبدو أنها مجموعة من كلام أحمد المتفرق وليس لها علاقة بكتابه التفسير , والله أعلم.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 04 - 03, 04:57 م]ـ
فهمت ما تفضلتم به مشكورين جزاكم الله خيرا وهذا جوابه
وأقول أما الرواية فاتفقنا – فيما فهمت - أنه لم تتصل بحسب علمنا رواية الكتاب من طريق أحدٍ من أهل الحديث و الفقه، و إنما قال الزجاج النحوي رحمه الله إنه استجاز من عبد الله روايته.
و أما الوجادة فما علمنا أن أحدا من العلماء الثقات العارفين بالفقه أو الحديث أخبر أنه شاهد كتاب التفسير لأحمد رحمه الله.
و أما نقل بعض روايات التفسير عن أحمد فما ينازع أحد أن أحمد رحمه الله قد حدَّث ببعض ذلك ابنه عبد الله أو وجده ابنه بخط والده، وهو يقول كثيرا في العلل وجدت بخط أبي رحمه الله، لكن ذلك لا يفيد أنه صنف كتابا مستقلا في التفسير فقد يكتب رحمه الله الآثار في تفسير آية يحتج بها على الجهمية و نحوذلك.
و أما كلام ابن رجب رحمه الله، فهل تعتقدون أنه وصله ولو مجلد واحد من الكتاب يشتمل على أجزاء منه؟ ولو تأملتم لفهمتم أن ذلك لا يمكن لأنه يكثر النقل في تخريج الأحاديث والآثار في كتبه، فلن يدع النقل منه ... فالظاهر إما أنه قلد من ذكرالتفسير ثم بنى كلامه في طريقة الكتاب على ما يعلمه يقينا من طريقة أحمد ... أو أنه اطلع على جزء فيه مرويات في التفسيرلأحمد رحمه الله فقال ذلك. فأحمد ممن يحرص أصحابه وغيرهم من المحدثين على رواياته وهو كثير التلاميذ و الأصحاب.
و التفسير مشتمل على فوائد جليلة في الحديث و غيره و أحمد رحمه الله مكثر جدا من الرواية فتفسيره إن صنفه فسيكون كبيرا لأن مروياته عن شيوخه وبخاصة المصنفين في التفسير كثيرة .... ومثله الجواب عما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية.
وكذلك كلام الحافظ ابن حجر قد يكون قلد فيه بعض المخرجين من الحنابلة في شروح الفقه أو غيرها ولا يفيد أنه اطلع ولو على أجزاء من الكتاب لأننا نعلم ذلك يقينا من استقراء كلامه في كتبه. ..
و أما أن الأئمة قد صنفوا في التفسير فنعم كثيرا كثيرا لكن كما ضاعت تصانيفهم الكبيرة في الحديث و ذهب كثير من مسانيدهم الكبار التي بكبرها يضرب المثل كذلك قد تكون ضاعت تلك الكتب أعني ما ثبت العزو إليهم أنهم صنفوه إذ الوهم في ذلك ممكن وكثير فلقد يقال مثلا عن بعض من عاصرنا إنه ألف كتابا كبيرا في كذا، ولا يكون الحال كذلك لوهم أو مبالغة أو تداخل في الأسماء.
¥