- ومن أجل شيوخه الحافظ المغربي الكبير أبو عبد الله محمد بن طاهر الحسيني الشريف الصقلي قال ابن الأبار: " وكان معتنيا بسماع الحديث ذاكرا لأسانيده ومتونه؛ وولي قضاء الجماعة بمراكش " [13] وقال بن عبد الملك: " روى عنه أبو الحسن ابن القطان وأبو عبد اله ابن حماد العجلاني؛ وكان راوية للحديث حافظا لمتونه بصيرا بعلله عارفا برجاله؛ مشرفا على طبقاتهم وتواريخهم؛ عني بهذا الشأن أتم عناية ودرسه ببلده واستدرك على الأحكام الكبرى لعبد الله أحاديث كثيرة في أكثر الكتب رأى أن أبا محمد أغفلها؛ وأنها أولى بالذكر مما أورده أبو محمد في الأحكام؛ دل ذلك على حسن نظره وجودة اختياره " [14]
- أبو عبد الله بن الفخار المالقي الحافظي؛ واسمه محمد بن إبراهيم بن خلف؛ وصفه في تذكرة ((الحفاظ)) بالحافظ الإمام الأوحد [15] وقال بن الأبار: " كان صدرا في حفاظ الحديث؛ مقدما في ذلك؛ معروفا بسرد المتون والأسانيد مع معرفته بالرجال وذكر الغريب سمع … وحدث عنه أئمة؛ واعترف له بالحفظ أهل زمانه " [16] ذكره في شيوخ ابن القطان جميع من ترجم له؛ وقال بن الأبار: "إنه أكثر عنه " وذكره ابن عبد الملك فيمن لازمهم ابن القطان ونقل من برنامجه وصفه له بقوله: " كان حافظا للحديث؛ حسن الإيراد للمطولات؛ عارفا بالرجال … " [17] وتوفي سنة 590.
- الحافظ أبو عبد الله التجيبي صاحب الفهرست المشهورة وغيرها من المؤلفات؛ واسمه محمد بن عبد الرحمن بن علي؛ وصفه في ((تذكرة الحفاظ)): " باركنا الحافظ الإمام محدث تلمسان " [18] توفي بمراكش سنة 610 وقد ذكره في شيوخ ابن القطان كل من ابن عبد الملك وابن الزير في ((صلة الصلة)).
- أبو الخطاب بن واجب واسمه أحمد بن محمد بن عمر القيسي من أهل بلنسية؛ وصفه ابن الأبار: " بأنه حامل راية الرواية بشرق الأندلس؛ وآخر المحدثين المسندين " وبعد أن استقصى شيوخه وهم كثر قال: " فصار لا يعدل به أحد من أهل وقته عدالة وجلالة … وعلو إسناد وصحة قول وضبط … مع عناية كاملة بصناعة الحديث … " [19] توفي بمراكش سنة 614 ذكره في شيوخ ابن القطان ابن عبد الملك نقلا عن برنامجه.
- أبو عمر بن عات؛ واسمه أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر النفزي الشاطبي؛ وصفه في ((تذكرة الحفاظ)) " بالحافظ الإمام " [20] وذكر ابن الأبار شيوخه بالمغرب والمشرق ثم قال: " وكان أحد الحفاظ للحديث؛ يسرد المتون والأسانيد ظاهرا لا يخل بحفظ شيء منها؛ موصوفا بالدراية والرواية؛ وله تآليف دالة على سعة حفظه " [21] وقال بن عبد الملك: " وكان أكابر المحدثين الحفاظ المسندين للحديث … فكان أهل شاطبة؛ يفاخرون بأبوى عمر ابن عبد البر وابن عات " [22]
استشهد بوقعة العقاب بالأندلس في سنة 609 ذكره في شيوخ ابن القطان ابن الزبير وابن عبد الملك.
- أبو القاسم ابن بقي من ذرية بقي بن مخلد؛ واسمه أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن؛ وذكر ابن عبد الملك في ترجمة ابن القطان أن أبا القاسم هذا كان من شيوخه؛ وجالسه طويلا وذاكره كثيرا؛ وسمع منه مسند جده بقي بن مخلد وتفسيره؛ وكان أهلا للرواية عنه؛ وقال بن الأبار: " انفرد برواية الموطأ عن ابن عبد الحق قراءة على ابن الطلاع سماعا توفي سنة 615 " [23]
ولعل هذا القدر من شيوخ ابن القطان في الحديث وروايته؛ يعتبر وافيا بالغرض في مثل هذا البحث؛ ويطول الأمر لو وقع تتبع كل من ذكرهم ابن عبد الملك من شيوخه نقلا عن برنامجه؛ بالإضافة إلى من ذكر غيره كابن الأبار وابن الزبير وابن القاضي وأحمد بابا وغيرهم؛ مما يجعل قول الذهبي: " أخذ الفن من المطالعة " غريبا منه جدا.
أما شيوخه في الفنون الأخرى كالنحو والفقه والأدب وما إلى ذلك؛ فربما يكون في استقصائهم والتعريف بهم خروج عن الموضوع.
4 - تلامذة ابن القطان:
وبدروسه الخاصة لطلبة العلم؛ كثر الآخذون عنه واتسعت دائرة تلامذته؛ فابن الأبار يقول عنه: " درس وحدث " ويقول ابن القاضي: " حدث وأخذ عنه "؛ وبعد أن عدد ابن عبد الملك تلامذته وهم كثر؛ أضاف: "في خلق لا يحصون كثرة أخذوا عنه بمراكش وغيرها من بلاد العدوة إلى إفريقية؛ وبالأندلس.
¥