أما ابن عبد الملك بلديه وتلميذ ولده؛ أفاض في وصف مكانته العلمية والحديثية فقال: " وكان ذاكرا للحديث؛ مستبحرا في علومه؛ بصيرا بطرقه عارفا برجاله ح عاكفا على خدمته؛ مميزا صحيحه من سقيمه … كتب بخطه على ضعفه الكثير؛ وعني بخدمة كتب بلغ فيها الغاية؛ ومنها نسخته بخطه من صحيح مسلم والسنن لأبي داود وغير ذلك " [30].
وهكذا احتل ابن القطان مكانه في قائمة كبار حفاظ الحديث ونقاده فترجمه الذهبي في ((تذكرة الحفاظ)) وعبر عنه: " بالحافظ العلامة الناقد " وقال: " طالعت كتابه المسمى ((بالوهم والإيهام)) يدل على حفظه وقوة فهمه)) [31].
وقال الحافظ العراقي في ((طرح التثريب)): " أحد الحفاظ الأعلام؛ صاحب كتاب (بيان الوهم والإيهام)). [32]
وعبر عنه الحافظ ابن حجر في كتبه؛ وخاصة في ((تهذيب التهذيب)). [33]
وترجمه السيوطي في ((طبقات الحفاظ)) وأطلق عليه: " الحافظ الناقد العلامة "؛ وقال: " كان معروفا بالحفظ والإتقان " [34]
وفي شذرات الذهب: " كان حافظا ثقة مأمونا " [35].
7 - آثاره العلمية:
((كتاب بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام)) وهو أشهر كتبه.
((الإقناع في مسائل الإجماع))
((النظر في أحكام النظر))
((رسالة في فضل عشوراء والترغيب في الإنفاق فيه على الأهل))
((كتاب حافل جمع فيه الحديث لصحيح محذوف السند؛ حيث جمع من المسندات والمصنفات؛ كمل منه كتاب الطهارة والصلاة والجنائز والزكاة))؛ في نحو عشر مجلدات؛ هكذا ذكره ابن عبد الملك.
((البستان في أحكام الجان))
((النزع في القياس))
((الرد إلى أبي محمد بن حزم في كتاب المحلى مما يتعلق به من علم الحديث))
((تقريب الفتح القسي))
((كتاب ما حاضر به الأمراء))
((رسالة في الإمامة الكبرى))
((رسالة في القراءة خلف الإمام))
((رسالة في الوصية للوارث))
((رسالة في منع المجتهد من تقليد المحدث في تصحيح الحديث لدى العمل))
((رسالة في الأوزان والمكاييل))
((رسالة في الطلاق الثلاث))
((رسالة في معاملة الكافر))
((رسالة في فضل عائشة))
((مقالة في تفسير قول المحدثين في الحديث إنه حسن))
((رسالة إنهاء البحث منتهاه عن مغزى من أثبت القول بالقياس ومن نفاه))
((برنامج شيوخه))
إلى غير ذلك مما ذكره ابن عبد الملك.
منهج ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام
8 - عنوان الكتاب وموضوعه:
اسم الكتب هو: " كتاب بيان الوهم والإيهام؛ الواقعين في كتاب الأحكام " هكذا هو مذكور في ترجمة المؤلف من ((الذيل والتكملة)) لابن عبد الملك؛ وفي غيره من المصادر التي ترجمت له.
وبعض المؤلفين كالذهبي في " تذكرة الحفاظ " يختصره فيسميه ((الوهم والإيهام)) وهذا العنوان المختصر هو الشائع المتداول في المراجع؛ وعلى أية حال فعنوان الكتاب الأصلي يعد دقيقا؛ ومطابقا تمام المطابقة لموضوعه؛ ولقسميه الرئيسين.
إذ تنحصر أبواب الكتاب المهمة في تتبع أوهام عبد الحق وإيهاماته؛ أي في التركيز على ناحيتين:
الناحية الأولى: وهي القسم الأول من الكتاب؛ ملاحقة عبد الحق؛ وتبيين أغلاطه وتجاوزاته في النقل؛ وهي التي عبر عنها باركنا ((بالوهم)) وذلك مثل:
غلط في نقل حديث من كتاب
إبدال راو بآخر
عزو حديث إلى كتاب ليس هو فيه؛ أو ليس بذلك اللفظ
تجاوز المتعارف عليه من عزو الحديث إلى كتاب أصل أو اشتهر؛ وعزوه إلى كتاب أقل شهرة أو أصالة
زيادة راو في السند
نقص راو من السند
عدم الدقة في نسبة الزيادات المردفة للأحاديث إلى مخرجيها
الخلط بين أسانيد بعض المتون
إيراد المرفوع على أنه موقوف وبالعكس
إلى آخر ما يرجع إلى أوهام عبد الحق في النقل؛ مما يشبه أو يقارب أو يغاير قليلا هذا المذكور.
أما الناحية الثانية: فهي القسم الثاني من الكتاب؛ وهي تختص بمناقشة عبد الحق في نظرياته وأفكاره؛ وتطبيقه للقواعد؛ وتصحيحه للأحاديث وتحسينها؛ أوردها وتعليلها؛ وحكمه على الرجال؛ وموافقته للنقاد الذي يحكي أقوالهم أو معارضته لهم. إلى آخر ما يرجع إلى اجتهاده في علوم الحديث وعلله ثم استدراكه عليه في كل ذلك وتتميم الناقص؛ وتكميل المغفل وما إلى ذلك؛ وذلك ما عبر عنه ابن القطان باركنا ((الإيهام)) أي إيهام عبد الحق في النظر.
¥