ويطلق على المرسل الخفي وكثير من أهل العلم من المحدثين يعتبرونه
ضرب من التدليس وممن أطلق على المرسل الخفي بالتدليس مجموعة منهم 1 - ابن حبان. قال ابن حبان: كان يحي بن أبي كثير يدلس فكلما روى عن أنس فقد دلس عنه لم يسمع من أنس ولا من صحابي شيئا. الثقات لابن حبان (7/ 592)
وقال أيضا: النوع السادس: قوم رووا عن شيوخ لم يروهم قط ولم يسمعوا منهم إنما قالوا فلان فحمل منهم على السماع وليس عندهم سماع عال ولا نازل.) المجروحين (1/ 78)
وقال: المدلس عمن لم يره كالحجاج بن أرطأة وذويه كانوا يحدثون عمن لم يروه ويدلسون حتى لايعلم ذلك منهم) المجروحين (78)
قلت:ولو كان عدم السماع دليلا على الانقطاع لما وصف حجاج بالتدليس لأن الأمر ليس فيه إيهام بل هو واضح الانقطاع.
قلت ورمى ابن حبان ابن أبي كثير بالتدليس عن أنس لأنه أوهم السماع منه وروى عنه من غير أن يبين إن كان هو سمع أو لم يسمع
2 - الخطيب البغدادي. قال الخطيب: حجاج بن أرطأة صاحب إرسال
كان يرسل عن يحي بن أبي كثير ولم يسمع منه شيئا يرسل عن مكحول ولم يسمع منه شيئا فإنما يعيب الناس عليه التدليس!!
تاريخ بغداد (8/ 234)
فانظر ههنا كيف أطلق التدليس على الإرسال.
3 - قال الخليلي: قد روى عن عكرمة جماعة ممن لم يلقوه وإنما يدلسون كا لحسين بن واقد المروزي وغيره.
الأرشاد (1/ 349)
والكلام حول الفرق بين التدليس والإرسال الخفي معلوم في كتب المصطلح بدءا بكتاب ابن الصلاح وانتهاء بكتاب السخاوي والسيوطي وغيرهم.
وبعض الناس يدلس التدليس المشهور كتدليس الإسناد وغيره
ومنهم من يدلس بمعنى المرسل الخفي فينبغي التفريق بينهما
قال المعلمي: والرواية عن المعاصر على وجه الإيهام تدليس أيضا عند الجمهور ومن لم يطلق عليها لفظا لاينكر أنها تدليس في المعنى بل هي أقبح عندهم من إرسال الراوي على سبيل الإيهام عمن قد سمع منه , وهذا يقتضي أن الارسال على أي الوجهين كان إنما يكون تدليسا إذا كان على وجه الايهام ويوافقه ما في الكفاية. التنكيل (1/ 78)
قال الشريف: ونتابع شروط مسلم وهي 1 - عدم التدليس بنوعيه
2 - أن يكون في الإمكان السماع وهذا الإمكان الظاهر الذي يقرب في العادة والأمثلة التي ذكرها مسلم واضحة في ذلك والمعنى يؤكد ذلك
قاله المعلمي وقال أيضا: فأما إذا كان اللقاء ظاهرا وبينا فلا محيص عن الحكم بالاتصال وذلك كمدني روى عن عمر ولم يعلم لقاؤه نصا لكنه ثبت أنه ولد قبل وفاة عمر بخمس عشرة سنة مثلا فإن الغالب الزاضح أن يكون قد شهد خطبة عمر في المسجد مرارا 0000الخ
التنكيل (80)
3 - أن لا يرد عن أحد من العلماء النص على عدم سماعه من الراوي عنه وطرق معرفة الإرسال هي كا لتالي:
1 - أن ينص الراوي بعدم سماعه من الراوي عنه
2 - أن تكون قرينة واضحة
تدل على عدم السماع كا ختلاف البلدان كأن يكون هذا شامي وهذا مدني أو هذا عراقي وهذا مكي والعكس والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا
3 - أن يكون صغيرا في السن ولم يتمكن من السماع وأمثلته كثيرة
4 - أن يدخل الراوي بينه وبين الراوي عنه رجلا أو أكثر وهذا معروف
5 - أن يقول الراوي (بلغني) أو (نبئت) أو (حدث) أو غيرها من العبارات التي تدل على الإرسال
6 - أن يكون أحد أقرانه ممن هو أكبر سنا من قرينه ولم يتمكن من السماع من ذلك الراوي فذلك الراوي من باب أولى
7 - اتفاق أهل الحديث كما قال أبو حاتم عن رواية الزهري عن أبان بن عثمان لم يسمع منه شيئا 0000غير أن أهل الحديث اتفقوا على ذلك واتفاق أهل الحديث يكون حجة. المراسيل (153)
قال الشريف: ويقصد أبو حاتم بها الكلام رواية مخصوصة بعينها لا كما فهم الحافظ ابن رجب على العموم كما سبق أن نقلناه من شرح العلل
والاستدلال به على العموم لا يستقيم لأنه تحميل للمعنى بغير مراده
وهذا مسلم لايختلف فيه. والأمثلة على عدم السماع أكثر من أن تحصر
ومظانها كتب العلل والمراسيل والغرائب وسوف نذكر أمثلة على ذلك لتوضيح الصورة وهذا الأمر لايخالف فيه الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله.
الأمثلة:
قال شعبة: كان أبو إسحاق السبيعي أكبر من أبي البختري ولم يدرك عليا ولم يره. المراسيل لابن أبي حاتم (6)
يعني من باب أولى أبو البختري وكلاهما كوفيان وأبو البختري سعيد بن فيروز.
¥