ومهما كان، فلقد عظم أمر المعتزلة – الجهمية – واشتدت شوكتهم وقوى ساعدهم حينما استطاعوا اختطاف الخليفة العباسي المأمون إلى جانبهم، وحجبوا عنه كل فكر يخالف فكرهم، ووقع – رغم حبة للعلم والإطلاع – في يد أحمد بن ابي دؤاد، ومن ثم ناصر المعتزلة بكل ما لديه من قوة، بلا وأراد حمل كافة الناس على اعتناق المذهب المعتزلي، ورغب الناس فيه ورهبهم من تركه.
الاتفاق بين المعتزلة والقدرية:
ومن الجدير بالذكر أنه قد اتفقت مفاهيم المعتزلة مع القدرية في مسألة من أهم مسائل العقيدة، ألا وهى القدر وموقف الإنسان حياله، فذهبت المعتزلة والقدرية إلى القول بأن الله تعالى غير خالق لأفعال الناس، بل الناس هم الذين يخلقون أفعالهم بأنفسهم.
الفصل الثالث
مشاهير المعتزلة القدرية الجهمية
1 - بشر بن السري 2 - ثور بن زيد المدني
3 - ثور بن يزيد الحمصي 4 - حسان بن عطية المحاربي
5 - الحسن بن ذكوان 6 - داود بن الحصين
7 - زكريا بن إسحاق 8 - سالم بن عجلان
9 - سلام بن عجلان 10 - سلام بن مسكين
11 - سيف بن سليمان المكي 12 - شبل بن عاد.
13 - شريك بن أبي نمير 14 - صالح بن كيسان
الفصل الرابع
ماهو ذكر أهم عقائد المعتزلة إجمالا
1 - اختلفوا في المكان لله تعالي:
1 - فذهب بعضهم – وهم جمهورهم – إلى أن الله تعالى في كل مكان بتدبيره، وهذا قول أبي الهذيل والجعفرين، والإسكافي، ومحمد بن عبد الوهاب الجبائي.
2 - وذهب آخرون إلى أن الله تعالى لا في مكان، بل هو على ما لم يزل عليه، وهذا هشام الفوطي وعباد بن سليمان وأبي زفر
2 - ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء في قول الله تعالي: ?الرحمن على العرش استوى (.
3 - اجمعوا على أن الله لا يرى بالأبصار.
4 - اختلفوا في صفة الكلام لله تعالى:
1 - فذهب بعضهم إلى إثبات الكلام لله تعالي.
2 - وذهب بعضهم إلى إنكار ذلك.
ولهم اختلافات كثيرة في مسائل دقيقة من مسائل الصفات والعقائد، لا يستدعي المقام الدخول في تفاصيلها ,
وأهم ما أود التنبيه عليه هو أن أبرز سمات هذه الطائفة في باب الأسماء والصفات تظهر في:
1 - إنكارهم الصفات وتعطيلها. 2 - أنهم بنوا آراءهم ومعتقداتهم في أصول خمسة.
الفصل الخامس
الأصول الخمسة للمعتزلة بيانها، والرد عليها
أ - أما الأصل الأول وهو التوحيد: فإنهم يقصدون به البحث حول صفات الله عز وجل وما يجب لله تعالي وما لا يجب في حقه.
الرد عليهم: فإن السلف رحمهم الله يثبتون صفات الله عز وجل كما جاءت في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل، مع معرفتهم بمعانيها وتوقفهم في بيان كيفياتها، والله عز وجل له ذات لا تشبه الذات ولا يعلم أحد كيفيتها، وصفاته كذلك ثابتة على ما يليق بذاته جل وعلا ((?ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها - يعني قوله تعالى: ?سميعا بصيرا (ويضع أصبعيه، قال أبو يونس: وضع أبو هريرة إبهامه على أذنه والتي تليها على عينية،
وهذا زيادة تأكيد في إثبات صفات الله تعالي وصفاته عز وجل قديمة قائمة بذاته زائدة على الذات، على التفضيل الصحيح عند السلف، لا كما ترى الفرق المخالفة للحق بأنها ذاته وليست بزائدة على الذات، لكي يتم لهم نفي الصفات مطلقا بزعم نفي التجزؤ أو التركيب أو تعدد القدماء وهو زعم باطل.
2 - الأصل الثاني للمعتزلة: العدل: يريدون بالعدل ما يتعلق بأفعال الله عز وجل التي يصفونها كلها بالحسن ونفي القبح عنها – بما فيه نفي أعمال العباد القبيحة عن الله عز وجل رضاء وخلقا، لأن ذلك يوجب نسبة الفعل القبيح إلى الله تعالى وهو منزه عن ذلك لأن الله تعالى يقول: ?والله لا يحب الفساد (وفى هذا الفهم الخاطئ يقول القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة: " أفعال العباد غير مخلوقة فيهم، وأنهم هم المحدثون لها.
ولهم في هذا الباب شبه كثيرة وجدال عقلي.
ومن تلك الشبه:
أن إثبات خلق الله تعالي لأفعال العباد فيه نسبة الظلم والجور إليه تعالى والله منزه عن ذلك.
ومنها آيات كثيرة في القرآن الكريم يستدلون بها، منها قول الله تعالي:
¥