[تفريغ لشريط ممتع جدا بعنوان: إنا خلقنا الانسان. للشيخ يوسف الغفيص]
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 09:47 ص]ـ
إنا خلقنا الانسان
للعلامة المتفنن يوسف الغفيص – بارك الله في عمره –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه واله ومن والاه وبعد:
هذا تفريغ لشريط قيم جدا للشيخ يوسف الغفيص – حفظه الله – وقد ألقى هذه المحاضرة بمسجد مكة المكرمة بتاريخ 11 - 12 - 1424 هـ وكان عملي في التفريغ كالآتي:
- فرغت المادة حرفيا ولم أتصرف في شيء إلا في صيغة الصلاة والسلام على رسول الله فقد اعتمدت في كل مرة (صلى الله عليه وعلى اله وسلم)
ملحوظة 1: الشريط ابتدأ من دون مقدمة
ملحوظة 2: ذكر الشيخ فائدة وردا عزيزا على من كان ديدنه واشتغاله تجريح الناس وقد أشرت لها باللون الازرق
اسأل الله تعالى أن يهدينا الى الانصاف والوسطية ويغفر لنا
قال الشيخ حفظه الله:
......... ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (إن جميع الحدود التي شرعت المقصود منها إقامة العدل بين الناس وليس المجازاة والدليل على هذا انك ترى كثيرا من الكبائر والموبقات ما فيها حدود في الدنيا الغيبة ما فيها حد في الدنيا النميمة ما فيها حد في الدنيا الربا ما فيها حد في الدنيا مع أن الله يقول {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} البقرة279 ومع ذالك صاحب الربا لو جمع الربا ليل نهار يقال إنه فاعل لكبيرة لكن أن تقطع يده أو يقطع رأسه لا يكون ذالك، إنما شرعت هذه الحدود على هذه الذنوب إقامة للعدل بين الناس
فإن قال قائل هل يمكن أن هذه الكبائر وحدها هي التي تسبب إسقاط نظام العدل والحقوق بين الناس، قد تكون بعض الذنوب التي ما نص أن لها حد قيل هذا داخل في حد الحرابة أو داخل في باب التأديب
ولهذا نرجع إلى مقدمة حديثنا أيها الاخوة عند ذكر الله لقوله سبحانه {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} الإنسان2 أيها الاخوة لنكن جميعا نقف مع بعض الايات ونجمع بعض الصفات التي وصف الله بها الانسان
قال الله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ} الأحزاب72 لاحظ في صفة هذا الانسان قال {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} الأحزاب72 لم يقل ظالما بل قال {ظلوما} وهذه صيغة مبالغة {جهولا} أي أنه كثير الظلم كثير الجهل، هذه الطبيعة أيها الاخوة موجودة في من؟ هل هي موجودة في المسلمين أو في الكفار؟ هذه الطبيعة موجودة كامنة نقول كامنة لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليس ظلوما الصحابة تخلصوا من عامة الظلم ومن عامة الجهل وإن كان لا يعصم الا المعصوم من الرسل لكن الظلم والجهل هو طبيعة كامنة في نفس كل إنسان الا من اختصه الله واصطفاه من الرسل
هذه الصفات نتحدث الان عن الصفات الكامنة في نفس كل واحد منا في نفسي وفي نفسك وفي نفس أي شخص مسلم كان أو كافر برا أو فاجرا كامن في نفسه أنه ظلوم كامن في نفسه انه جهول
من صفات الانسان العجلة قال الله تعالى {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} الأنبياء37 هذا الوصف كأن مادة العجل خلق منها الانسان مع أن الامر ليس كذالك لايوجد مادة في السماء ولا في الارض اسمها مادة العجل لكن قال الله تعالى {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} الأنبياء37 وكأن هذه مادة كونت هذا الانسان أو كوّن منها هذا الانسان
إذن يجب أن ندرك إدراكا جازما أن العجلة كامنة في نفس كل واحد منا وأنه من الطبيعي جدا أن تكون كثير من مواقفهم خاصة أو العامة ...... بمادة من هذه العجلة التي كأنها هي مادة هذا الانسان
من صفات الانسان الهلع، ومن صفات الانسان أنه ينسى {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} الإسراء83 ومن صفات الانسان النسيان المحض {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ} طه115
ومن صفات الانسان أنه ليس له عزم على التمام {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} طه115
¥