تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المناظرة الصغرى في إثبات صفة اليدين لله تعالى بين سلفي وأشعري]

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 11:44 م]ـ

[المناظرة الصغرى في إثبات صفة اليدين لله تعالى بين سلفي وأشعري]

السلفي: أتثبت لله تعالى اليدين كما أثبت ذلك لنفسه في قوله (بل يداه مبسوطتان) وفي قوله رسوله صلى الله عليه وسلم (كلتا يديه يمين)؟

الأشعري: نعم، أثبت له يدين، وأقول: إن اليد بمعنى القدرة.

السلفي: إذن لله قدرتان لأنك تثبت بنص القرآن له يدين!

الأشعري: بل له قدرة واحدة فتوحيد صفاته يقتضي أنه ليس له صفتان من نوع واحد كما قرر ذلك أئمتنا ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)).

السلفي: وأي شيء أفادت التثنية لليد التي بمعنى القدرة عندك!

الأشعري: أفاد ذلك توكيد المعنى.

السلفي: هذا مما لا نظير له في استعمال العرب اللغوي، وينفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم (كلتا يديه يمين) فإنه أثبت له يدين وأن كلتيهما يمين ويتعذر مع هذا البيان أن يكون له قدرتان كلتاهما يمين، أو له قدرة كما زعمت ثم يكون مناسبًا الاستطراد النبوي (كلتا يديه يمين!)، وكذلك قوله تعالى في خلق آدم: (لما خلقت بيدي) فلو كانت اليد هي القدرة لما خص آدم بأنه مخلوق بها إذ كل مخلوق فهو بقدرته سبحانه وتعالى.

الأشعري: إن كان آدم قد خلق بيد الله فإن سائر الخلق قد خلقوا بكلامه ولا تشريف لمخلوق بصفة على مخلوق بصفة آخرى.

السلفي: بل التشريف حاصل لآدم لأنه دون غير مخلوق بيدي الله تبارك اسمه، وغيره خلق بكلامه سبحانه وهذا تخصيص تشريفي ووجهه واضح وجلي.

ثم إن آدم كذلك مخلوق بكلامه تبارك وتعالى كما قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).

الأشعري: أقلني من القول بأن اليد بمعنى القدرة.

السلفي: أقلتك، وأخبرني بأي معنى هي!

الأشعري: هي بمعنى النعمة.

السلفي: واليدان هما النعمتان، ولكنهما أي نعمتين؟

الأشعري: نعمتا الدنيا والآخرة، أو نعمتا الدنيا الظاهرة والباطنة، أو نعمتا المطر والنبات التان بهما سائر النعم.

السلفي: هذا المعنى حصلته بضرورة أم بنظر؟

الأشعري: بنظر.

السلفي: فأنت على يقين بصحته أم على ظن.

الأشعري: على يقين بعدم خروج الصحة من أحد تلك المعاني، وكل بمعنى بمفرده فأنا على ظن من صحته.

السلفي: فمن اعتقد معنى من تلك المعاني يكون على يقين من صحته في نفسه، وتبرأ بذلك ذمته من تعظيم النص وإثبات الصفة أم لا؟

الأشعري: يكون على ظن، وتبرأ ذمته إن شاء الله.

السلفي: ولكن طريق العلميات هو طريق اليقين دون الظن، وتشوف الشارع إلى الاجتماع فيه دون التفرق ولا مرجح للاجتماع على معنى دون آخر. فلا مرجح للقدرة على النعمة ولا للنعمة على القوة ولا للقوة على القدرة، وتفسير اليد بالقدرة أو بالقوة أو بنحوهما من الصفات متعذر لتعذر اجتماع صفتين لله من نوع واحد، وتفسيره بالنعمة غير منضبط كما تقدم فيداخله الظن والاحتمال فيباين جادة اليقين التي هي مسلك الكلام في العلميات بل وأعظم العلميات صفات الرب تبارك وتعالى.

قال الفخر الرازي:" صرف اللفظ عن الراجح إلى المرجوح لا بد فيه من دليل منفصل.

وهو إما لفظي أو عقلي:

والأول: لا يمكن إعتباره في المسائل الأصولية لأنه لا يكون قاطعا لأنه موقوف على انتفاء الاحتمالات العشرة المعروفة وانتفاؤها مظنون، والموقوف على المظنون مظنون والظني لا يكتفي به في الأصول.

وأما العقلي: فإنما يفيد صرف اللفظ من ظاهره لكونه الظاهر محالا وأما إثبات المعنى المراد فلا يمكن بالعقل لأن طريق ذلك ترجيح مجاز على مجاز وتأويل على تأويل وذلك الترجيح لا يمكن إلا بالدليل اللفظي والدليل اللفظي في الترجيح ضعيف لا يفيد إلا الظن والظن لا يعول عليه في المسائل الأصولية القطعية فلهذا اختار الأئمة المحققون من السلف والخلف بعد إقامة الدليل القاطع على أن حمل اللفظ على ظاهره محال ترك الخوض في تعيين التأويل" انتهى.

الأشعري: فماذا تقول أنت؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير