تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث: هل الاسم هو المسمى أو غيره]

ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:09 م]ـ

الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله

أما بعد:

فهذا تلخيص في الكلام عن موضوع هل الاسم هو المسمى أو غيره من كتاب

الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود ((موقف ابن تيمية من الأشاعرة)) مكتبة الرشد

لبيان حكمها لعل الله أن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون, إلا من أتى الله بقلب سليم, وقد كان عملي هو تلخيص من الكتاب مع تنسيقها بطريقة سهلة وميسرة لحصول النفع

فيقول الدكتور حفظه اله تعالى وبارك الله فيه (1042/ 3):

((ومن المسائل المشهورة في هذا الباب مسألة هل الاسم هو المسمى أو غيره

والمعروف أن الجهمية حرصوا على تقرير أن الاسم غير المسمى ليسلم لهم مذهبهم الفاسد القائل بخلق القرآن.فقابلهم البعض فقالوا بل الاسم هو المسمى، حتى لا يقال: أن أسماء الله غير الله، وهذا قول بعض المنتسبين إلى السنة.

وقد ذكر شيخ الإسلام عدة أقوال في هذه المسألة، وهي:

1) أن الاسم غير المسمى

وهذا قول الجهمية، الذين يقولون أسماء الله غير الله، وما كان غير فهو مخلوق.

2) التوقف والأمساك عن إطلاق هذه اعبارات نفيا وإثباتا وإن كلا من الإطلاقين بدعة

وقد ذكر هذا الخلال عن إبراهيم الحربي وغيره كما ذكره أبو جعفر الطبري في صريح السنة وعده من الحماقات

ونسب الأشعري هذا القول إلأى بعض أصحاب ابن كلاب

3) أن الاسم هو المسمى

وهذا قول كثير من المنتسبين إلى السنة

مثل أبي بكر عبد العزيز، وأبي القاسم الطبري، واللالكائي، وأبي محمد البغوي في شرح السنة وغيرهم وهو أحد قولى أصحاب أبى الحسن الأشعري وأختاره ابن فورك وغيره

4) والقول الثاني وهو المشهور عن أبي الحسن الأشعري أن الأسماء ثلاثة اقسام

تارة يكزن الاسم هو المسمى كالموجود

وتارة يكون غير المسمى كالخالق

وتارة لا يكون هو ولا غيره كاسم العليم والقدير

5) أن الإسم للمسمى

وهذا قول أكثر اهل السنة لأنهم وافقوا الكتاب والسنة والمعقول

لقوله تعالى ((ولله الأسماء الحسنى)) الاعراف:180

وقال عز وجل ((أياما تدعون فله الأسماء الحسنس)) الإسراء:

110

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (207/ 6)

((وإذا قيل لهم: أهو المسمى أم غيره؟ فصلوا، فقالوا: ليس هو نفس المسمى، ولكن يراد به المسمى، وإذا قيل: إنه غيره بمعنى أنه يجب أن يكون مباينًاله، فهذا باطل، فإن المخلوق قد يتكلم بأسماء نفسه فلا تكون بائنة عنه فكيف بالخالق، وأسماؤه من كلامه، وليس كلامه بائنًا عنه، ولكن قد يكون الاسم نفسه بائنا، مثل أنيسمى الرجل غيره باسم، أو يتكلم باسمه. فهذا الاسم نفسه ليس قائمًا بالمسمى، لكنالمقصود به المسمى، فإن الاسم مقصوده إظهار [المسمى] وبيانه.))

ولقد رد شيخ الإسلام على من قال منهم أن الاسم هو المسمى فقال في مجموع الفتاوى الجزء السادس (192 - 191)

((قلت: لو اقتصروا على أن أسماء الشىء إذا ذكرت في الكلام فالمرادبها المسميات ـ كما ذكروه في قوله: {يَا يَحْيَى} [مريم: 12]،ونحو ذلك ـلكان ذلك معني واضحًا لا ينازعه فيه من فهمه، لكن لم يقتصروا على ذلك؛ ولهذا أنكرقولهم جمهور الناس من أهل السنة وغيرهم؛ لما في قولهم من الأمور الباطلة، مثلدعواهم أن لفظ اسم الذي هو [أ س م] معناه: ذات الشىء ونفسه، وأن الأسماء ـالتي هي الأسماء ـ مثل: زيد وعمرو هي التسميات، ليست هي أسماء المسميات، وكلاهماباطل مخالف لما يعلمه جميع الناس من جميع الأمم ولما يقولونه.

..... وأيضًا، فهم تكلفوا هذا التكليف ليقولوا: إن اسم الله غير مخلوق، ومرادهم أن الله غير مخلوق، وهذا مما لا تنازع فيه الجهمية والمعتزلة. فإن أولئكما قالوا الأسماء مخلوقة إلا لما قال هؤلاء: هي التسميات، فوافقوا الجهميةوالمعتزلة في المعنى، ووافقوا أهل السنة في اللفظ، ولكن أرادوا به مالم يسبقهم أحدإلى القول به من أن لفظ اسم وهو [ألف سين ميم] معناه: إذا أطلق هو الذاتالمسماه، بل معنى هذا اللفظ هي الأقوال التي هي أسماء الأشياء، مثل زيد وعمرو، وعالم وجاهل. فلفظ الاسم لا يدل على أن هذه الأسماء هي مسماه.

ثم قد عرف أنه إذا أطلق الاسم في الكلام المنظوم فالمراد به المسمى، فلهذا يقال: ما اسم هذا؟ فيقال: زيد. فيجاب باللفظ، ولا يقال: ما اسمهذا؟ فيقال: هو هو، وما ذكروه من الشواهد حجة عليهم.

أما قوله: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} ( http://**********:openquran%2818,7,7%29) [ مريم: 7]،ثم قال: {يَايَحْيَى} فالاسم الذى هو يحيى هو هذا اللفظ المؤلف من (يا و حا و يا) هذا هواسمه، ليس اسمه هو ذاته؛ بل هذا مكابرة. ثم لما ناداه فقال: {يَايَحْيَى}. فالمقصود المراد بنداء الاسم هو نداء المسمى، لم يقصد نداء اللفظ، لكنالمتكلم لا يمكنه نداء الشخص المنادى إلا بذكر اسمه وندائه، فيعرف ـ حينئذ ـ أن قصده نداء الشخص المسمى، وهذا من فائدة اللغات وقد يدعى بالإشارة، وليست الحركة هي ذاته، ولكن هي دليل على ذاته))

ويرد شيخ الإسلام على الأشاعرة الذين قسموا الاسماء إلى ثلاثة أقسام فقال رحمه الله في مجموع الفتاوى (201،202/ 6)

((غلطوا من وجه آخر؛ فإنه إذا سلملهم أن المراد بالاسم الذي هو [ألف سين ميم] هو مسمى الأسماء، فاسمه الخالق هوالرب الخالق نفسه، ليس هو المخلوقات المنفصلة عنه، واسمه العليم هو الرب العليمالذي العلم صفة له، فليس العلم هو المسمى، بل المسمى هو العليم، فكان الواجب أنيقال على أصلهم: الاسم هنا هو المسمى وصفته، وفي الخالق الاسم هو المسمى وفعله.

ثم قولهم إن الخلق هو المخلوق، وليس الخلق فعلاً قائمًا بذاته، قولضعيف، مخالف لقول جمهور المسلمين))

وبهذا يتبين أن القول الخامس هو القول الراجح وأن الاسم للمسمى وأنه لابد من الاستفصال عن المقصوود لمن قال أن السم هو المسمى أو غيره.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير