تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دعوة لمناقشة منهجية "أهل القرآن" في التعامل مع النصوص الشرعية]

ـ[هشام مشالي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 11:10 ص]ـ

إشكال صلاح أبو عرفة -وأتباعه الرافعين شعار أهل القرآن- يرجع إلى منهجيته في التعامل مع النص، فها هو يقول في موقعه "أهل القرآن":

(وعلى المُغالين بالاستمساك بسَوْط "العربية" وعلومها، وأشعارها وقبائلها، كشرط جامع مُعنِت "للتدبر والبحث"، بما يُثقل على المقبل على الكتاب فيرتد راجعاً. وكأن كل المتدبرين الصالحين من قبل، كانوا على علم بذلك كله!. عليهم هم أن يجيبونا بماذا نفعت عربية أقحاح قريش كفارَها بعد كفرهم؟. وماذا ضرّت الأعاجم عُجمتهم حين آمنوا. وهل كان أبو سفيان في كفره أعجميا، فتعرّب فآمن؟.")

إن تحليل الفقرة السابقة يضع الأيدي على موضع الخلل:

1 - في أول الفقرة يحارب إحدى طواحين الهواء، التى ابتدعها، فهو لم يذكر من هؤلاء المغالين، ومن رموزهم.

2 - عمل على التنفير من تعلم اللسان العربي بقوله: سوط العربية، مما يضع دعوى الوقوف في وجه الغلو محل شك، ويرتفع هذا الشك إلى مرتبة الظن الغالب بعد قراءة نهاية الفقرة، حيث يتمحض الحديث حول العربية لا الغلو في تعلمها. وينضم إلى ذلك حديثه في دروسه بالعامية ليزيد الطين بلة.

3 - عدم العمق في التفكير سمة بارزة إن أحسنا الظن، وإلا كان تعمد الخلط، يتضح ذلك من اضطراب العلاقات بين العبارات، فلا يجد القارئ علاقة بين كفر الكافر العربي، وإيمان الأعاجم، وبين الحديث عن تعلم العربية كشرط للتدبر؛ فالحديث ليس في باب الإيمان والكفر، وإنما في باب التدبر والفهم.

4 - غاب في حديثه الكلام عن المنهج المعتدل الذي أرسى دعائمه علماؤنا من التضلع بعلم العربية بالقدر الذي يفي بحاجة المسلم لفهم الكتاب، ويبقى على المتخصصين ما ليس على غيرهم.

هذا نموذج لمنهجية التعامل مع النص، وإلا فالأمر يحتاج إلى مزيد دراسة.

فأدعو إخواني من طلبة العلم إلى مزيد من دراسة وتحليل تلك الأفكار والأقوال.

هذا والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير