تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[((وجهة نظر حول)) نشيد بك أستجير]

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 03:22 م]ـ

التَّحْذِيرُ مِنْ قَصِيدَةِ

(الشِّعْرُ .. مَعَ اللهِ وَالذَّرَّةِ)

أَوْ

} نَشِيدُ بِكَ أَسْتَجِيرُ {

مُقَدِمَةٌ

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذه كلمات وجيزة في بيان الأخطاء العقدية والعلمية الواقعة في قصيدة (الشعر مع الله والذرة) ([1]) لإبراهيم علي بديوي ([2])، والتي يلقبها كثير من العامة ب (نشيد بك أستجير)، والتي ذاعت وانتشرت، وسمعها العام والخاص، بل وينشدها كثير من أئمة المساجد، والمنتسبين للدعوة! وكأنه تغبير صوفي في نغمة جماعية تارة، فردية أخرى.

والله الهادي للرشاد.

· فصل في قوله:

إني ضعيف أستعين على قوى ... ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا

(قلت): في قوله (قواكا) نظر، لأن لله تعالى قوة واحدة وليس قوتان كما زعمته بعض الطوائف ولا قوى كما هو ظاهر قول الشاعر هنا.

وشبهة بعضهم التي استخرجها من وقوله تعالى (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) [الرعد:13]-باطلة مردودة على قائلها.

والعلماء في تفسير المحال على أربعة أقوال ([3]):

أحدها: أنه الأخذ، قاله علي.

الثاني: الحيلة: قاله قتادة. الثالث: الحول، قاله ابن عباس. الرابع: القوة، قاله قتادة، ومجاهد وابن زيد.

ولم يقل أحد:إن المحال القوى، وذلك لأن اللفظ مصدر مفرد وليس جمعًا أصلًا، ولذا لما رجح ابن جرير أن ابن عباس وقتادة كانا يقرآن (المحال) بفتح الميم قال ([4]):" فأما بكسر الميم، فلا تكون إلا مصدرًا، من"ماحلت فلانًا أماحله محالا"، و"المماحلة" بعيدة المعنى من"الحيلة"اهـ

· فصل في قوله:

دنياي غرتني وعفوك غرني ... ما حيلتي في هذه أو ذاكا

(قلت):قوله (وعفوك غرني) فيه تقرير لتفسير جهلة الصوفية لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [الانفطار:6]، فيقولون: غرنا عفوه وكرمه، بل ويقولون: إنه تبارك وتعالى لقن المذنب حجته!

وهذا سوء ظن بالله، وفهم خاطئ لمعنى الرجاء، وتعد فاضح للأدب مع الله، وجهل لائح بحكمته في قدره وشرعه.

ولذا قال قتادة رحمه الله ([5]): غر ابن آدم هذا العدو الشيطان.

وقال عمر: غره الجهل، وكذا قال ابن عمر.

وقال ابن كثير ([6]):" قوله: {يَاأَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}؟:هذا تهديد، لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب؛ حيث قال: {الْكَرِيمِ} حتى يقول قائلهم: غره كرمه. بل المعنى في هذه الآية: ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم-أي: العظيم-حتى أقدمت على معصيته، وقابلته بما لا يليق؟ "اهـ

وقال ([7]):" قال البغوي ([8]): وقال بعض أهل الإشارة: إنما قال: {بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} دون سائر أسمائه وصفاته، كأنه لقنه الإجابة.

وهذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل؛ لأنه إنما أتى باسمه {الْكَرِيم}؛ لينبه على أنه لا ينبغي أن يُقَابَل الكريم بالأفعال القبيحة، وأعمال السوء "اهـ

وقال ابن القيم رحمه الله ([9]):" ... وكاغترار بعض الجهال بقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}،فيقول: كرمه! وقد يقول بعضهم: إنه لقن المغتر حجته، وهذا جهل قبيح،وإنما غره بربه الغرور، وهو الشيطان، ونفسه الأمارة بالسوء، وجهله،وهواه، وأتى سبحانه بلفظ الكريم وهو السيد العظيم المطاع الذي لاينبغي الاغترار به، ولا إهمال حقه، فوضع هذا المغتر الغرور فى غير موضعه، واغتر بمن لاينبغي الاغترار به"اهـ

فتبين أن قوله (وعفوك غرني) من الجهل القبيح، والدعوى العريضة الفارغة: دعوى البطالين والمستهزئين بجناب رب العالمين، ولها في سوء الأدب مع الله تعالى، والجهل بحكمته -حظ وافر، ونصيب غير منقوص.

وأما قوله (ما حيلتي في هذه أو ذاكا): يعني به ما حيلتي دنياي التي ذللت لي أن أعصيك، وأقترف مناهيك، وألا أراعي أمرك ونهيك؟ وكذلك ما حيلتي في عفوك المسبغ وستورك المرخاة ونعمك الجزيلة وآلائك الجسيمة العظيمة، التي أنستني بطشك، وحجبت عني مشاهدة حكمتك في خلقك من بطشك بمن تولى عن سبيلك، ورحمتك بمن أناب إلى هديك، وصدقك رسلك؟!

وهذا موهم بقول الجبرية خصماء الله تبارك وتعالى الذين يقول قائلهم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير