تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(فإن الاشتغال بالعلم) وهو العلم المعهود شرعاً ًوهو: التفسير والحديث والفقه وما يخدمهما وما هو آلة لهما.

(من أفضل الطاعات) وأفضل العلوم معرفة الله سبحانه وتعالى؛ لأن العلم يشرف بشرف معلومه ومعرفة الله تعالى واجبة إجماعاً قال تعالى: [قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون] الزمر:10، وقال تعالى: [يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات] المجادلة:11، وروى الشيخان عن معاوية أن النبي (ص) قال: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"، وروى الشيخان عن ابن مسعود أن النبي (ص) قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها" والمقصود بالحسد هنا الغبطة.

وروى مسلم وغيره عن أبي هريرة أن النبي (ص) قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"

وروى الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة أن النبي (ص) قال: "من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة".

(وأولى ما أنفقت من نفائس الأوقات) أي في تعلمه وتعليمه.

(وقد) للتحقيق (أكثر أصحابنا) أي ممن سلك مذهب الشافعي (رحمهم الله) تفاؤلاً برحمة الله تعالى. قال تعالى [والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان] الحشر:10.

(من التصنيف) أي من التأليف وهو جعل الشيء أصنافاً متميزة.

(من المبسوطات) وهي ما كثر لفظها ومعناها.

(والمختصرات) وهي ما قل لفظها وكثر معناها.

(وأتقن مختصر) أي أحكم المختصرات هو كتاب (المحرر) أي المهذب المنقى وسمي مختصراً؛ لقلة لفظه لا لكونه ملخصاً من كتاب آخر.

(للإمام) وهو من يُقتدى به في الدين (أبي القاسم الرافعي) نسبة للصحابي الجليل رافع بن خديج كما هو محكي عن خط الرافعي نفسه وقيل: نسبةٍ لرافعان وهي بلدة من بلاد قزوين حيث أصل قومه.

(ذي التحقيقات) أي صاحب المسائل المحققة بدليلها مع الرد على قوادحها توفي –رحمه الله- سنة ثلاث أو أربع وعشرين وستمائة عن نيف وستين سنة وأما المصنف وهو الإمام النووي فقد ولد بعد وفاة الرافعي بنحو سبع سنين بمدينته نوى وهي قرية من دمشق من قرى حوران (وهو) أي كتاب المحرر (كثير الفوائد) بما حوى من مسائل وتعليقات لم يسبق إليها والمحرر (عمدة في تحقيق المذهب) يعتمد عليه في معرفة ما ذهب إليه الشافعي وأصحابه من الأحكام.

(مُعْتَمَدٌ) أي: يرجع إليه (للفتي) أي المجيب في معرفة حرام الشرع وحلاله بما يرجحه أو يستنبطه (وغيره) أي: وغير المفتي وهو من يستفيد لنفسه أو لإفادة غيره.

(من أولي الرغبات) أي: أصحاب الرغبة في الخير الساعين لحيازة معالي الأمور.

(وقد التزم مصنفه -رحمه الله-) كما صرح بذلك في خطبة الكتاب (أن ينص) في مسائل الخلاف (على ما صححه معظم الأصحاب) أي أكثرهم لأن الخطأ إلى القليل أقرب منه إلى الكثير كما أن نقل المذهب من باب الرواية يرجح بالكثرة قال ابن العطار تلميذ الإمام النووي: إنما يرجع إلى قول الأكثر إذا لم يظهر دليل بخلافه؛ لأن العادة تقضي بأن الخطأ إلى القليل أقرب (ووفي) أي الرافعي رحمه الله (بما التزمه) حسب ما ظهر للمصنف في وقته وينافي ذلك أنه استدرك عليه بعض الأمور (وهو) أي ما التزمه (من أهم) المطلوبات (أو) بل هو (أهم المطلوبات) لمن يريد الراجح في المذهب لأن الراجح في المذاهب هو الأهم لمن أراد الإحاطة بالمدارك كما أنه الأهم لمن أراد الإفتاء والعمل وعليه خالف الشافعيُّ وأصحابُه في مسائل عديدة أكثر العلماء.

(لكن) أراد الإجابة على السؤال. إذا كان المحرر بهذه الكمالات فلماذا اختصرته؟ فأجاب على ذلك بإبداء عذرين أولهما (في حجمه كَبِرٌ) اقتضى أن يعجر (عن حفظه أكثر أهل العصر) الراغبين في حفظ مختصر في فقه الإمام الشافعي عن ظهر قلب (إلا بعض أهل العنايات) أي أصحاب الاهتمام والجد من أهل العصر فإنهم لا يعظم عليهم حفظه فأردت أن يعم العلم وينتشر وذلك بأن يكثر الحافظون لمختصر في فقه الإمام الشافعي رحمه الله.

(فرأيت) بسبب ما تقدم (اختصاره) مستوعباً لمقاصده بحسب الإمكان (في نحو نصف حجمه) أي قريباً من نصف حجمه بزيادة أو نقص. (ليسهل حفظه) على من رغب في ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير