وقال الحاكم: إذا قال الشافعي: أخبرنا الثقة عن حميد الطويل فإنما يريد بالثقة إسماعيل بن عُلَيَّة.
شرح مقدمة المصنف
(بسم الله الرحمن الرحيم) أي أبتدئ وأفتتح بالبسملة
(الحمد لله) والحمد لغة الوصف بالجميل وعرفاً فعل ينبئ عن تعظيم المنعم لإنعامه وقد بدأ المصنف بالبسملة ثم بالحمد اقتداء بالكتاب العزيز وعملاً بالخبر "كل أمر ذي بال لايُبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع". رواه أحمد والبيهقي وعبد القاهر الرهاوي عن أبي هريرة, وحسنه ابن الصلاح والتقوى وصححه ابن حبان أي أن كل أمر مهم لا يبدأ فيه بالبسملة فهو ناقص غير تام.
(البر) أي المحسن وقيل الصادق في وعده.
(الجواد) والجواد هو كثير العطاء.
(الذي جلت) أي عظمت واستقرت في النفوس عظمة.
(نعمة) والنعمة لغة: هي مطلق المُلائم للاستعمال قال تعالى: [وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها] لنحل:18.
(عن الإحصاء) أي الحصر والضبط.
(بالأعداد) أي عظمت أن تضبط أو تُعَد بعدد. قال تعالى: [وأحصى كل شيئ عدداً) الجن:28. فالله سبحانه قد عمله من جهة الحصر والضبط بالعدد.
(المان) مشتق من المنة وهي النعمة فهو المنعم تفضلاً منه لا وجوباً عليه أما الحنَّان فهو الذي يقبل على من أعرض عنه. قال تعالى: [لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم] آل عمران:164
(الهادي إلى سبيل الرشاد) أي الموصل إلى طريق الرشد والخير والرشد ضد الغي.
(الموفق) أي المعين (للتفقه) أي التفهم والفقه لغة: الفهم من فَقِه فإن صار الفقه سجية له قيل فَقُهَ والفقه اصطلاحاً: العلم بالأحكام الشرعية العملية الناشئة عن الاجتهاد، وموضوعه: فعل المكلف، وفائدته: امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وغايته: انتظام أمر المعاش والمعاد مع الفوز بكل خير دنيوي وأخروي.
(في الدين) وهو ما شرعه الله سبحانه لعباده من الأحكام.
(من لطف به) أي أراد له الخير وسهله عليه بما منَّ عليه من الفهم التام
(واختاره) أي اصطفاه (من العباد) أي من الناس أشار بذلك إلى قول النبي (ص) "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" رواه الشيخان عن معاوية وفي رواية القطيعي في جزئه بسند صحيح عن ابن مسعود "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ويلهمه رشده"، وأورد صاحب الإحياء أن النبي (ص) قال: "قليل من التوفيق خير من كثير من العلم".
(أحمده) أي أصفه بجميع صفاته إذ كل منها محمود والاهتمام بجميعها أبلغ في التعظيم.
(أبلغ حمد) أي أكمله من حيث الإجمال لا التفصيل؛ لأن البشر جميعاً عاجزون عن ذلك فمن دعائه (ص) "لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك" رواه مسلم.
(وأكمله) أي أتمه وقالوا: الإتمام غير الإكمال مستندين إلى قوله تعالى [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً] المائدة:3 فالإكمال لإزالة العوارض مع تمام الأصل والإتمام لإزالة نقص الأصل.
(وأزكاه) أي أطيبه وأكثره نماءً
(وأشمله) أي أعمَّه
(وأشهد أن لا إله) أي لا معبود بحق (إلا الله)
(الواحد) في ذاته وصفاته فلا تعدد له بوجه ولا نظير له بوجه وكذلك في أفعاله [ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر على ترى من فطور] الملك:3
(الغفار) أي الستار لذنوب من شاء من عباده فلا يؤاخذهم بها.
(وأشهد أن محمداً عبده) وصفه بالعبودية؛ لأنه ليس للمؤمن صفة أتم ولا أشرف من العبودية [سبحان الذي أسرى بعبده] الاسراء:1، [فأوحى إلى عبده ما أوحى] النجم:10 [نزّلَ الفرقان على عبده] الفرقان:1
(المصطفى) أي المستخلص من الصفوة. روى مسلم عن واثلة أن النبي (ص) قال "إن الله تعالى اصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم".
(المختار) من العالمين فهو أفضلهم بنص الكتاب [كنتم خير أمة أخرجت للناس] آل عمران:110 إذ أن كما الأمة تابع لكمال نبيها [فبهداهم اقتده] الأنعام:90 روى أحمد وابن ماجة والترمذي بسند حسن عن أبي سعيد أن النبي (ص) قال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم ومن دونه إلا تحت لوائي وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر".
(أما بَعْدُ) بالبناء على الضم لحذف المضاف إليه وهي للانتقال من أسلوب إلى آخر وكان الرسول (ص) يأتي بها في خطبه. قيل وأول من قال بها داود عليه السلام ..
¥