تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد نص الفقهاء وشراح كتب الحديث، على استحباب تحنيك الصغار، هذا واني لم اقف على نص عندهم في استحباب ان يكون التحنيك بماء زمزم، والاستدلال باثر عطاء المتقدم في اول المسألة ظاهر، وان كان مرسلاً، لكن يؤيده ايضاً عموم النصوص الواردة في الحث على استعمال ماء زمزم في الشرب منه، والاستشفاء به، والوضوء به وغيرها، فهذا العموم يشمل استحباب تحنيك الاطفال بهذا الماء المبارك، اذ الحِكمَة من التحنيك بماء زمزم هي: ان يكون من اول ما يتغذى به الطفل، وينبت عليه جسده، وان ينبت هذا الطفل نباتا حسناً باذن ربه سبحانه تعالى.

آداب شرب ماء زمزم

ان لشرب ماء زمزم آداب عديدة، نص عليها الائمة الابعة، واصحاب المناسك، وهي سبعة، اذكرها مع بيان ادلتها فيما ياتي:ـ

اولاً: استقبال القبلة.

ثانياً: ان يشرب على ثلاثة انفاس، فيفصل الشارب فمه عن الاناء ثلاث مرات ويشرب في ثلاث مرات، فقد ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتنفس في الشراب ويقول: انه اروى وابدأ وأمرأ))

في رواية اخرى يرويها الامام ابو داود هي بزيادة: ((أهنأ)).

ويكره النفخ في الاناء عند الشرب؛ لان النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن ذلك الفعل.

ثالثاً:ـ التسمية عند الشرب لكل مرة.

رابعاً:ـ حمد الله تعالى ((الحمد له)) عند الانتهاء من الشرب في كل نفس.

خامساً: ـ الشرب باليد اليمنى، لامره صلى الله عليه وسلم بذلك، ولنهيه صلى الله عليه وسلم، عن الشرب بالشمال، فان الشيطان يأكل ويشرب بشماله لقوله صلى الله عليه وسلم: ((اذا اكل احدكم فليأكل بيمينه واذا شرب فاليشرب بيمينه فان الشيطان ياكل بشماله ويشرب بشماله))، وهذا الادب آكد من غيره.

سادساً: ـ الاكثار من شرب ماء زمزم والتضلع منه قدر المستطاع.

ودليل ما سبق من الاداب، ما روي عن فعله صلى الله عليه وسلم، وما علَّم به ابن عباس رضي الله عنهما، الرجل الذي اراد ان يشرب من زمزم.

اما فعله صلى الله عليه وسلم: ((فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في صُفَّة زمزم، فأمر بدلو، فنزعت له من البئر، فوضعها على شفة البئر، ثم وضع يده من تحت عَرَاقي الدلو، ثم قال: بسم الله، ثم كرع فيها، فأطال، ثم أطال، فرفع رأسه فقال: الحمد لله، ثم عاد، فقال: بسم الله، ثم كرع فيها، فطال، وهو دون الاول، ثم رفع راسه فقال: الحمد لله، ثم كرع فيها، فقال: بسم الله، فاطال، وهو دون الثاني، ثم رفعه راسه، فقال: الحمد لله، ثم قال صلى الله عليه وسلم: علامة ما بيننا وبين المنافقين: لم يشربوا منها قط حتى يتضلعوا)).

واما تعليم ابن عباس رضي الله عنهما للرجل، ((فعن عبد الرحمن ابن ابي مُلَيكة قال: جاء رجل الى ابن عباس، فقال له: من اين جئت؟ فقال: شربتُ من زمزم، فقال له ابن عباس: أشربتَ منها كما ينبغي؟ قال: وكيف ذلك يا ابن عباس؟ قال: اذا شربت منها فاستقبل القبلة، واذكر اسم الله، وتنفس ثلاثاً، وتضلع منها، فاذا فرغت، فاحمد الله عز وجل، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: آية ما بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم))

سابعاً: ـ الدعاء عند شربه، حيث ان الدعاء عند شربه مظان اوقات الاجابة فليحرص الشارب لماء زمزم المبارك، ان يسأل الله تعالى عند شربه من خيري الدنيا والاخرة.

ومن اجمع الادعية عند شرب ماء زمزم، ما دعا به ابن عباس رضي الله عنهما، وما علمه لغيره، وهو كما روى الفاكهي، ((عن ابن ابي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: انه رأى رجلاً يشرب من ماء زمزم، فقال: هل تدري كيف تشرب ماء زمزم؟ فانزع دلواً منها، ثم استقبل القبلة، وقل: بسم الله، وتنفس ثلاثاً حتى تضلع، وقل: اللهم اني اسالك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء)) وهذ الدعاء كان يدعو به هو رضي الله عنه.

حكم الاغتسال،وازالة الحدث الاكبر، وتطهير النجاسة بماء زمزم

ذهب الائمة الاربعة، الى جواز الاغتسال بماء زمزم لازالة الحدث، الا رواية عن الامام احمد بكراهته، والمذهب المفتى به عند الحنابلة الجواز، وقال الشيخ ملا علي القاري من الحنفية في مناسكه: ((لا ينبغي ان يغتسل به جنب))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير