تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهـ?ذا الأخير هو قول السلف وهو الصحيح.

وهنا لم يكن خير الأقوال وسط؛ لأن الوسط مذهب الأشاعرة ومن ذهب مذهبهم، يقولون: إن الله يُحَب ولا يُحِبُّ لماذا؟ يقولون: لأن المحبة ميل الإنسان إلى? ما ينفعه أو يدفع الضرر عنه، وهـ?ذا لا يليق بالله عز وجل؛ ولكن قولهم هـ?ذا قياس فاسد في مقابلة النص أيضا، فهو فاسد في ذاته وفاسد لمصادمته النص.

أما قولهم: إن الإنسان لا يحب إلا ما يلائمه ويدفع عنه الضرر أو يجلب له النفع. فهـ?ذا ليس بصحيح، فإن الإنسان قد يحب بعض المواشي وبعض السيارات، يحب سيارته هـ?ذه أحسن من الثانية، يحب القلم هـ?ذا أكثر من الثاني، يحب كتابه هـ?ذا أكثر من الثاني، بدون أن يكون هناك ملاءمة، لا ملاءمة بين الإنسان وبين الجماد.

ثانيا نقول: هـ?ذه المحبة التي قلتم هي محبة المخلوق، أما الله عز وجل فإن محبته ثابتة بدون أن يكون محتاجا لمن ينفعه أو يدفع الضرر عنه أو يلائمه -لأنه من شكله- أو لا يلائمه.

2 - ومن فوائد الحديث القدسي هـ?ذا أن الناس يتفاضلون في محبة الله لهم، لقوله: (أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ).

مسألة: وما هي القاعدة العامة في تفاضل الناس في محبة الله؟

القاعدة العامة اتباع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكل من كان أتْبع لرسول الله فهو أحب إلى? الله، الدليل ?قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ? [آل عمران:31]، والحكم إذا عُلق بوصف ازداد قوة بقوة ذلك الوصف.

3 - ومن فوائد الحديث استحباب المبادرة بالفطر لقوله: (أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا).

إذا قدر أنه أذّن أو أنه غابت الشمس، وأنت ليس عندك ما تفطر به ماذا تصنع؟ تنوي بقلبك. وقال بعض العامة تمص إصبعك، وقال بعضهم: لا، أدخل طرف الغطرة في فمك ثم بله بالريق ثم أخرجه ثم رده ومصه؛ عملية لأنه إذا انفصل الريق ثم عاد صار مفطّرا، وقالوا: دليل ذلك أن الفقهاء يقولون: لو أنك تسوكت بالسواك ثم أخرجته وفيه ريق، ثم أعدته إلى? فمك ومصصته وبلعته فإنك تفطر؛ لأن الريق لما انفصم صار له حكم الأجنبي، بناء على ذلك يقول: أدخل إصبعك في فمك ثم أخرجها ثم أعدها وامصصها، ه?ؤلاء أفقه من الأولين، أما الأولون فلا حظ لهم في ذلك.

إذا لم تجد شيئا فلا تتكلّف تكفي النية.

لو أنه أذن وأنت تتوضأ، هل تشرب أو تطلب من يأتي لك بتمر؟ الظاهر أنه إذا كان قريبا فإن التمر أفضل؛ لأن عين التمر -كما سيأتينا- أفضل من الماء.

الريق يقولون: يفطر، وأنا في شك من هـ?ذا؛ لأنه لا يقال: إن هـ?ذا الرجل أكل أو شرب، وأي فرق بين الريق إذا جمعته في فمك وبلعته أو حطيته في السواك ثم رديته؟ لا تجد فرقا بيّنا، ولكن على كل حال الإنسان يجب أن يحتاط في هـ?ذه الأمور، وإذا أخرج السواك وفيه بلل فعليه أن يعصره قبل أن يدخله مرة ثانية، وإلا إذا أدخله لا يمصه.

ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[31 - 08 - 07, 09:33 م]ـ

[الحديث العاشر]

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي اَلسَّحُورِ بَرَكَةً)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

[الفوائد]

من بركات السحور:

1 - امتثال أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوله: (تَسَحَّرُوا)، وكل شيء تمتثل به أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل أمر الله ورسوله فإنه بركة وخير، ولهذا جرب نفسك عندما تفعل العبادة وأنت تستحضر أنك تفعلها امتثالا لأمر الله تجد فيها من اللذة والانشراح والطمأنينة والعاقبة الحسنة ما لا يوجد فيما إذا فعلتها على أنها مجرد شيء واجب، وجربوا هـ?ذا وأرجو أن يكون منا على بال دائما، أننا نفعل العبادة على أن ذلك امتثال لأمر الله ورسوله؛ حتى نجد لذتها وأثرها على القلب وعلى الجوارح.

2 - من بركته أن فيه حفظا لقوة النّفس وقوة البدن؛ لأن النفس كلما نالت حظّها من الأكل والشرب استراحت، وكذلك البدن كلما نال حظه من الأكل والشرب نما وبقيت قوته؛ ولهذا يكره للإنسان أو يحرم أن يصلي بحضرة الطعام يشتهيه؛ لأن ذلك يوجب تشويش قلبه وانشغال ذهنه.

3 - ومن بركته أن فيه عونا على طاعة الله؛ لأنك تأكله لتستعين به على الصيام، وهـ?ذا لا شك أنه بركة، فكل شيء يعين على طاعة الله فإنه خير وبركة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير