غرضي بهذه الفائدة ما يترتب عليها من الأمر العظيم وهو إبطال ما كان عليه أهل الكلام من الإيرادات الباطلة التي يريدون أن يتوصلوا بها إلى? تعطيل أسماء الله وصفاته، في قولهم: لو كان كذا لزم كذا، وما أشبه ذلك من الأشياء التي يقولونها يتوصلون بها إلى? إبطال ما وصف الله به نفسه أو سمى به نفسه، فيقال: أين الصحابة عن هـ?ذه الإيرادات التي أوردتم، هل هم ما فهموها أو إيش؟
3 - من فوائد هـ?ذا الحديث إثبات الخصوصية للرسول عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وأن الله تعالى? قد يخصه بأحكام دون الأمة، وهو كذلك وقد ذكر أهل العلم خصائص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كتاب النكاح؛ لأن له في النكاح خصائص كثيرة، فذكروها هناك.
وقالوا: إن الرسول خص بأحكام واجبة وهي ليست واجبة على غيره، محظورة عليه وهي ليست محظورة على غيره، مباحة له وهي ليست مباحة على غيره، منها الوصال في حقه ليس بمكروه، وفي حق غيره مكروه.
4 - ومن فوائد الحديث أن ما ثبت في حق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو ثابت في حق الأمة إلا بدليل، وجهه أنه لما نهى عن الوصال قالوا: إنك تواصل. وإذا كنت تواصل فلنكن نحن نواصل لأنك أسوتنا، وهـ?ذه قاعدة دلت عليها آيات كثيرة من القرآن مثل قوله تعالى?: ?قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ? [آل عمران:31]، فهو أسوتنا وقدوتنا وإمامنا، وقال تعالى?: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ? [الأحزاب: 21]، فإذن الأصل فيما فعل أنه له وللأمة إلا بدليل، والأصل فيما قال أنه له وللأمة إلا بدليل.
وبهذا نرد على قاعدة ذكرها الشوكاني رحمه الله وهي غريبة عليه مع إمامته وجلالته، وهي أن الرسول إذا ذكر قولا عاما وفعل فعلا يخالف عمومه حمل الفعل على الخصوصية، وهـ?ذا لاشك أنه خطأ؛ لأن قول الرسول سنة وفعله سنة، وإذا كان قوله سنة وفعله سنة وأمكن الجمع بينهما كان ذلك هو الواجب حتى لا نجعل فعله مخالفا لقوله، فلا يمكن أن نرجع أو أن يُسار إلى? الخصوصية إلا بدليل، وإذا أمكن الجمع فهو الواجب.
5 - ومن فوائد الحديث أيضا حسن خلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ـ[الطاعني]ــــــــ[04 - 09 - 07, 02:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي سالم
فقد وضعت بين أيدينا كنزا من كنوز الشيخ العثيمين رحمه الله
وهو كنز لاينفد مهما تناول منه المتناولون
والله أسأل أن يجعل ثواب هذا الجهد في ميزان حسناتك
ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[05 - 09 - 07, 03:07 ص]ـ
****
وفيك بارك الله أخي الطاعني
وخاصة شرحه على بلوغ المرام فهو عجيب،
******
[الحديث الثالث عشر]
وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ اَلزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ, وَالْجَهْلَ, فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))، رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ, وَأَبُو دَاوُودَ وَاللَّفْظُ لَهُ.
[الفوائد]
يستفاد منه فوائد:
** منها الحكمة من الصوم، وأن من أعظم حكمه مع كونه عبادة أن يتجنب الإنسان حال صومه هـ?ذه الأمور الثلاثة، يدخل فيها ترك الواجب لأن ترك الواجب من الزور بلا شك، فيدخل في ذلك يعني يدخل في أنه يجب أن نتجنب هـ?ذا.
** ويستفاد من الحديث أيضا أن لهذه الأشياء الثلاثة أثر بالغ على الصوم لقوله: (فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)؛ لكن هل تبطل الصوم؟ جمهور أهل العلم على أنها لا تبطل، على أنها تحرم ويزداد تحريمها في حالة الصوم؛ ولكنها لا تبطل الصوم؛ إنما ربما تكون آثامها مكافئة لأجور الصوم، وحينئذ يبطل الصوم من حيث الأجر، لا من حيث الإجزاء.
قال الإمام أحمد وقد ذكر له عن بعض السلف أن الغيبة تفطِّر قال: لو كانت الغيبة تفطر لم يبق لنا صوم، صحيح لو قلنا: أن الإنسان إذا اغتاب رجلا فهو كما لو أكل تمرة لكان ما يبقى أحدا صائما صحيح الصوم إلا نادرا؛ لأن كثيرا من الناس اليوم نسأل الله لنا ولهم الهداية لا يبالون بغيبة الناس.
¥