ـ[ابو العابد]ــــــــ[11 - 09 - 07, 07:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[15 - 09 - 07, 03:58 م]ـ
وإياك أخي
[الحديث التاسع عشر]
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ, فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ, فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ, فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اَللَّهُ وَسَقَاهُ)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ()
وَلِلْحَاكِمِ: ((مَنْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ نَاسِيًا فَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلا كَفَّارَةَ)) وَهُوَ صَحِيحٌ.
[الفوائد]
يؤخذ من هـ?ذا الحديث فوائد كثيرة:
أولا جريان النسيان على بني آدم لقوله: (مَنْ نَسِيَ).
وثانيا أن النسيان لا يقدح في الإنسان؛ لأنه من طبيعة الإنسان، ولو كان سببا للقدح لما عُذر به الإنسان.
ثالثا أن ما ترتب على النسيان فلا إثم فيه، يؤخذ من (فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ)، ويتفرع من هـ?ذه القاعدة أن من نسي آية من القرآن فلا إثم عليه، وما ورد في التشديد في من نسي من قرآن إن صح فهو محمول على من نسيه بسبب إعراضه وعدم مبالاته، وأما من نسيه أو شيئا منه لأمر لابد له منه في معاشه ومعاده فإنه لا إثم عليه، وثبت عن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أنه نسي بعض آيات القرآن وذُكِّر بها.
فصلى ذات ليلة وأسقط آية من القرآن فلما انصرف ذكّره بها أبي بن كعب قال: ((هلا كنت ذكرتنيها))، () ومر ذات يوم ورجل في بيته يصلي يتهجّد، فسمعه يقرأ النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فقال: ((رحم الله فلانا لقد ذكرني آية كنت أنسيتها))، () وعلى هـ?ذا فلا لوم على الإنسان فيما نسي من كتاب الله بشرط أن لا يكون ذلك على سبيل الإعراض وعدم المبالاة.
وليس كل خلاف جاء معتبرا ... إلا خلافا له حظ من النظر
فيه خلاف لا نلتفت عليه؛ لكن الخلاف المبني على أدلة تكاد تكون متكافئة حينئذ يحتاط الإنسان، أما إذا تبيّن الحق فإن الاحتياط في اتباع الحق لا في التشديد ولا في التيسير.
كلام الشيخ رحمه الله ليس يعني كل ما وصل إلى? المعدة لا يفطّر لأن ما سمي أكلا وشربا مطلقا حتى ولو كان لا يموع، أو كان لا يغذي هـ?ذا هو الصحيح، وإلا بعض العلماء يقول: إذا ابتلع ما لا يموع أو لا يغذي فإنه لا يفطر، ومثلوا لذلك بأن يبتلع خرزا.
ورأينا حديثا انفرد به ابن ماجه يجب أن نفتش عنه؛ لأن مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حجة في هـ?ذه الأمور فإنه يعتبر فقيه ومحدث.
القول بالعدم ليست مطردة في كل شيء؛ بل ما توفرت الدواعي على نقله ولم يُنقل فإن عدم نقله كنقل العدم، لأنه يقال: كيف هي تذكر أنها فعلت ثم لا تذكر أنه يأمر بالقضاء مع أن الحاجة تدعو إلى? ذلك، الأمر مهم.
من أفطر ناسيا أو جاهلا بالوقت أو بالحكم فلا قضاء عليه ولا كفارة.
ما تقولون في رجل اشترى عنبا لأهله في رمضان، وخرج بالعنب في منديل، ونسي أنه صائم فجعل يأكل هـ?ذا العنب حبة حبة، فلما وصل إلى البيت وإذا لم يبق إلا حبة واحدة في العنقود، قال أهله: كيف تأكل اليوم صيام. قال: ما فيه شيء؛ لكن آكل هـ?ذه وتعمد أكلها، وقال: إن كان هـ?ذه تفطر فهـ?ذا من باب أولى، وإن كان هـ?ذا لا يفطر، فهـ?ذه لا تفطر؟
الآن عالم بأن العنب يفطر، لكن لم يعلم أن هـ?ذه بذاتها في هذه الحال تفطر؛ يعني هو الآن -إلا أن يكون مستهترا- قد يكون مستهترا لكن على حسن الظن به، نقول في الحقيقة: هو متجاوز كان عليه أن يصبر، إذن الذكر موجود الآن هو يعرف أن العنب في الأصل مفطر، إذن فهو عارف.
الفائدة الأولى: أن النّسيان من طبيعة البشر وهـ?ذا معروف.
ثانيا: بيان رحمة الله عز وجل بترك المؤاخذة على النّسيان، فإنّ هـ?ذا من رحمة الله؛ لأنه لما كان النّسيان من طبيعة البشر عفا الله عنه.
ثالثا من فوائد الحديث: أن فعل المحظور مع النسيان لا يترتب عليه شيء؛ وذلك لأن مفسدة المحظور بفعله، فإذا انتفت المفسدة بالنسيان لم يبق هناك أثر لهذا المحظور، بخلاف المأمور فإن ترك المأمور ناسيا لا يُسقطه، ولهذا قال النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فيمن نسي الصلاة: ((من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك)) () لأن فعل المأمور لا تزول مفسدة تركه بالنسيان، إذْ يمكن تداركه وإزالة هـ?ذه المفسدة بقضائه.
¥