يأخذ حكم الأصل لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين يوم القيامة)) فجعل أسفل الأرض كأعلاها، ولذلك قالوا يجوز في الاعتكاف أن تنزل إلى أسفل المسجد بشرط عدم الخروج ويجوز أن تصعد إلى سطح المسجد بشرط عدم الخروج؛ لأن أعلى الشيء يأخذ حكمه ـ وأسفله يأخذ حكمه بناءً على هذا الأصل.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 06:28 م]ـ
وفي باب كراهية البزاق في المسجد, من سنن الترمذي, سئل الشيخ هذا السؤال:
هل يجوز للمصلي إذا حضر مبكراً أن يجلس في منتصف الصفوف وترك تكملة الصف الأول فالأول؟
الجواب:
السُّنة أنه يتم الصف الأول فالأول؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال - كما في الصحيح -: ((ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها)) قالوا: - يا رسول الله - وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: ((يتمون الصف الأول فالأول))، وأما التأخر إذا جاء مبكراً وتأخر عن الصف الأول مع إمكانه أن يصلي فيه، فهذا من الحرمان، فمن حرمان الأجر وعلو المرتبة وعلو المنزلة في الصلاة أن الرجل يتأخر عن الصفوف الأول، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في الحديث الصحيح: ((ولا يزال الرجل يتأخر حتى يؤخره الله)) فإذا كان يتأخر في الحضور يؤخره الله، فما بالك إذا جاء مبكراً وبإمكانه أن يصل، والخير بين يديه ثم-نسأل الله السلامة والعافية- يحرم نفسه هذا الفضل العظيم، ينبغي على المسلم أن ينافس الناس، وأن يتسابق إلى الصفوف الأول، وأن يتسابق إلى رحمة الله ورضوان الله فلا يعلم قولاً ولا عملاً يقرب إلى الله وهو أبلغ في محبة الله ومرضاة الله إلا كان أسبق الناس إليه، وعندها يكون من السابقين السابقين، والسابقون السابقون هم المقربون وهم أصحاب النعيم المقيم ودرجاتهم في أعلى الدرجات في جنات النعيم-جعلنا الله وإياكم بمنه وكرمه وهو أرحم الراحمين-، فمن التسابق في الخير أن المسلم لا يرضى لنفسه أن يكون متأخراً، بل عليه أن يسابق وأن ينافس وهذا حتى إن العلماء-رحمهم الله- قرروا: " أنه لا إيثار في القُرَب "، فبعض الناس إذا أقيمت الصلاة وأمامه فجوه ورأى كبير سن يريد أن يتقدم أو مثلاً إنسان له مكانة أو وجاهة أشر له وقال له: تقدم، لا أبداً ما فيه إثار، لا تزهد في الخير، بل تنافس وتسبق إلى هذه الفجوة ولا تؤثر بها غيرك، حتى اختلف العلماء في الوالدين، وعلى هذا لا ينبغي للمسلم أن يؤخر نفسه عن الصفوف الأول خاصةً إذا قدم مبكراً إلى المسجد، والله - تعالى - أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 06:39 م]ـ
وفي شرحه حفظه الله لباب ما جاء في ((ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى)) في سنن الترمذي , أجاب عن هذه الأسئلة:
السؤال الأول:
إذا اخطأ الإمام في التلاوة فمن أولى الناس برده هل هم من خلفه مباشرة في الصف الأول حتى لا تعلو الأصوات في المسجد فما رأيكم في ذلك؟
الجواب:
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإذا كان وراء الامام من يفتح عليه إذا نسي ويصوبه إذا أخطأ فإنه ينبغي أن يترك الأمر إليه خاصة في صلاة التراويح لأن الغالب أن الأئمة يحتاطون بمن يرد عليهم، وأما من كان بعيداً فإنه سيحتاج إلى رفع صوته ولربما شوش على غيره فينظر فيه وإن لم يرد من وراء الإمام فإنه يرد الأبعد؛ لكن الذي وراء الإمام وهذا مسلك يعرفه القراء وحفظة كتاب الله سبحانه وتعالى أنهم يتركون المجال للأئمة في بعض الأحيان إذا اخطأوا حتى يراجعوا أنفسهم فلربما مر بالآية خطأ، ثم أراد أن يصححها فيرجع مرة ثانية من أجل تصحيحها، فالواجب سكوت الجميع ولا يتكلم أحد إلا إذا وقف الإمام من أجل أن يفتح عليه الغير، أما إذا رجع من أجل أن يرد نفسه إلى الصواب؛ لأن لسانه قد انعقد على هذا اللفظ فهو إذا أخطأ سيرجع لكي يقرأ بقراءته المعتادة فإذا شوش عليه الغير ودخل عليه أثناء تركيزه وأثناء اختلاج الأمر عنده زاده التباساً، ولذلك ينبغي السكوت فيفصل في هذا الأمر.
إذا قرأ الإمام عنده خطأن:
الخطأ الأول: ترك بعض الآية أو ترك آية كاملة.
¥