تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله نعَّارٌ بالبدع وفي رواية عبد الرزاق بسند صحيح أيضاً: (أنه فعل ذلك وهو مستقبل القبلة بعدما سلم)، ونعَّار بالبدع: أي صياح بها.

وكذلك الإمام الشافعي رحمه الله في الأم (1/ 150) رأى أن حديث ابن عباس رضي الله عنه وكذا حديث ابن الزبير رضي الله عنه - وسيأتي ذكره - إنما كان في وقت من الأوقات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم ما استمر العمل عليه، وأنه كان من النبي صلى الله عليه وسلم فقط دون بقية أصحابه وهو إمامهم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما فعله ليتعلَّم الصحابةُ خلفه الأذكار أدبار الصلوات، هذا ما قرره في الأم وقال:" وهذا من المباح للإمام وغير المأموم، قال: وأي إمام ذكر الله بما وصفتُ جهراً أو سراً أو بغيره فحسن، وأختار للإمام والمأموم أن يذكرا الله تعالى بعد الفراغ من الصلاة ويخفيان ذلك، إلا أن يكون إماما يريد أن يُتَعَلَّمَ منه فيجهر حتى يعلم أنه قد تُعُلِّمَ منه، ثم يُسِرُّ ....... وأحسبه إنما جهر قليلا ليتعلم الناس منه ذلك لأنَّ عامة الروايات التى كتبناها مع هذا وغيرها ليس يُذْكَرُ فيها بعد التسليم تهليلٌ ولا تكبيرٌ، وقد يُذكَرُ أنه ذكر بعد الصلاة بما وصفت، ويُذْكَرُ انصرافه بلا ذكر، وذكرت أم سلمة رضي الله عنها مُكثَه ولم تذكر جهرا، وأحسبه لم يمكث إلا ليَذْكُرَ ذِكراً غير جهر" ا. ه كلام الشافعي في الأم، ونقل خلاصة كلام الإمام الشافعي أتباع مذهبه من الفقهاء والمحدثين كالبيهقي والنووي وقووه، وكذا هو وجه عند الحنابلة كما ذكره عنهم ابن رجب في فتحه.

4. جعلوا باب الدعاء والذكر باباً واحداً كلاهما مبني على الخضوع والتذلل والبعد عن الرياء، وهذا إنما يناسبه المخافتة والإسرار لا الرفع والجهر.

5. قالوا: الجهر بالذكر عقب التسليم فيه تشويش من الذاكرين بعضهم على البعض، وفيه كذلك تشويش من الذاكرين على المسبوقين، وهذا أمر ورد النهي عنه على الجملة.

القول الثاني: أنه يسن للمصلي أن يرفع صوته بالذكر (التهليل والتحميد والتسبيح والتكبير)، عقب الصلوات المكتوبة، وهذا قول طائفة من السلف كما ذكره النووي في شرح مسلم، واستظهره ابن رجب في مذهب الإمام أحمد، وهواختيار ابن خزيمة في صحيحه، وابن جرير الطبري - كما نقله عنه ابن حجر في الفتح – واختيار ابن حزم الأندلسي في المحلى، والمتولي من الشافعية –كما نقله عنه ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية – واختيار شيخ الاسلام ابن تيمية - نقله عنه ابن مفلح في الفروع والحجاوي في الإقناع - وهو قول ابن مفلح أيضاً في المبدع، وابن رجب في الفتح والشيخ سليمان بن سحمان - كما في الدرر السنية (4/ 306) - والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين كما في فتاويهما، واستدل أصحاب هذا القول بأدلةٍ منها:

1. ما رواه الشيخان من حديث عمرو بن دينار عن أبي معبد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:" أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته"، وهذا لفظ ابن جريج عن عمرو بن دينار عندهما، وفي لفظ سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عند الشيخين: "كنت أعرف انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير ولمسلم أيضا من طريق ابن عيينة أيضاً:" ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير"،وكلا اللفظين عن ابن عيينة يرويه عنه جمع من أصحابه الحفاظ الأثبات.

2. ما تقدم عند مسلم من حديث عبدالله بن الزبير رضي الله عنه أنه كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ وَقَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ)، ومعنى يهلُّ: أي يرفع صوته ومنه الإهلال بالحج وهو رفع الصوت بالتلبية، وكذا استهلال الصبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير