[تأملات في " الداء والدواء " [1] للمدارسة]
ـ[أبو مجاهد النجدي]ــــــــ[19 - 09 - 03, 08:24 ص]ـ
تأملات
في الداء والدواء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه بعض الوقفات التربوية التي يحسن بالمسلم الوقوف عليها، والتأمل في مقاصدها، ذكرتها لأخذ العبرة والفائدة، وللمدارسة في دواعيها علنا أن ننتفع بها فنعمد على إصلاح أنفسنا، وتهذيب أرواحنا. ولا بد في هذا التهذيب من كبح جماح النفس وكبتها. حتى تروض على طاعة الله وامتثال أمره، ومن جميل ما قيل في ذلك: " النفس تهذيبها تعذيبها ".
فنحن والله لن نعدم العلماء فينا ولكن نفقد وربي من يربي المسلمين على كتاب الله وسنة نبيه ?، نفقد من يأخذ بأيدينا ويربينا على معالي الأمور والأخلاق، فتصفو السرائر، وتزول الشحناء والبغضاء والحسد، فتزكو النفس، ويحي القلب، ويصحو الضمير. وحينئذ حدث عن أخلاق المسلمين ولا فخر.
وهذا الذي أريد من هذه التأملات.
فما هي إلا سوانح خلد، وخواطر عابرة، كم أتمنى من الإخوة الفضلاء. أن ينشطوا في مثل هذه الأمور في القراءة والطلب والحرص على تزكية النفس وتربية النشء الصالح عليها. فهي والله الغاية المحمودة، وهي ما نرجو.
[1]
نيل الخير في التقرب إلى الله
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله (25):
" ولقدْ دلَّ العقلُ والنقلُ والفطرةُ وتجاربُ الأمم _ على اختلاف أجناسِها ومِلَلِها ونِحَلِها _ على أن التقرب إلى رب العالمين، وطلب مرضاته، والبرَّ و الإحسان إلى خَلْقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأضدادُها من أكبرِ الأسباب الجالبةِ لكل شرٍّ، فما استُجْلِبتْ نعم الله تعالى واستُدفِعَتْ نقمتهُ بمثل طاعته والتقرب إليه، والإحسان إلى خلقه. "
قال مقيده _ عفا الله عنه _:
أعلم أخي الكريم _ بلغك الله مرضاته _ أن الناس جميعاً تحب الخير وترضاه، وتكره الشر وتأباه.
ولا يخرج عن هذا الوصف إلا من هو محروم الخير مسلوب الإيمان والعياذ بالله.
فمن جِبِّلة الناس أن تحب الخير وتستكثر منه سواءاً كان من خير الدنيا آو الآخرة. والناس في هذا متفاوتون " إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى " بين مستكثرٍ ومستقلْ.
فينبغي عليك _ حفظك الله _ السعي في مرضات الله تعالى، والتنافس فيها والمسارعة إليها
" وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "
وبقدر مسارعتك في الطاعات، بقدر ما يكون معك من الخير والحسنات، والعكس بالعكس.
واعلم أنك بحاجة إلى زادٍ تستقي منه ليبلغك إلى مطلوبك، ولتنال مرغوبك، وخير معين في ذلك: العلم والمجاهدة وطلب العون من الله.
"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ "
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "
"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ".
إذا لم يكن من الله عون للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 - 09 - 03, 07:37 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الكريم / أبو مجاهد النجدي وفقه الله
جزاكم الله خيراً.
طرح نافع إن شاء الله.
وأعجبني والله قولكم نفع الله بكم:
" فنحن والله لن نعدم العلماء فينا ولكن نفقد وربي من يربي المسلمين على كتاب الله وسنة نبيه ?، نفقد من يأخذ بأيدينا ويربينا على معالي الأمور والأخلاق، فتصفو السرائر، وتزول الشحناء والبغضاء والحسد، فتزكو النفس، ويحي القلب، ويصحو الضمير. وحينئذ حدث عن أخلاق المسلمين ولا فخر. "
جميل أخي، وهو الذي نحتاجه والله.
كم والله نحن بحاجة إلى هذا.
تأمل في الصف، وتأمل بعض أفعال العلماء وطلبة العلم، وتأمل حالهم .. !
العلم ما شاء الله ولا تسل عن العجائب فيه. ولكن .. ولكن ماذا عن الذي استفاده من العلم الذي حويه قلبه. يالله يكاد وربي القلب أن .... !
فتارة تجد بعض العلماء تود القراءة عليه في فن من الفنون، فما أن تسمع الجواب إلا وتقول سبحان: أهذه أخلاق العلماء؟
تأمل حال بعض العلماء في الفتاوي مثلاً واستقبال الآسئلة، تسمع العجب في بعض الأحايين. الكلام بصخب. وعدم الصبر على السائل.
والجواب كيفما كان؟!! وربما لم يشف ما أراد السائل والواقع يصدقه.
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، حين كان يأتيه السائل يقول: ينبغي التفرغ لمثل هذا، لأنه في إقبال على دين االله تعالى. أو كما ذكر رحمه الله.
بل ومن قبله المصطفى تمسكه الجارية والأعراب ويلين لهم بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم هو. الآ فلنقتدي يا قوم.
شاهد القول: أننا بحاجة إلى الأدب والخلق أكثر مما نحن بحاجة فيه إلى العلم، كما قال ابن المبارك رحمه الله
وقال أيضاً:
" كاد الأدب أن يكون ثلثي الدين "
فالله الله أحبتي بأمر التربية، نريد ذلكم العالم الرباني الذي يجمع بين العلم والتربية كما كان النبي صلى الله عليه وسلم.
اغرسوا فينا الأخلاق الفاضلة، والتربية الصالحة، حتى تكون سجية لنا، وتكمن في نفوسنا وفي نفوس النشء الصالح إن شاء الله.
اعتنوا بأصلاح السرائر لتصلح الظاهر.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
" فإذا حسنت السرائر أصلح الله الظواهر " [المجموع 3/ 377]
لِمَ لا نربط العلم بواقعنا وبأخلاقنا وفي تربيتنا وسلوكنا؟
لم لا يكون حالنا في الأخلاق أكلها. ومعلوم فضل الخق الحسن. ولكن .. " الناس كإبل مئة , لا تكاد تجد فيها راحلة "
تنبه مهم:
لا يظن أحد أني أوقع اللوم على علمائنا، معااااذ الله، فكم والله في علمائنا وطلاب العلم من هم شامة في جبين التاريخ، منهم نهلنا، وبهم تصلح أمورنا. ولكن الربانيون منهم قلة.
سلاااااااااااام على أهل العلم الربانيين، كدت أن لا أراهم إلا في كتاب، أو تحت تراب.
والله المستعان.
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبومجاهد حقاً موضوع جدير بالأهتمام.
فواصل بارك الله فيك.
محبكم
أبو العالية
¥