[الإنصاف. يا أهل الحديث. [1]]
ـ[الإنصاف]ــــــــ[18 - 09 - 03, 04:12 م]ـ
الحمدلله وحده.
ذكر الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء:
عن " ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد:
أيهما أعلم صاحبنا أم صاحبكم يعني أبا حنيفة ومالكا؟
قلت: على الإنصاف
قال نعم قلت أنشدك بالله من أعلم بالقرآن قال صاحبكم.
قلت: نعم.
قلت: من أعلم بالسنة قال صاحبكم.
قلت: فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدمين قال صاحبكم.
قلت: فلم يبق إلا القياس والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فمن لم يعرف الأصول على أي شيء يقيس.
قلت (والقائل الذهبي): وعلى الإنصاف
لو قال قائل بل هما سواء في علم الكتاب والأول أعلم بالقياس والثاني أعلم بالسنة وعنده علم جم من أقوال كثير من الصحابة كما أن الأول أعلم بأقاويل علي وابن مسعود وطائفة ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضي الله عن الإمامين فقد صرنا في وقت لا يقدر الشخص على النطق بالإنصاف
نسأل الله السلامة "
السير (8/ 113)
وأقول:
فتأملوا أحبتي في خلق الإنصاف، كم هو والله عزيز.
فليتنا نقيم لهذا وزناً في ردودنا على بعضنا، أو في الكلام على أهل العلم والدعاة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[18 - 09 - 03, 05:31 م]ـ
الحمدلله والصلاة و السلام على رسول الله وبعد:
الأخ الكريم / الإنصاف
وفقه الله ونفع به
أحسنت جزاك الله خيراً.
فالإنصافُ سرٌ عجيب. لا يملكه كل أحد.
ما أتقنه، ما أروعه، ما أحسنه، ما أجمله، فقد ملك الأخلاق قاطبة، كيف وهو العدل بين الأقران. والحاكم بحق بين علماء الزمان.
فلله در من أمسك زمامه، وجعله أمامه.
الله أكبر بالإنصاف. تعرف حقك بلا إسراف ولا إجحاف.
وفيه مسائل:
الأولى: بركة العلم الإنصاف.
يقول ابن عبد البر رحمه الله:
" من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم، ولم يتفهم " [تفسير القرطبي (1/ 286)]
الثانية: الإنصاف في شكر النعم.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره (14/ 162)
" ومن الإنصاف الإقرار بمن أنعم علينا بنعمته والشكر له على إفضاله وتولي الحمد أهله "
الثالثة: هكذا الإنصاف.
حكي ابن عبد البر رحمه الله فقال:
" وأخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن زيد بن ثابت وابن عباس تماريا في صدر الحائض قبل أن يكون آخر عهدها الطواف بالبيت فقال ابن عباس تنفر وقال زيد لا تنفر فدخل زيد على عائشة فسألها فقالت تنفر فخرج زيد وهو يتبسم ويقول ما الكلام إلا ما قلت قال أبو عمر هكذا يكون الإنصاف وزيد معلم ابن عباس فما لنا لا نقتدي بهم والله المستعان " [التمهيد (17/ 270)]
الرابعة: الإنصاف وجمعه من الإيمان.
ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه تعليقاً، عن عمار رحمه الله قال:
" ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان:
الإنصاف من نفسك.
وبذل السلام للعالم.
والإنفاق من الإقتار. "
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في الزاد (2/ 407)
: " وقد تضمنت هذه الكلمات أصول الخير وفروعه فإن الإنصاف وجب عليه أداء حقوق الله كاملة موفرة وأداء حقوق الناس كذلك وأن لا يطالبهم بما ليس له ولا يحملهم فوق وسعهم ويعاملهم بما يحب أن يعاملوه به ويعفيهم مما يحب أن يعفوه منه ويحكم لهم وعليهم بما يحكم به لنفسه وعليها ويدخل في هذا إنصافه نفسه من نفسه فلا يدعي لها ما ليس لها ولا يخبثها بتدنيسه لها وتصغيره إياها وتحقيرها بمعاصي الله وينميها ويكبرها ويرفعها بطاعة الله وتوحيده وحبه وخوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه وإيثار مرضاته ومحابه على مراضي الخلق ومحابهم ولا يكون بها مع الخلق ولا مع الله بل يعزلها من البين كما عزلها الله ويكون بالله ولا بنفسه في حبه وبغضه وعطائه ومنعه وكلامه وسكوته ومدخله ومخرجه فينجي نفسه من البين ولا يرى لها مكانة يعمل عليها فيكون ممن ذمهم الله ... والمقصود أن إنصافه من نفسه يوجب عليه معرفة ربه وحقه عليه ومعرفة نفسه وما خلقت له وأن لا يزاحم بها مالكها وفاطرها .. "
الخامسة: الإنصاف في حق العبيد.
قال ابن قيم الجوزية في المدارج (1/ 464):
" وأما الإنصاف في حق العبيد فأن يعاملهم مثل ما يحب أن يعاملوه به "
والله أعلم.
محبكم
أبو العالية
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 09 - 03, 10:33 م]ـ
قال الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه
قال عمار: ثلاث من جمعهن جمع الإيمان:
الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار.
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري
وقد خرجه – فيما مضى – وبوب عليه باب " إطعام الطعام من الإسلام " وقول عمار فيه زيادة على هذا الحديث بذكر الإنصاف من النفس، وهو من أعز الخصال ومعناه أن يعرف الإنسان الحق على نفسه ويوفيه من غير طلب.
¥