[تلوين (بعض) أحكام التجويد في القرآن الكريم؟]
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[27 - 09 - 03, 04:32 ص]ـ
أخي القارئ الكريم / السلام عليكم، وبعد:
تفضل بقراءة ما يتعلق بهذا الموضوع على هذا الرابط:
وهو في المشاركة السابعة (اضغط هنا) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12495)
والله تعالى من وراء القصد
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[27 - 09 - 03, 09:26 ص]ـ
أخي الكريم الشوكي (مركز السنة النبوية) وفقه الله
أرجو أن يتسع صدرك لما سأقوله وأن تحسن بي الظن، وأن تعلم أني لا علاقة لي من قريب أو بعيد بدور النشر التي تنشر تلك المصاحف الملونة لتعليم التجويد أو القراءات، فلا ناقة لي في الموضوع ولا جمل ولا شاة لي ولا حَمَل، وإنما فقط أردت الدفاع عن تلك المصاحف الملونة المساعدة على تعلم التجويد والقراءات، وذلك لما وجدت من النفع العظيم لتلوين الكلمات التي فيها قراءة أو حكم تجويدي معين بلون مخالف أو وضع خط أو علامة تحتها، من واقع خبرتي في تعليم القراءات سنوات طويلة، فكثير من طلابي يخصصون لكل قراءة مصحفاً ويلونون الكلمات التي فيها مخالفة لحفص بلون مخالف لينتبهوا لها عند القراءة وتحضير الدرس، وقد انتفعوا بذلك كثيراً، وكان لشيخنا الدكتور عباس بن مصطفى أنور المصري _ حفظه الله وبارك في عمره _ وهو من كبار علماء القراءات بمصر مصاحف عديدة ملونة لكل قراءة أو رواية، وأحيانا يجمع قراءتين أو أكثر ويميز بينهما بالألوان، وكان يحضّر منها دروسه.
أخي الكريم:
أرى أنه لا داعي للتشديد والتعصب لرأي في مسألة خلافية بحيث يصبح المخالف لرأيك موصوفاً بـ (الهراء والتزوير والغش والعبث بكتاب الله ولا خلاق له ... ) إلى آخر ما خلعت عليهم من أوصاف.
ثم إني لا أدري ما المقصود بقولك (المجامع القرآنية!) فمن المعروف أن هناك مُجَمَّع الملك فهد (وجمعه على مجمّعات وليس مجامع) وهو معني بطباعة القرآن ولا أعلم أن به لجنة للفتوى، وهناك مشيخة المقارئ، وهذه يؤخذ منها القراءات وعلوم القرآن، ولا تؤخذ منها الفتاوى الفقهية، وعلى كل حال ففتاوى المجامع الفقهية (فضلاً عن المجامع القرآنية!) ليست قرآناً منزّلاً حتى ينعت مخالفها بهذه النعوت.
ومسألة تلوين كلمات في المصحف بلون مخالف لبيان القراءات أو الأحكام التجويدية أو غيرها لا أرى فيها بأساً، فالممنوع هو كتابة كلمات ليست من القرآن في ثنايا الآيات بنفس لون المصحف ونفس خطه بحيث يتوهم أنها من القرآن، بل كان الصحابة رضي الله عنهم يكتبون التفسير في ثنايا المصحف حتى إنه وقع الخلاف فيما يعرف بالقراءات التفسيرية مثل زيادة (متتابعات) وزيادة (في مواسم الحج) هل هي من تفسير الصحابي أم هي قراءة تلقاها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان علماء الضبط يُلحقون بعض الألفات والواوات التي تسهل النطق وهي ليست من رسم المصحف فكانوا يلحقونها حمراء بقدر حروف الكتابة الأصلية ولكن تعسّر ذلك في المطابع فاكتُفي بتصغيرها في الدلالة على المقصود، وراجع في ذلك التقرير الذي كتبه لجنة من كبار علماء القراءات في خاتمة المصحف المطبوع بمجمع الملك فهد، وكما منع التلوين بعض العلماء فقد أباحه آخرون، فالتلوين لا يختلف في شيء عن الشَكل والنَقط وعلامات الوقف والمد وما إلى ذلك، هذه فتوى لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر يقر فيها مصحفاً ملوناً على هذا الرابط:
http://www.dar-al-maarifah.com/ar/azhar.htm
وهذه موافقة الأزهر على مصحف ملون لشركة حرف على هذا الرابط:
http://www.harf.com/Products/ARB/Tahfiz.htm
فسبحان الله! هل هؤلاء المفتون وهذه اللجان كلهم مرتشون! لماذا إطلاق هذه الاتهامات التي لو ثبتت لما جاز إفشاؤها، فما بالك وهي لم تثبت.
وهذه فتوى للعالم الفقيه الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي عضو جميع المجامع الفقهية بالعالم تقريباً فهو عضو بمجمع منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة وعضو مجمع الرابطة بمكة وبمجمع البحوث بمصر وبمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا وبمجمع الهند ورئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه بجامعة دمشق يقول ما نصه: (يقول الله تعالى "ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدكّر" وفي هذا دلالة واضحة على أنّ كل ما يُيَسّر تلاوة القرآن المفروض شرعاً تدبّره وفهم معانيه وإدراكه، والعمل بما جاء فيه، أمر واجب شرعاً على أولي العلم والفقه وتفسير كتاب الله، وإذا كان ترتيل القرآن المجيد واجباً شرعاً على النحو المعروف في علم التجويد، فإنّ كل أسلوب يُسهّل على القارئ معرفة أحكام التجويد والالتزام بها في التلاوة أمر جائز شرعاً، سواء أكانت حروف الطباعة بلون واحد أم بألوان مختلفة، والقراءة الناجحة هي التي ترتسم حروف كلماتها في الذهن، وهذه الطبعة للقرآن المجيد بالألوان تتفق مع تيسير القرآن وترتيله، وتثبت الأحكام في الذهن، فذلك أسلوب معاصر مرغوب فيه ولا ينافي المأثور والرسم المنقول، والله الموفق لدار المعرفة على هذا العمل المبرور).اهـ
وقال شيخ قرّاء الديار الشاميّة محمد كريم راجح في 21 صفر 1412 هـ، بعد أنّ هذا اطلع على مصحف لونت فيه أحكام التجويد (هذا العمل مقبول وإذا لم ينفع لم يضر، ثمّ هو يُذكر ويدل، ولا يغني عن التلقّي من أفواه المشايخ)، كما ذكر الشيخ محي الدين الكردي وهو من كبار علماء القراءات بالشام في 18 صفر 1415هـ أنّه (قد يستفيد من هذا العملِ البعيدُ عن التعلّم والكبير، فإنّهم لا يستطيعون التلقّي).اهـ
وفي الختام فإني أكنّ لأخي الكريم محمد بن حسن الشوكي حفظه الله كل مودة واحترام، وأستفيد من كتاباته، كما أني بالأشواق إلى مشاريعه العلمية التي شوقنا إليها مراراً، أعانه الله على إنجازها، وأعلم أنه كتب ما كتب بدافع الغيرة على كتاب الله، ولكن لا يعجبني اندفاعه الشديد في انتقاد ما لا يروق له، واختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية، وأسأل الله تعالى أن يعفو عنا بمنّه وكرمه.
¥