[وففات نسائية ....]
ـ[كريمة المروزية]ــــــــ[29 - 09 - 03, 09:16 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
أم تعظ ابنتها ..
قالت أم أحمد بنت عائشة بنت أبي عثمان النيسابوري رحمهم الله، قالت لي أمي:
" لا تفرحي بفانٍ. ولا تجزعي من ذاهبٍ. وافرحي بالله عزّ وجلّ.واجزعي من سقوطك من عين الله عزّ وجلّ.
وقالت:
" الزمي الأدب ظاهراً وباطناً، فما أساء أحدٌ الأدب في الظاهر إلا عوقب ظاهراً.
ولا أساء أحدٌ الأدب باطناً إلا عوقب باطناً. "
صفة الصفوة لابن الجوزي رحمه الله (4/ 125)
موعظة للشباب ..
قالت حفصة بنت سيرين رحمها الله تعالى ...
""يا معشر الشباب! خذوا من أنفسكم وانتم شباب فاني رأيت العمل في الشباب ..
وكانت قد مكثت ثلاثين سنة لاتخرج من مصلاها ,,
يستفاد من ذلك:::
1)) أن الحياة الدنيا من زوال الى زوال فان علم هذا علم اليقين سارع المؤمن الى عمل الخيرات وترك المنكرات وبادر حياته قبل موته ...
قال ابن القيم رحمه الله تعالى .. " الخامس عشر التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها فلا يرضى لنفسه ان يتزود منها إلى دار بقائه وخلوده أخس ما فيها وأقله نفعا إلا ساقط الهمة دنيء المروءة ميت القلب فإن حسرته تشتد إذا عاين حقيقة ما تزوده وتبين له عدم نفعه له فكيف اذا كان ترك تزود ما ينفعه إلى زاد يعذب به ويناله بسببه غاية الألم بل اذا تزود ما ينفعه وترك ما هو أنفع منه له كان ذلك حسرة عليه وغبنا
عدة الصابرين ج1 صـ47ـــ
2)) ينبغي على المسلم والمسلمة أن يراعيا الله في جميع حركاتهما وسكناتهما في السر والعلن، ولا يلقوا بالاً للناس فيما ينافي شرع الله فالعبرة بالله تعالى وليس بخلقه ومتى ما تحقق في القلب الفرح بالله وبمراقبته والبحث عن حلاوة هذا كان النعيم إن شاء الله في الدنيا والاخرة، وهذا مراد الأم في نصحها ابنتها رحمهما الله.
3)) لابد من ترك المعاصي ظاهرها وباطنها فكم أزالت من عزاً وأوجبت من عقوبه لعل من أعظم عقوباتها ما يحل في القلب من فساد –
قال ابن القيم رحمه الله تعالى ""فصل
ومن عقوباتها أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله وتضعيف
وقاره في قلب العبد ولابد منه شاء أم أبى ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرء على معاصيه وربما اغتر المغتر وقال إنما يحملنى على المعاصى حسن الرجاء وطمعي فى عفوه لا ضعف عظمته في قلبي وهذا من مغالطة النفس فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد وتعظيم حرمانه يحول بينه وبين الذنوب .... الى آخر ما قال رحمه الله في الجواب صـ46ـــ
4)) وجوب تأديب الولد وتعليمه والأمر بذلك ..
قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) التحريم 6
قال علي رضي الله عنه علموهم وأدبوهم وقال الحسن مروهم بطاعة الله وعلموهم الخير وفي المسند وسنن أبي داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ففي هذا الحديث ثلاثة آداب أمرهم بها وضربهم عليها والتفريق بينهم في المضاجع
وقد روى الحاكم عن أبي النضر الفقيه ثنا محمد بن حموية ثنا أبي ثنا النضر بن محمد عن الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي قال افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله ... تحفة المودود ..
5)) استغلال مرحلة الشباب عند الرجال والنساء، ومعلومٌ أن هذه المرحلة ينبغي حفظ الجوارح فيها ليحفظها الله في الكبر.
كما قال ذلكم الرجل الكبير حين قفز من عالٍ وعوتب على ذلك قال: هذه جوارحنا حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر.
وكذا العلم يأخذ في الصغر ليثبت، وكما هو ملعوم في الأمثال السائرة " العلم في الصغر كالنقش على الحجر " وهذا مجرب وملحوظ. وفي سيرة امامنا الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى شئ من ذلك ..
نفعنا الله تعالى بما نقول ونسمع ..
هذا والله تعالى أعلم ...
ـ[العسقلانية]ــــــــ[30 - 09 - 03, 01:24 ص]ـ
بسم الله والحمدلله وبعد.
أختي الفاضلة / كريمة المروزية وفقها الله
جزاكِ الله خيراً أختي على هذه الفوائد الطيبة.
جعلكِ الله من الداعيات العالمات الفاضلات العاملات.
ومما يستفاد أيضاً مما سبق:
أهمية الأدب في حياة المسلمة والمسلمة، فنحن اليوم نشهد نقصاً ملحوظاً للأسف في الأخلاق والأدب بين جميع طبقات الناس العالم والمتعلم. والرجل والمرأة.
وهذا أمرخطير للغاية، فيجب أن نتحلى بالأدب وحسن الخلق لأن هذه الأمور دعت إليها ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء.
ومن أقوال السلف رحمهم الله في أهميته مما ذكره ابن القيم رحمه الله:
قال ابن المبارك: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منّا إلى كثير من العلم.
وقال أبو حفص _ لما قال له الجنيد: لقد أدّبْتُ أصحابك أدب السلاطين _ فقال: حسن الأدب في الظاهر عنوان حسن الأدب في الباطن، فالأدب مع الله حسن الصحبة معه، بإيقاع الحركات الظاهرة والباطنة على مقتضى التعظيم والإجلال والحياء، كحال مُجالس الملوك ومصاحبهم.
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله:
من تهاون بالأدب عُوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة.
وقال ابن القيم رحمه الله:
وحقيقة الأدب: استعمال الخلق الجميل، ولهذا كان الأدب:
استخراج ما في الطبيعة من الكمال من القوة إلى الفعل.
إلى آخر ما ذكر رحمه الله في ذلك.
أنظر (تهذيب مدارج السالكين للعزي جزاه الله خير، 2/ 707 منزلة الأدب)
والله أعلم
¥