كلام مهمّ للشيخ المليباري ... للمناقشة
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 10 - 03, 02:01 م]ـ
قال (حفظه الله) ضمن إجابته على السؤال رقم 2 من لقاء الملتقى بفضيلته:
"إنّ علم الجرح والتعديل ليس أساساً في التصحيح والتعليل، كما هو الشائع لدى الكثيرين، وإنما جاء هذا العلم بعد التصحيح والتعليل كنتيجة، لقد كان النقاد يستثمرون جهدهم في تصحيح الأحاديث وتضعيفها من أجل معرفة أحوال رواتها وتمييز الثقات من الضعفاء، وتصنيفهم في سلم الجرح والتعديل بدقة متناهية ليكون ذلك معولاً عليه في التصحيح والتضعيف عند الضرورة؛ لذا ينبغي أن لا نتوجه مباشرة -قبل أن نعرف حالة الرواية من حيث التفرد والمخالفة والموافقة- نحو ترجمة كل من ورد في السند من الرواة، وهذا عمل غير منهجي، بل هو عمل مرهق دون فائدة تذكر".
"على الباحث أن يقوم قبل الترجمة بتخريج الحديث تخريجاً علمياً، ليمهد نفسه للمقارنة بين ما جمعه من المرويات لمعرفة مدى الموافقة بين رواة ذلك الحديث أو المخالفة أو التفرد، ثم يقوم بترجمة الراوي الذي خالف أو الذي تفرد بالحديث ... عسى أن يجد فيها ما يساعده على معرفة سبب مخالفته لغيره أو تفرده بما لا يعرفه غيره، وقد يجد نصوص الأئمة صريحة في ذلك أو ما يساعده على فهمه واستنباطه".
"وأما ترجمة كل من ورد في الإسناد بداية دون أن يتأمل في حال الرواية من حيث التفرد والمخالفة والموافقة -كما تعود عليه كثير من المعاصرين- ثم اهتمامه بنقل كل ما ورد في الترجمة من الأقوال فذلك كله يحول بحثه إلى نسخة جديدة من كتب التراجم، وبالتالي يفقد الباحث فرصة التركيز على ما يخدم موضوع بحثه من النقاط العلمية المهمة، والإجابة عما يبحث عنه القارئ، والله أعلم".
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 10 - 03, 02:30 م]ـ
جزاه الله خيراً
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[03 - 10 - 03, 09:39 م]ـ
هذا الكلام ليس صوابا من الأستاذ - سدده الله تعالى - ويرده الواقع، وكذا الضرورةُ الحتمية الملازمة لكل من تعرض للتخريج الاحترافي المنهجي (ويتمثل هذا في بعض الأعمال الكبرى، والدراسات المنهجية الجامعية) ..
وحتى هذه التخريجات المختصرة التي نراها في بعض الأعمال هي نتاج رحلة شاقة مر بها أصحابها، ثم صاغوها في هذه الصورة المختصرة - عدا بعض الأعمال (المنتحلة) -.
بل التقليل من شأن وأهمية هذه (الضرورة اللازمة)؛ يحمل على التكاسل ويحرض على الفتور، مما يعوق طريق الْمَلَكة والحفظ والتي لا سبيل إليها سوى التمسك بضد ما دعا الشيخ إليه،
كما أن هذه الطرح؛ يقطع علائق التيقظ والاشتغال بهذه المادة العلمية (الجامدة)، والتي لا تلين إلا بهذه الممارسة الجادة في الكشف عن التراجم وما يتعلق بها، والتلبس بكثرة الإدمان المتعَاقب ..
ولا يَخفى - على القارئ - الحاجة الشديدة لتحرير كتب التراجم وتخليصها مما اعتراها من التحريف والخلط والإشكالات التي - يعلمها المشتغلون بِهذا الفن -، واقتناص ما يظهر من فوائد السبر والتحرير، وما زال الباحث - إلى يومنا هذا - في أمس الحاجة لهذه الفوائد التي يفرزها أهل البحث والمعرفة من خلال التعامل مع كتب التراجم (على كثرتها وتنوعها)، وكفى بِها فائدة مسوغا لرد هذا القول ..
وربما يصح - ما ذُكر - لو قُيد (هذا الطرح) ببعض المرويات الخاصة المشتهرة لبعض الرواة .. ، وهذا - حينئذ - لا يحتاج للتنبيه عليه وإظهاره في صورة (التقعيد المبتكر) أو (التجديد المنتظر) ... ؛ لأنه الواقع الذي يجده كل باحث في نفسه ... والله أعلم.
وللشيخ أقوال أخرى لا يُشتغل بردها لكونها واضحة الفساد، ومنها قوله:
((وأما ترجمة كل من ورد في الإسناد بداية ... كما تعود عليه كثير من المعاصرين- ثم اهتمامه بنقل كل ما ورد في الترجمة من الأقوال فذلك كله يحول بحثه إلى نسخة جديدة من كتب التراجم)). اهـ
فليتنا - نصبح يوما - ونجد فيه نسخة جديدة محررة نظيفة من كتب التراجم والتاريخ والطبقات ... إلخ؛ فإنه سيكون من أسعد الأيام عند أهل الحديث.
ولا يزال هناك بقية في كلام الشيخ لا تخرج عما تقدم ..
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[03 - 10 - 03, 10:26 م]ـ
الأخ هيثم كثير من الكلام سيكون عاديا لو لم نحطه بهالات الأهمية وشعارات التدقيق.
¥