وعلى هذا يجوز لخطيب الجمعة في البلاد التي لا يعرف أهلها، أو السواد الأعظم من سكانها اللغة العربية أن يخطب باللغة العربية، ثم يترجمها إلى لغة بلاده؛ ليفهموا نا نصحهم وذكَّرهم به، فيستفيدوا من خطبته.
وله أن يخطب بلغة بلاده، مع أنها غير عربية؛ وبذلك يتمُّ الإرشاد والتعليم، والوعظ والتذكير، ويتحقَّق المقصود من الخطبة.
غير أنَّ أداء الخطبة باللغة العربية ثم ترجمتها إلى المستمعين أولى؛ جمعاً بين الاهتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم ; في خطبه وطتبه، وبين تحقيق المقصود من الخطبة خروجاً من الخلاف في ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: عبدالله بن غديَّان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز ابن باز.
@ كما سئلت اللجنة الدائمة أيضاً [فتاوى اللجنة الدائمة (8/ 254 - 255)، الفتوى رقم: (6812)]؛ سؤالاً هذا نصه: " إننا مبتعثون من المملكة العربية السعودية، وإننا نصلي الجمعة في مكان أعددناه لصلاة الجمعة فقط، وليس بمسجد.
وإنَّ الأغلبية من المصلِّين يتكلَّمون العربية، ويوجد قلَّة قليلة لا يتكلَّمون العربية، وهم مسلمون ويصلُّون معنا كذلك.
وإننا اختلفنا فيما بيننا؛ هل تكون الخطبة بالعربية، أم بالإنجليزية؟
علماً أننا في الوقت الحاضر الخطبة تلقى بالعربية، ثم تترجم إلى الإنجليزية كمقاطع؛ أي يخطب السطرين الأوَّلين بالعربية، ثم يترجمها إلى الإنجليزية؛ لذا نرجوا من فضيلتكم التكرُّم بالإجابة - جزاكم الله خيراً -؛ لأننا في أمسِّ الحاجة لمعرفة الحل؟
• فأجابت اللجنة بالجواب الآتي:
ج: إذا كان الواقع كما ذُكِرَ؛ فالخطبة تلقى باللغة العربية، وتترجم للأقلِّيَّة بلغتهم؛ إنجليزية أو غيرها، ويراعى ما هو أصلح للمستمعين في الترجمة؛ من تجزئتها كل مقطع من الخطبة، أو تأخير الترجمة حتى ينتهي من الخطبة، فيفعل ما هو الأنفع للمستمع.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديَّان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن باز.
@ وسُئل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله [فتاوى الشيخ ابن باز (12/ 370)، وهو في موقعه على شبكة الإنترنت على هذا الرابط: http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3357 ] : هل يجوز تفسير خطبة الجمعة للناس إذا كانوا عجميين؛ ليفهموا معناها؟
• فأجاب رحمه الله بقوله: " نعم، يجوز ذلك؛ فيخطب بالعربية ويفسِّر الخطبة باللغة التي يفهمها المستمعون؛ لأن المقصود وعظهم وتذكيرهم وتعليمهم أحكام الشريعة ولا يحصل ذلك إلا بالترجمة.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل به، وأن يهدينا جميعاً وسائر المسلمين صراطه المستقيم، إنه جواد كريم ".
@ وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في رسالةٍ له [فتاوى الشيخ (12/ 371 - 375)، وهو في موقعه على شبكة الإنترنت على هذا الرابط: http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3358 ] : " ... فقد تنازع العلماء رحمهم الله في جواز ترجمة الخطب المنبرية في يوم الجمعة والعيدين إلى اللغات العجمية.
فمنع ذلك جمع من أهل العلم؛ رغبة منهم رضي الله عنهم ; في بقاء اللغة العربية، والمحافظة عليها، والسير على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم؛ في إلقاء الخطب باللغة العربية في بلاد العجم وغيرها، وتشجيعاً للناس على تعلم اللغة العربية، والعناية بها.
وذهب آخرون من أهل العلم إلى جواز ترجمة الخطب باللغة العجمية؛ إذا كان المخاطبون أو أكثرهم لا يعرفون اللغة العربية؛ نظراً للمعنى الذي من أجله شرع الله الخطبة، وهو تفهيم الناس ما شرعه الله لهم من الأحكام، وما نهاهم عنه من المعاصي والآثام، وإرشادهم إلى الأخلاق الكريمة وا لصفات الحميدة وتحذيرهم من خلافها.
ولا شك أن مراعاة المعاني والمقاصد أولى وأوجب من مراعاة الألفاظ والرسوم، ولا سيما إذا كان المخاطبون أو أكثرهم لا يهتمون باللغة العربية، ولا تؤثر فيهم خطبة الخطيب باللغة العربية تسابقاً إلى تعلمها، وحرصاً عليها.
¥