باب الجنة فيفتحها لي؛ أحب إلىَّ، قال: فذاك لك" ().
5 - يقال للمرأة التي فقدت أكثر من ولد وتعزى بـ (ما من امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار).
لما ورد من حديث أبي سعيد الخدري ? قالت النساء للنبي ?: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن، وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة: واثنتين فقال: واثنتين" ().
6 - أن يقول (رحمك الله وآجرك) أو (يرحمه الله ويأجرك)
لما يروى أن النبي ? عزَّى رجلاً فقال:" رحمك الله وآجرك" ().
7 - أن يقول: (آجَرَكَ الله)
هذه العبارة من فقه الإمام البخاري في تراجمه حيث قال في كتاب الإجارة: (باب إذا استأجر أجيراً فبين له الأجر ولم يبين العمل لقوله تعالى:?إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ? إلى قوله:? وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ? يأجر فلانا يعطيه أجرا، ومنه في التعزية آجَرَكَ الله) ().
8 - أن يعزي المصاب بأي لفظ يواسيه به، ويسلي به نفسه، مثل: (أعظم الله أجرك)، أو (أحسن الله عزاءك)، أو (غفر لميتك) أو (جبر الله مصابك) ونحوها.
فقد سبق أن التعزية تحصل بأي لفظ أدى إلى التعزية وإلى المواساة، دون تعيين أيَّاً من هذه الألفاظ، إنما هي لمن أراد أن يقول بها أو بما يقاربها.
مسألة: بماذا يجيب المعزَّى؟
ليس على المعزَّى حرج ولا تعيين، فله أن يرد بما شاء من الألفاظ، كأن يقو ل: (جزاك الله خيراً)، أو (أعظم الله أجركم)، أو (استجاب الله دعاءكم)، وغيرها مما يشعر أنه تقبل التعازي والمواساة.
قال ابن قدامة (ت 620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (بلغنا عن أحمد بن الحسين، قال: سمعت أبا عبدالله () وهو يعزَّى في عبثر ابن عمه وهو يقول: (استجاب الله دعاك، ورحمنا وإياك) ().
مسألة: بما ذا تحصل التعزية؟
تحصل التعزية بأي طريقة مشروعة، وبأي لفظ يحصل به تسلية المصاب ومواساته.
فتحصل باللقاء، وبالمقابلة.
وتحصل أيضا ـ كما في هذا الزمن ـ بالمكالمة الهاتفية.
وتحصل كذلك بالرسائل سواء كانت بريدية، أو إلكترونية.
وتحصل أيضا بالتوكيل: أي توكيل شخص يعزي عنه.
مسألة: هل من السنة في التعزية المصافحة، والمعانقة؟
المصافحة ليست سنة في التعزية ولا التقبيل أيضاً، وإنما المصافحة عند الملاقاة، فإذا لاقيت المصاب وسلمت عليه وصافحته فهذه سنة من أجل الملاقاة لا من أجل التعزية.
فعن أنس بن مالك ? قال: قال رجل: يا رسول الله! الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه؛ أينحني له؟ قال?:" لا" قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال:" نعم" ().
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز (ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عندما سُئل عن حكم تقبيل ومعانقة المعزي قال: (الأفضل في التعزية وعند اللقاء المصافحة، إلا إذا كان المعزي أو الملاقي قد قدم من سفر فيشرع مع المصافحة المعانقة، لقول أنس ?: كان أصحاب النبي ? إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا، والله ولي التوفيق) ().
وقال الشيخ محمد بن عثيمين (ت 1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (ولكن الناس اتخذوها عادة، فإن كانوا يعتقدون أنها سنة فينبغي أن يعرفوا أنها ليست بسنة، وأما إذا كانت عادة بدون أن يعتقدوا أنها سنة، فلا بأس بها وعندي فيها قلق؛ وتركها بلا شك أولى) ().
وقال أبو داود السجستاني: قلت لأحمد: (آخذ بيد الرجل في التعزية؟ قال: إن شئت أخذت، وإن شئت لم تأخذ، ورأيت أحمد يأخذ بيد الرجل في التعزية يسلم عليه، وذلك لبعد عهده به) ().
مسألة: حكم اصطفاف أهل الميت عند باب المقبرة لتلقي تعازي الناس بعد دفن الميت مباشرة.
لا بأس بذلك، حتى يتمكن الناس من تعزية أهل الميت، وأهل المصاب.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ: (لا أعلم في هذا بأساً؛ لما فيه من التيسير على الحاضرين لتعزيتهم) ().
وقال الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في مثل هذه المسألة قال: (الأصل أن هذا لا بأس به؛ لأنهم يجتمعون جميعاً من أجل الحصول على كل منهم ليعزى، ولا أعلم في هذا بأس) ().
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[الظافر]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:32 م]ـ
¥