تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 – النهي عن تمني الموت مقيد بما إذا كان بغير هذه الصفة (اللهم أحيني ماعلمت الحياة خيرا لي .... ) لأن هذه الصفة فيها تفويض وتسليم بالقضاء والله هو العالم بحقائق الأمور فيفوض الأمر إلى من يعلم الأمر ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة في حديث عمار (اللهم بعلمك الغيب ... ) وهو حديث صحيح.

الوجه الرابع:

امتثل الصحابة هذا النهي فهذا أنس راوي الحديث يقول: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به) متفق عليه

وقال قيس بن حازم: أتينا خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى سبعا فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به) متفق عليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

3 - عن بريدة مرفوعا: المؤمن يموت بعرق الجبين. رواه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان

والكلام على الحديث من وجوه:

الوجه الأول:

أخرجوه كلهم من طريق المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم

وهم الحافظ فقال: أخرجه الثلاثة مع أن أبا داود لم يخرجه.

الوجه الثاني:

درجة الحديث: الحديث معلول فلا يعرف لقتادة سماع من عبد الله بن بريدة قال الترمذي: هذا حديث حسن وقال بعض أهل الحيث: لانعرف لقتادة سماعا عن عبد الله بن بريدة) ٍ ولعل المراد البخاري لأنه ذكر في التاريخ الكبير (4/ 12) أن قتادة لم يسمع من عبد الله بن بريدة

يضاف إلى هذا أن قتادة مدلس

لكن ذكر العلماء أن قتادة عاصر عبد الله بن بريدة ما يقرب من (44 سنة)

فعبد الله توفي (115) وقتادة (117)

ومع هذا فقد تابع قتادة كهمس عن بريدة و كهمس هو ابن الحسن التميمي (ثقة من رجال الستة) وذلك عند النسائي

الوجه الثالث:

عد الألباني في أحكام الجنائز الموت بعرق الجبين من علامات حسن الخاتمة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما ساق الحديث مساق الخبر إنما ساقه مساق البشرة

الوجه الرابع:

اختلف العلماء في تفسير الحديث:

القول الأول:

أن الحديث كناية عن كد المؤمن وما يواجهه في دنياه من المشقة وطلب الحلال إضافة إلى أداء الصلاة والصوم فإذا جاءه الموت كان قد عرق جبينه في أمور دينه ودنياه.

القول الثاني:

أن الحديث كناية عن الشدة والمشقة التي يلقاها المؤمن عند الموت وسكراته وأن المؤمن يلقى عند الموت ما يكفر ذنوبه

وهذا الأقرب ففي المسند: بالطريق المتقدم أن بريدة كان في خرسان فعاد أخا له وهو مريض فوجده عند الموت وهو يعرق جبينه فقال: الله أكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ...... فذكر الحديث

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

4 - عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤا على موتاكم يس) رواه ابو داود والنسائي وصححه ابن حبان

والكلام على الحديث من وجوه:

الوجه الأول:

كلهم من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل بن يسار

ولم يقل النسائي وابن حبان (عن أبيه)

هذا اٌلإسناد ضعيف لأمرين:

1 - الإضطراب في الإسناد فقد روي بذكر (عن أبيه) وبإسقاطها وروي مرفوعا وموقوفا.

ولهذا نقل الحافظ في التلخيص أن ابن القطان أعل الحديث بالوقف و الإضطراب وبجهالة أبي عثمان

2 - جهالة أبي عثمان كما قال ابن القطان قال الذهبي في الميزان: لا يعرف لا هو ولا أبيه

أما ابن حبان فقد ذكره في الثقات لذا صحح حديثه (ذكره في صحيحه)

قال ابن باز: يبدو أن ابن حبان ظن أن أبا عثمان هو النهدي. ولذا ليس في إسناد ابن حبان (وليس بالنهدي) قال الشيخ: وهذا القيد ملحظ دقيق لأن أبا سليمان النهدي روى عنه النهدي وأبا سليمان هذا

قال الدار قطني: هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولايصح في الباب شيء.

الوجه الثاني:

قال ابن حبان:

إن المراد بالحديث المحتضر وليس من مات وقضى. وأيده ابن القيم في الروح من خمسة وجوه (ولم يذكرها الشيخ وأنا هنا أسوقه للفائدة)

قال ابن القيم رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير