وفي النسائي وغيره من حديث معقل بن يسار المزني، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرأوا «يس» عند موتاكم». وهذا يحتمل أن يراد به قراءتها على المحتضر عند موته مثل قوله: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» ويحتمل أن يراد به القراءة عند القبر، والأول أظهر لوجوه:
أحدها:
أنه نظير قوله: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله.
الثاني:
0انتفاع المحتضر بهذه السورة لما فيها من التوحيد والمعاد والبشرى بالجنة لأهل التوحيد وغبطة من مات عليه بقوله: {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} فتستبشر الروح بذلك فتحب لقاء الله فيحب الله لقاءها، فإن هذه السورة قلب القرآن، ولها خاصية عجيبة في قراءتها عند المحتضر.
وقد ذكر أبو فرج بن الجوزي قال: كنا عند شيخنا أبي الوقت عبد الأول، وهو في السياق، وكان آخر عهدنا به أنه نظر إلى السماء وضحك، وقال: {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} وقضى.
الثالث:
أن هذا عمل الناس وعادتهم قديماً وحديثاً يقرأون «يس» عند المحتضر
الرابع:
أن الصحابة لو فهموا من قوله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا «يس» عند موتاكم». قراءتها عند القبر؛ لما أخلّوا به، وكان ذلك أمراً معتاداً مشهوراً بينهم.
الخامس:
أن انتفاعه باستماعها وحضور قلبه وذهنه عند قراءتها في آخر عهده بالدنيا هو المقصود، وأما قراءتها عند قبره، فإنه لا يثاب على ذلك لأن الثواب إما بالقراءة أو بالاستماع، وهو عمل وقد انقطع من الميت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
5 - عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه) رواه أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى وأحمد وإسناده صحيح لكن ليس هذا سنة دائمة فقد قال عليه الصلاة والسلام: اللهم فقهه في الدين)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
6 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه.) رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن.
وهو من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة.
والسبب في نزول الحديث إلى درجة الحسن هو عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف , متكلم فيه
قال البخاري: صدوق إلا أنه يخالف في حديثه.
وهذا هو الصواب أنه إن وافق غيره قبل وإن خالف ترك قال في التقريب: صدوق يخطيء.
وحديثنا يقبل لأنه لم يخالف بدليل أنه أخرجه ابن حبا ن من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
ما معنى: أن نفس المؤمن معلقة بدينه؟
قال العراقي: يعني أن النفس لايحكم لها لا بنجاة و لا هلاك حتى ينظر أيقضى عنه أم لا؟
وقال آخرون: المعنى أن النفس لا تبلغ مقامها الكريم ومنازلها العالية حتى يقضى الدين.
وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين)
والحديث محمول على ميت له مال أما الميت الذي لا مال له ومات عازما على قضاء الدين فإن هذا يؤدي الله عنه ففي البخاري: من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله) ييسر له مال في الدنيا أو يرضي عنه غرمائه في الدنيا قبل الآخرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
7 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما أرادو غسل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: والله ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره ثم كلمهم مكلم من ناحية االبيت أن اغسلوالنبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه .... وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه
رواه أحمد وأبو داود من طريق محمد بن اسحاق
¥