فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 06:15 م]ـ
:::
قوله تعالى ((فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرْضِ)) 116 هود
ما هي البقية؟؟
ربما سياق الآية يرشدكم للمعنى!
أو ربما بيت الشعر التالي يساعد على فهم المعنى
وما صد عني خالد من بقية ولكن أتت دوني الأسود الهواصر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 08:08 م]ـ
:::
قوله تعالى ((فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرْضِ)) 116 هود
ما هي البقية؟؟
ربما سياق الآية يرشدكم للمعنى!
أو ربما بيت الشعر التالي يساعد على فهم المعنى
وما صد عني خالد من بقية
ولكن أتت دوني الأسود الهواصر
إليكم رأي المرحوم السعدي فيها
((لما ذكر تعالى، إهلاك الأمم المكذبة للرسل، وأن أكثرهم منحرفون، حتى أهل الكتب الإلهية، وذلك كله يقضي على الأديان بالذهاب والاضمحلال، ذكر أنه لولا أنه جعل في القرون الماضية بقايا، من أهل الخير يدعون إلى الهدى، وينهون عن الفساد والردى، فحصل من نفعهم ما بقيت به الأديان، ولكنهم قليلون جدا.))
فقد فهم البقية بأنها ((ذكر أنه لولا أنه جعل في القرون الماضية بقايا، من أهل الخير))
ولا أظن أن فهمه صحيح
والفهم الصحيح هو فهم لا يتعامل مع ظاهر الكلمة دون محاولة سبر أغوارها ومعرفة المقصود بها
وأنتم تعلمون ما يبقي المرء لنفسه من مدخر ---يبقي لنفسه أفضل ما يلزمه--وهذه هي البقية---هذه هي العلاقة بين البقية وبين الخيرية--فالخير يحتفظ به المرء لنفسه فهو" بقية "
قال الطبري (يقول تعالى ذكره: فهلا كان من القرون الذين قصصت عليك نبأهم في هذه السورة الذين أهلكتهم بمعصيتهم إياي وكفرهم برسلي من قبلكم. {أولُو بَقِيَّةٍ} يقول: ذو بقية من الفهم والعقل، يعتبرون مواعظ الله وبتدبرون حججه، فيعرفون ما لهم في الإيمان بالله وعليهم في الكفر به))
لاحظوا دقة الفهم --فمليون رحمة على شيخنا الطبري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 09:33 م]ـ
ولترسيخ معنى البقية---ألا وهو الفضل والخير --إليكم ماقال مفسرنا الفذ المرحوم إبن عاشور
(والبقية: الفضل والخير. وأطلق على الفضل البقية كناية غلبت فسارت مسرى الأمثال لأنّ شأن الشيء النفيس أنّ صاحبه لا يفرط فيه.
وبقيّة الناس: سادتهم وأهل الفضل منهم، قال رويشد بن كثير الطائي:
إنْ تذنبوا ثم تأتيني بقيّتكم فَمَا عليّ بذنب منكم فوت
ومن أمثالهم «في الزوايا خبايا وفي الرجال بقايا». فمن هنالك أطلقت على الفضل والخير في صفات الناس فيقال: في فلان بقية، والمعنى هنا: أولُو فضل ودين وعلم بالشريعة، فليس المراد الرّسل ولكن أريد أتباع الرسل وحملة الشرائع ينهون قومهم عن الفساد في الأرض.))
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 06:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك أخي جمال ..
حقاً لفتة بلاغية فاتت السعدي - رحمه الله تعالى - في التعبير القرآني بـ"أولو بقية" .. وما ذهبت إليه يؤيّده ما جاء في كتاب (بلاغة القرآن الكريم في الاعجاز) للشيخلي، يقول: " أولو بقية "، بمعنى: أصحاب فضل وخير أو أولو خشية من انتقام الله.
على أن المعنى الاجمالي لهذا التعبير يفي بما ذهب إليه المفسرون جميعاً، ألا وهو: فهلا كان منهم خيار ينهون عن الفساد والظلم، فلو كان منهم ذلك لما هلكوا.
وهذا ما أشار إليه الطبري - رحمه الله - في نهاية تفسيره للآية الكريمة، يقول: (لم يكن من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا يسيراً، فإنهم كانوا ينهون عن الفساد في الأرض، فنجاهم الله من عذابه، حين أخذ من كان مقيما على الكفر بالله عذابه، وهم أتباع الأنبياء والرسل).
وهذا المعنى يتسق مع ما جاء في الآية التي تليها، في قوله تعالى: " وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ". أي ما كان ليفعل بهم ذلك، وإن وقع منهم ظلم إذا كان فيهم مغير للظلم وناه عن الفساد ولكنهم كانوا كما أخبر تعالى عن المعتدين من بني إسرائيل في قوله: " كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ".
ثم إن في الفعل "ليهلك" ما يدلّ على هذا المعنى. ففيه إشارة الى التكرّر بحسب ما يكون منهم، فلو كان في كل أمة وقرن بعد قرن من ينهى عن الفساد والظلم لما أخذوا بذوي الظلم منهم، ولكان تعالى يدفع ببعضهم عن بعض. ولكن تكرّر الفساد وعمّ كل قرن فتكرّر عليهم الجزاء والأخذ، فأشار الفعل الى التكرّر ولم يكن الاسم ليعطي ذلك.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 12:49 م]ـ
غفر الله لكم جميعا ..
كيف خطأتم واجترأتم على العمالقة الافذاذ ..
كيف ساغ لكم أن تقولوا أن السعدي لم يوفق أو أن "شيئا" فاته؟؟
نعوذ بالله من التطاول على العمالقة الافذاذ!.
¥