تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

["الميزان" مخطىء في تفسيره للأجل]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 10:19 م]ـ

قوله تعالى

(هُوَ الّذِى خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمّ قَضى أَجَلاً وَ أَجَلٌ مّسمّى عِندَهُ ثُمّ أَنتُمْ تَمْترُونَ (2)) الأنعام

قال فيها كتاب " الميزان" لمؤلفه الطباطبائي

(قوله تعالى: "و أجل مسمى عنده" تسمية الأجل تعيينه فإن العادة جرت في العهود و الديون و نحو ذلك بذكر الأجل و هو المدة المضروبة أو آخر المدة باسمه، و هو الأجل المسمى، قال تعالى: "إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه": البقرة: - 282 و هو الأجل بمعنى آخر المدة المضروبة، و كذا قوله تعالى: "من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآت": العنكبوت: - 5 و قال تعالى في قصة موسى و شعيب: "قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك - إلى أن قال - قال ذلك بيني و بينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي": القصص - 28 و هو الأجل بمعنى تمام المدة المضروبة.

و الظاهر أن الأجل بمعنى آخر المدة فرع الأجل بمعنى تمام المدة استعمالا أي أنه استعمل كثيرا "الأجل المقضي" ثم حذف الوصف و اكتفي بالموصوف فأفاد الأجل معنى الأجل المقضي، قال الراغب في مفرداته: يقال للمدة المضروبة لحياة الإنسان "أجل" فيقال: دنا أجله عبارة عن دنو الموت، و أصله استيفاء الأجل، انتهى.

و كيف كان فظاهر كلامه تعالى أن المراد بالأجل و الأجل المسمى هو آخر مدة الحياة لإتمام المدة كما يفيده قوله: "فإن أجل الله لآت" الآية.

فتبين بذلك أن الأجل أجلان: الأجل على إبهامه، و الأجل المسمى عند الله تعالى.

و هذا هو الذي لا يقع فيه تغير لمكان تقييده بقوله "عنده" و قد قال تعالى: "و ما عند الله باق": النحل: - 96 و هو الأجل المحتوم الذي لا يتغير و لا يتبدل قال تعالى: "إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون": يونس: 49.

فنسبة الأجل المسمى إلى الأجل غير المسمى نسبة المطلق المنجز إلى المشروط المعلق فمن الممكن أن يتخلف المشروط المعلق عن التحقق لعدم تحقق شرطه الذي علق عليه بخلاف المطلق المنجز فإنه لا سبيل إلى عدم تحققه البتة.

و التدبر في الآيات السابقة منضمة إلى قوله تعالى: "لكل أجل كتاب، يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب": الرعد: 39 يفيد أن الأجل المسمى هو الذي وضع في أم الكتاب، و غير المسمى من الأجل هو المكتوب فيما نسميه بلوح المحو و الإثبات، و سيأتي إن شاء الله تعالى أن أم الكتاب قابل الانطباق على الحوادث الثابتة في العين أي الحوادث من جهة استنادها إلى الأسباب العامة التي لا تتخلف عن تأثيرها، و لوح المحو و الإثبات قابل الانطباق على الحوادث من جهة استنادها إلى الأسباب الناقصة التي ربما نسميها بالمقتضيات التي يمكن اقترانها بموانع تمنع من تأثيرها.

و اعتبر ما ذكر من أمر السبب التام و الناقص بمثال إضاءة الشمس فإنا نعلم أن هذه الليلة ستنقضي بعد ساعات و تطلع علينا الشمس فتضيء وجه الأرض لكن يمكن أن يقارن ذلك بحيلولة سحابة أو حيلولة القمر أو أي مانع آخر فتمنع من الإضاءة، و أما إذا كانت الشمس فوق الأفق و لم يتحقق أي مانع مفروض بين الأرض و بينها فإنها تضيء وجه الأرض لا محالة.

فطلوع الشمس وحده بالنسبة إلى الإضاءة بمنزلة لوح المحو و الإثبات، و طلوعها مع حلول وقته و عدم أي حائل مفروض بينها و بين الأرض بالنسبة إلى الإضاءة بمنزلة أم الكتاب المسمى باللوح المحفوظ.

فالتركيب الخاص الذي لبنية هذا الشخص الإنساني مع ما في أركانه من الاقتضاء المحدود يقتضي أن يعمر العمر الطبيعي الذي ربما حددوه بمائة أو بمائة و عشرين سنة و هذا هو المكتوب في لوح المحو و الإثبات مثلا غير أن لجميع أجزاء الكون ارتباطا و تأثيرا في الوجود الإنساني فربما تفاعلت الأسباب و الموانع التي لا نحصيها تفاعلا لا نحيط به فأدى إلى حلول أجله قبل أن ينقضي الأمد الطبيعي، و هو المسمى بالموت الاخترامي.

و بهذا يسهل تصور وقوع الحاجة بحسب ما نظم الله الوجود إلى الأجل المسمى و غير المسمى جميعا، و أن الإبهام الذي بحسب الأجل غير المسمى لا ينافي التعين بحسب الأجل المسمى، و أن الأجل غير المسمى و المسمى ربما توافقا و ربما تخالفا و الواقع حينئذ هو الأجل المسمى البتة.)

تفسير غريب يجعل علم الله ناقصا ومتغيرا بتغير الظروف والأحوال

عنده لوح المحو والإثبات يغيّر الله فيه ويبدل الأحداث بحسب الطوارىء--وهذا قصور حاد في فهم الآيات

وأنتظر من الأخوة تسليط الضوء على كلامه أكثر

ـ[عاشق جمال الفصحى]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 12:37 ص]ـ

الأخ جمال

تحية وبعد

ماهو تعليقك على هذه الآية؟

يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده علم الكتاب: الرعد - 39

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 06:27 ص]ـ

:::

# لقد أخطأت في الآية والصحيح هو (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ)

# المحو والإثبات يشمل

1 - محو شرائع وتثبيت أخرى بحسب ما اقتضته حكمته تعالى

2 - محو ما سجلّته الملائكة من ذنوب في اللوح المحفوظ لغفرانه عز وجل لهم وتثبيت ما سجلته الملائكة من ذنوب من لم يغفر لهم

وأمّ الكتّاب هو الكتاب الأصل لأن الأم أصل المولود--وهو اللوح المحفوظ الذي تُحفظ فيه صحائف أعمال العباد

ولا يجوز أن يخطر في بالك أن علم الله يتغير بما يطرأ من حوادث فيغير ويبدل بحسب ما فاجئه--لا يجوز لك أن تفكر بذلك فعلم الله يشمل ما كان وما هو كائن وما سيكون--وما قدّره منذ الأزل كائن ومعلوم له بداهة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير