[تجري من تحتها. و .. تجري تحتها]
ـ[الضاد1]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد وردت: تجري تحتها مرة واحدة في القرآن الكريم (والله أعلم) وهي:
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة: 100)
وباقي الآيات المشتبهات أتت: تجري من تحتها مثل:
وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(البقرة: 25)
فهل من مبين لنا الفرق بينهما وما وجه البلاغة في ذلك ... أحييكم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 11:28 م]ـ
أهلا ومرحبا بأخينا أبي عمار
وأما موضع السؤال فصحيح
فقوله (تحتها) بدون (من) جاءت مرة واحدة في ذكرا لجنات
والمرات الأخرى كلها اقترنت فيها بمن
و (من) ابتدائية أو بيانية، فهي توضح ابتداء جريان الأنهار وتفجرها من منبعها
وحين تتجرد العبارة من الحرف (من) فهي تعطي المشهد صورة الأنهار الجارية دون تسليط الضوء على منبعها فهي كالصورة العامة لنهر جار
وهذا يعني أن وجود (من) يعطي المعنى غنى أكثر، وفيه بالتالي نعيم أكثر للجمع بين معنيين ومشهدين من مشاهد النعيم
والله العالم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 01:35 ص]ـ
بارك الله في الأخت أنوار الأمل على هذه اللفتات الجميلة الرائعة من البيان القرآني العظيم ..
واسمحي لي - حفظك الله - أن أتوسّع بعض الشيء في شرح ما جاء في إضاءاتك القيّمة ..
ذلك أن في آية التوبة، وفي حذف حرف الجر منها في وصف الجنات .. سموّ في التعبير وروعة في البيان .. لا نجد لهما مثيل في غير هذا القرآن ..
ومع أن أخانا عمار اختار آية البقرة للاستدلال على ذكر حرف الجر في وصف الجنات، إلا أنني آثرت المقارنة هنا بين قوله تعالى: " وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " (التوبة: 96)، وبين قوله عزّ من قائل في السورة نفسها: " وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " (التوبة: 100).
فمع أن هاتين الآيتين جاءتا في سورة واحدة، ومع أن موضوعهما واحد، وهو إدخال المؤمنين جنات النعيم يوم القيامة، إلا أن التعبير بينهما لم يكن واحداً .. وإذا ما حاولنا تفكيك عناصر كل واحدة من هاتين الآيتين الكريمتين، فسنجد مظاهر متعدّدة من الاختلاف في التعبير بينهما، نذكر منها ما يلي:
1) قال في الأولى: " جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ"، وقال في الثانية: " جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتِهَا الأَنْهَارُ"، فحذف حرف الجرّ (من).
2) أخبر عن الرضى في الأولى بالجملة الاسمية، فقال: " وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ "، بينما أخبر عنه في الثانية بالجملة الفعلية، فقال: " رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ".
3) جاء في الأولى بضمير الفصل، فقال: " ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "، فأكّد الفوز هنا، ولم يؤكّده بضمير الفصل في الثانية، فقال: " ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ".
4) ذكر في الأولى زيادة على الجنات ما هو أكبر منها، ألا وهو رضوان الله، فقال: " وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ "، أي: أكبر من الجنات وملذاتها ونعيمها، ولم يذكر شيئاً من هذا في الثانية.
¥