تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سارعوا وسابقوا]

ـ[أحلام]ــــــــ[29 - 09 - 2005, 12:18 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن ذكر الدنيا وعاقبتها دعا إلى ما هو خير وأبقى فقال ({سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الحديد21وقدّم المغفرة على الجنة لأنها تسبقها, وهي سبب دخولها. وقال (الى مغفرة من ربكم) فذكر أن المغفرة من ربنا وقال في الاية التي قبلها ({اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} الحديد20فذكر أن المغفرة من الله وسبب هذا الاختلاف والله اعلم أنه في هذه الآية أمر عباده بالمسابقة فقال (سابقوا الى مغفرة من ربكم) فناسب أن يقول لهم أن المغفرة من ربكم فيضيف الربوبية إليهم فهو ربهم ومتولي أمرهم, وهو يرشدهم إلى ما هو خيرلهم ,

إما الآية التي قبلها فهي وصف للحياة الدنيا وليست خطابا لأحد فذكر أنها كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا إلى آخر ما ذكر فناسب أن يقول (ومغفرة من الله)

وقد تقول لقد قال في سورة آل عمران ({وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران133) وثمة اختلاف ظاهر بين الآيتين على ما بينهما من تشابه كبير نجمله بما يأتي

اية الحديد آية آل عمران

- سابقوا - سارعوا

- كعرض السماء والارض - عرضها السماوات والارض

- (بذكرأداةالتشبيه وإفرادالسماء - بحذف أداة التشبيه وبجمع السماء

-أعدت للذين آمنوابالله ورسوله -أعدت للمتقين الذين ينفقون

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

والله ذوالفضل العظيم

فما سر هذا الاختلاف؟

: ذكرنا ان كلمة (السماء) تستعمل في القرآن الكريم على احد معنيين إما أن تكون لواحدة السماوات كقوله تعالى (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} الملك5.

وإما أن تكون لما عدا الأرض مما علا كالجو والسحاب والمطر والسقف والسماوات عموما وذلك كقوله تعالى ({وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الروم24) والسماء هنا بمعنى السحاب وقوله ({اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} الروم أي يبسطه في الجو وقوله {أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} النحل79) وقوله (الم) وقوله تعالى ({فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} الأنعام125) أي يأخذ في العلو والارتفاع وقوله ({يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً} نوح11) وهي هنا بمعنى المطر وقوله {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} النمل75 {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} الزخرف84) وهي هنا عامة تشمل السماوات السبع وغيرها فالسماء بالمعنى العام متسعة اتساعا كبيرا وهي تشمل السماوات السبع وغيرهن مما علا وارتفع عن الأرض

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير